زارت "الشروق اليومي" زوال أمس، مسكن السيد محمد خمري الذي كان رفقة ابنه عبد النور عقب مراسلات عدة قام خلالها بمناشدة رئيس الجمهورية التدخل الشخصي لفخامته في قضية ابتلعت من عمر الضحيتين ثمان سنوات كاملة، أي منذ الحملة الإنتخابية التي قادت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى مدينة سوق اهراس في الفاتح من أفريل من عام 1999. فبينما كان وفد "المترشح للرئاسة" على مستوى جسر إبن رشد بسوق اهراس وكان السيد محمد خمري، الذي كان حينها في سن 54 رفقة إبنه عبد النور "16 سنة" في انتظار الموكب "الرئاسي" إنحرفت سيارة من نوع مرسيدس تابعة للموكب، وكان يقودها السيد "رفيق.م" الذي كان إلى جانبه شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة، فأصابت السيارة الأب وابنه اللذين تم نقلهما في حالة خطيرة واستعجالية إلى مستشفى إبن رشد بعنابة، وبقي الضحيتان مدة شهرين كاملين في المستشفى، بينما أفرزت إنتخابات 1999 تعيين السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية، وأصيب حينها الأب محمد بتهشم في عظام الكتف والساق اليسرى، إستدعت إجراء عملية جراحية إعترف الأطباء الذين تعاقبوا على تطبيب السيد محمد بفشلها، ومازال لحد الآن بعد مرور ثماني سنوات يعاني من تبعاتها. أما الإبن "الضحية" عبد النور الذي كان يدرس في السنة التاسعة أساسي، فإصابته كانت أخطر، حيث أجريت له ثلاث عمليات جراحية لم تقدم الكثير لإبن هو الآن معوق بنسبة 85%، حسب الشهادات الطبية التي بحوزتنا، بينما بلغت نسبة إعاقة الأب محمد 65%، ويقترح بعض الإختصاصيين بتر قدم الإبن بعد إصابتها بالتعفن لولا تدخل إختصاصي آخر وأنقذ الموقف عبر عملية رابعة، ربما ستنقذ الإبن من بتر قدمه، لكنها لم تنقذه من ضياع مستقبله الدراسي الذي ضاع منذ حادثة 1999 ورقاده الدائم في المستشفيات. العائلة المتضررة من هذا الحادث المأساوي تتكون من ثمانية أفراد، وتعيش وضعية مزرية، لأن الأب والإبن الأكبر لا يستطيعان العمل، وذكر أفرادها بأنهم طرقوا عدة أبواب محلية، تناشد رئيس الجمهورية بعد أن بلغت معاناتها السنة الثامنة على التوالي، وأقسم لنا الأب أن العمليات الجراحية الكثيرة والأدوية التي تعاطاها رفقة إبنه جاوز ثمنها 60 مليونا وكلها من إعانات الأهل والمحسنين دون أن يتلقى أية إعانة مادية أو معنوية من أي كان، مما جعلها تصل إلى محطة بريد الرئاسة بعد أن راسلت اللجنة الوطنية الإستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، مع قناعتها بأن رئيس الجمهورية وحتى شقيقه لا يعلمان بما حدث لعائلة بأكملها بسبب إنحراف بالتأكيد غير مقصود لسيارة كانت تحمل الآمال لأهل سوق اهراس ولعائلة خمري، لتتحول إلى آلام عمرها الآن ثماني سنوات وثمانية أفراد في فقر مدقع بمسكن متواضع بحي 22 مسكنا بسوق اهراس. مقداد.د