بعدما سقط في بركة ماء و بقي فيها لساعات بداية الشهر الجاري "أغيثوا ابني أنقذوه من الموت أيها المحسنون" قال هذه الكلمات والد الطفل عبد النور بنبرة شجن وصوت حزين، والذي أراد إيصال مأساة ابنه عبر جريدة "النهار" بعد أن طلب منا مرافقته إلى المستشفى القديم بمدينة سوق أهراس و الذي يقبع فيه الطفل عبد النور منذ ثلاث أسابيع تحت العناية الصحية المركزة. حين وصولنا وجدنا الطفل في غيبوبة وبجانبه الأم التي ترقد معه لحراسته هي أيضا تذرف دموع الحسرة على فلذة كبدها الذي يواجه خطر الموت وهذا جراء سقوطه في حوض مائي لا يبعد عن منزلهم الكائن بإحدة ضواحي المدينة كثيرا، الوالد ذكر لنا ما حصل لابنه الذي لا يتجاوز العامين من عمره حيث كان يوم 08 مارس ممطرا جدا خرج الأب من المنزل لاقتناء بعض الحاجيات فاتبعه الابن دون أن يشعر به وما هي إلا لحظات حتى سقط الطفل في الحوض المائي، والذي امتلأ عن أخره جراء غزارة الأمطار وهذا دون أن يتفطن إليه أحد، بعد عودة الأب إلى المنزل سألته زوجته عن الطفل اعتقادا منها أنه ذهب برفقته وهنا كانت الفاجعة، راح الأب يبحث عن الطفل عبد النور في كل مكان حتى وصل إلى الحوض فيلقى ابنه وهو يطفو على سطح الماء، أخذه جثة هامدة مباشرة إلى المستشفى الطبيبة التي أنقذت الطفل من موت محقق قالت أن حالته صعبة جدا، سيما بعد أن فقد الحواس بما في ذلك البصر تقرير الطبيبة ذكر وأن ضررا أصاب مخ الطفل نظرا لطول المدة التي قضاها تحت الماء حيث كانت درجة الحرارة جد منخفضة، ما جل جسم الطفل يفقد كل الأكسجين المغذي له بما في ذلك المخ، الطفل وعند وقوفنا على حالته أمس الأول، وجدنا جسمه قد نحل وأطراف يسبت ولم يعد يحرك أي منها، أما الطاقم الطبي وكذلك الممرضون فقد بذلوا كل ما في وسعهم لإنقاذ عبد النور، غير أن نقص الإمكانيات الحديثة التي تتعامل مع هذه الحالات حالت دون بلوغ الأهداف المرجوة وإدارة المستشفى وعلى رأسهم مدير المؤسسة الاستشفائية ذكر أنه مستعد لفعل أي شيء لمد يد المساعدة لهذا الطفل البريء في المقابل فإن أب الطفل الذي قال أنه رغم رضائه بقضاء الله وقدره لا يزال متمسكا بأمل شفاء ابنه حيث علم أن حالته قد يتم التكفل بها في إحدى مستشفيات العاصمة مثل مايو ومستشفى عيسات إيدير، وقد يكون أيضا علاج حالة ابنه خارج الوطن لكن وضعية الأب الاجتماعية الصعبة حالت دون ذلك حيث سبق له أن طلب المساعدة من إحدى الجمعيات المحلية النشطة في ميدان الأعمال الخيرية وهي جمعية المسعى الحميد ، من جهة فالأب ينتظر التفاتة من المحسنين لتحمل نفقات علاج ابنه الوحيد عبد النور قبل أن تزداد حالته خطورة، ويناشدون وزير الصحة ووزير التضامن وكل المسؤولين في سبيل التدخل لإنقاذ هذا الطفل قائلا لقد علمت كل ما في وسعي رغم حالتي الصعبة حيث أنني مستأجر بيت جد متواضع وقال هذا الأب الشاب أنه متكفل بعائلته المكونة من الأم وباقي إخوته داخل بيت لا يستجيب لمتطلبات الحياة، وهو ينتظر التفاتة قد تعيد الابتسامة لطفله.