أوضح رئيس جمعية أولياء التلاميذ، ميلود قادري، أنّ التلاميذ في الوقت الراهن، أصبحوا لا يعيرون اهتماما للدراسة، بقدر ما يولون اهتماما كبيرا ''لأيام الإضرابات''، منتقدا بعضا من الأساتذة الذين أضحوا يستغلون التلاميذ ''كرهينة''، لتمرير رسائلهم داخل القسم، من خلال تلقينهم دروسا في ''الإضرابات''. في الوقت الذي شدّد على ضرورة إدخال تعديلات على المنظومة التربوية. وأضاف رئيس جمعية أولياء التلاميذ، في تصريح ل''النهار''، أنّه لا يوجد فهم حقيقي لمعنى المنظومة التربوية، داعيا السلطات الوصية، إلى ضرورة إدخال تعديلات شاملة عليها و جعلها تتماشى ومنظومة المجتمع، بغية الإرتقاء بالمستوى التعليمي للتلميذ بالمدرسة، المتوسطة والثانوية قبل انتقاله إلى الجامعة. في الوقت الذي شدّد أن المشكل لا يكمن في ''الأشخاص'' وإنّما وجب إصلاح شامل للمنظومة التربوية، نظرا لأنّها مرتبطة ارتباطا وثيقا ومتأثرة وتتأثر بقطاعات عديدة، وعليه وقبل الحديث عن أي مشكل تربوي، لا بد أولا من العودة لفتح النقاش عن ''المنظومة التربوية''، مشيرا على أنّ هناك بعضا من الأساتذة يستغلون التلاميذ، بغية توجيه رسائلهم، من خلال تلقينهم دروسا في 'الإضرابات' لتهيئة التلاميذ نفسيا ل''الإحتجاج'' وكذا لإقناعهم بأنّهم على حق ولا بد لهم من الإحتجاج لاسترداد حقوقهم المهضومة. وأكدّ ميلود قادري، أنّ التلاميذ أصبحوا في الوقت الراهن يعيرون اهتماما كبيرا للإضرابات والإحتجاجات التي ينظمها أساتذتهم في كل مرّة، بحيث أصبح اهتمامهم بالدّراسة ضئيلا جدا، وهو ما ينعكس مباشرة على تحصيلهم العلمي، سواء في الإختبارات أو الإمتحانات الرّسمية، ليجدوا بعدها صعوبة كبيرة في فهم الدّروس لدى انتقالهم للجامعة، مرجعا أسباب ذلك إلى ضعف المنظومة التربوية التي لم تعد تؤدي دورها على أحسن وجه، وكذا الغياب الكلي لأولياء التلاميذ الذين لا يزورون أبناءهم بمؤسساتهم، سوى مرتين في السنة، عند افتتاح الموسم الدّراسي ولدى اختتامه فقط، ومثال ذلك فمن أصل 1200ولي تلميذ، لا يحضر سوى 6 منهم عند استدعائهم من قبل الإدارة. وأثار محدثنا قضية أخرى، قد أدت إلى ضعف المستوى التعليمي للتلاميذ، وهي عملية تحديد عتبة الدّروس خلال امتحان شهادة البكالوريا، حين أضحى المترشح يعير لها اهتماما كبيرا لما تجده يبحث فقط عن الدّروس المعنية بالإمتحان، لكي تسهل عليه عملية المراجعة، مشدّدا بأنّ التلميذ هو من أصبح يوجه الأستاذ، حين صدق القول الشعبي 'قريني وأنا سيدك'، وكلما شعرت الوصاية أنّ التلاميذ سيقومون بفوضى، تتحرك مباشرة لتعلمهم بتعليمات جديدة في صالحهم واللّجوء إلى ما يسمى ''بتحديد الدروس'' في مختلف المواد، إلى درجة أنّ هناك بعض الدّروس لا يدرسنها التّلاميذ في النهائي، وهي تعد دروسا أساسية في الجامعة. وشدّد قادري على أن التلميذ لم يعد يهمه إطلاقا أن يدرس أو لا، المهم بالنسبة إليه، أن يغيب المعلم ويدخل هو في عطلة مفتوحة، علما أنّ المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''الكناباست''، قد دخل ابتداء من يوم أمس في إضراب.