بعد الهدوء النسبي ورحيل قوات الأمن من المنطقة عادت ليلة أول أمس أحداث الشغب والتخريب والحرق إلى شوارع بريان وهذا بعد الهدوء الذي عرفته المنطقة التي شهدت نزاع بين طائفتان راح ضحيته قتيل. ورغم تدخل العديد من الأطراف السياسية لتهدئة الأمر وإعادة الهدوء والسلم الذي لم يدم سوى أياما قليلة لكن لا تزال نار الفتنة مشتعلة بها والتي تسببت في خسائر مادية معتبرة حيث قامت ليلة اول أمس مجموعة من الشباب بالهجوم على مسجد "سرعوف" و انتهاك حرمات منزل لتصحوا منطقة بريان أمس على مسلسل الشغب إلى غاية أمس حيث تم حرق مقهى و العديد من المنازل و هذا بعد صلاة الجمعة مباشرة. وأعاد أولاد داود محمد عضو سابق بالمجلس الانتقالي ببريان واحد أعيان المنطقة أن سبب عودة أعمال الشغب والتخريب و حرق المحلات و المنازل من جديد الى المنطقة هو غياب الأمن الذي غادر المنطقة بعد الهدوء النسبي الذي عرفته كما دعا جميع السلطات الأمنية بالتدخل السريع لإيقاف الإعمال وأشار أولاد داود محمد في اتصال هاتفي أجرته النهار أمس معه أن أعوان الأمن والدرك المتواجدين لم يتدخلوا لإيقاف عمليات النهب والحرق التي عرفتها المحلات بحجة عدم حصولهم على أمر بالتدخل من قبل السلطات المعنية وهذا بعد صلاة الجمعة كما أضاف إن نفس القوات رغم عدم تدخلها لتهدئة الأمر قامت بحملة من الاعتقالات و أوضح نفس المتحدث على انه قبل التوجه الى الشباب لنصحهم بضبط النفس يجب المطالبة من السلطات الأمنية و العسكرية بالتدخل السريع. كما طالب منتخبو جبهة القوى الاشتراكية بعد أحداث العنف التي عرفتها منطقة بريان منذ أيام بإنشاء لجنة طارئة من المجلس الشعبي الولائي لمتابعة وتقصي الحقائق في قضية أحداث بريان كما طالبو بإيفاد لجنة وطنية من أعلى مستوى و ذات صلاحيات لفتح تحقيق جدي و شامل ومتابعة خلفيات هذا الحدث والأحداث السابقة المشابهة التي قالوا عنها أنها تهدد الآمن و الاستقرار ليس على المستوى المحلي فقط و لكن الوطني أيضا. كما اتهم منخبوا الافافاس السلطات التنفيذية و المحلية و الأمنية بالتقاعس و عدم التعامل مع الأحداث و عدم وضع خطة أمنية واضحة للسيطرة على الوضع و تأطير جميع بؤر التوتر في منطقة بريان التي عرفت أحداث شغب و تخريب راح ضحيتها قتيل و أشاروا إلى أن سلطات الأمن لم تتدخل لتهدئة الأمر بالمنطقة في الوقت المناسب لتتحول المناوشات الى صراع طائفي بين شاب مزابي و أخر عروش عربية كلاهما من نفس المنطقة و تدخل الأحداث الى نفق سموه بالعنصرية و العروشية و اعتبر منتخبوا الافافاس أن ذلك التحليل مغالطة كبيرة، كما جاء في البيان الذي تحصلت النهار على نسخة منه أن هناك أيادي خفية أخذت الأوضاع الى منعرج سموه بالخطير حيث قالوا أن الأحداث تطورت الى حرق المحلات التجارية و المنازل و السيارات و التعدي و السطو على حرمة المواطنين. كما جاء في البيان أن بلدة بريان بقيت دون تدخل الأمن رغم وصول قوات مكافحة الشغب التي بقيت على مشارف البلدة لمدة طويلة الى غاية تدخل قوات التدخل السريع التي انتهت مسلسل العنف الذي عاشته المنطقة و يعود السلم النسبي ليخرج سكان المنطقة للشوارع لتفقد الأضرار ورغم الهدوء قال منتخبوا جبهة القوى الاشتراكية أن العديد من العائلات التي تسكن الأحياء المضطربة التي هجروها تاركين ورائهم ممتلكاتهم خوفا من أن تعود من تدهور الأمور من جديد لعدم وجود الأمن بها. وطرح منتخبوا جبهة القوى الاشتراكية عدة تساؤلات أهمها "أين ستكون الحلقة القادمة من مسلسل اللاأمن" الذي قالو عنه انه سيكون بتشجيع و إذكاء الصراع الطائفي والإحساس بالظلم والحقرة لدى الطرفان. بسم الله الرحمن الرحيم حسبنا الله و نعم الوكيل إن ما يحدث في مدينتنا الغالية لا يمت بصلة إلى الإسلام و لا إلى تقاليدنا العريقة، و إن أهالي بريان على الخصوص مشهرون بالتآخي بين المتساكنين و حتى بالرضاع بين الأسر. وما نشاهده حاليا من انفلات للوضع يرجع أساسا إلى عدم قيام قوات الأمن بمهمتها الأساسية على أكمل وجه خاصة ما يحدث ظهيرة هذا اليوم ترك المواطنين والأهالي يتساءلون في حيرة كبيرة أين الدولة؟ نحن الإباضية ليس من شيمنا النهب ولا التعدي على الحرمات و لا السلب وهذا من صميم عقيدتنا، و تبقى أيادي خفية تحرك الفتنة الله أعلم بها، نتضرع إليه أن يرقع عنا هذا البلاء. و نؤكد مرة أخرى تساؤلنا لماذا يتواجد السلاح في منطقة خاصة و لم تتم مصادرته و لا التفتيش عنه. و لا عن المسروقات التي نهبت من المحلات. و تواصلت أثناء غياب المواطنين لأداء صلاة الجمعة، إذ انتهت الحرمات.نطالب بإلحاح كل المخلصين الغيورين في بريان وغيره التحرك بسرعة لإطفاء نار الفتنة قبل أن تأتي على الأخضر واليابس.ونندم حين لا ينفع الندم.