يتم السعي بولاية سطيف إلى إعادة إحياء زربية القرقور بعدما أخذت طريقها خلال السنوات الأخيرة إلى الزوال و اتجهت شيئا فشيئا نحو النسيان بسبب عدم توريث صناعتها الىالأجيال الجديدة . و أوضح مدير غرفة الصناعات التقليدية و الحرف السيد الزبير بوكعباش أنه تم اختيار مجموعة من المعلمات الحرفيات من أجل إعادة بعث هذا الموروث المتمثل في زربية قرقور من جديد و ذلك من خلال فتح ورشات للتكوين. وأشار أن مشكل اندثار زربية القرقور التي تعد من أقدم أنواع الزرابي المنسوجة بالجزائر يرجع أساسا إلى عدم توريثها إلى الأجيال الصاعدة . و ستسهم عملية إعادة تأهيل و تهيئة مركز الصناعات التقليدية و الحرف بحي "الهواء الجميل" (غرب سطيف) عما قريب و الذي يقتصر حاليا على صناعة السيراميك و النحاس في تطوير صناعة زربية قرقور و ترقيتها حسب ما أشار إليه في نفس المصدر . و تعتبر زربية القرقور من أقدم أنواع الزرابي المنسوجة بالجزائر و هي موروث شعبي عريق يعود تاريخ حياكتها لأول مرة إلى القرن التاسع و ذلك بمنطقة حمام قرقور الواقعة على بعد حوالي 45 كلم شمال ولاية سطيف. و تتميز هذه الزربية -التي لم يتبق ممن تجيد صناعتها إلا عدد قليل جدا من النساء اللواتي توارثن حياكتها عن جداتهن -بانسجام ألوانها إضافة إلى احتوائها على تصميمات و رسومات زخرفية تعبر في مجملها عن ثقافة مجتمع هذه المنطقة الجبلية الصغيرة ذات المناظر الخلابة . كما تعدت شهرة زربية القرقور التي يميزها خاصة اللونين الأحمر القرميدي و الأخضر الغامق- حدود الوطن و جعلتها تحتل الصدارة في العديد من المعارض و المحافل الدولية حسب ما أفادت به من جهتها مديرية السياحة بالولاية . غير أن صناعة هذه الزربية تتجه خلال السنوات الأخيرة نحو الزوال لأسباب يرجعها أيضا مختصون في المجال إلى تغير الذهنيات من الجهة و منافسة أنواع أخرى من الزرابي أقل تكلفة و أفضل من حيث خفتها إضافة إلى جمالها. كما أن غلاء المواد الأولية الخاصة بصناعة هذه الزربية أدى إلى غلاء أسعارها و بالتالي الى عدم طلبها من طرف المشترين.كما أن الجهد والتفرغ و طول البال الذي تتطلبه نساجة هذه الزربية يعد أيضا من بين أهم الأسباب التي أدت إلى عزوف النساءة على صنعها . و تعد ولاية سطيف واحدة من أهم مناطق البلاد في ميدان صناعة أنواع الزرابي والأفرشة التقليدية التي تعود إلى سنوات بعيدة وتتميز بتنوعها و غناها من حيث الرموز و الأشكال التي تعكس بعدها الحضاري و الثقافي والتاريخي. و من بين هذه الصناعات الفراش البوطالبي الذي تنفرد بصناعته منطقة بوطالب (أقصى جنوبسطيف) و هو مصنوع من مادة الحلفاء المتوفرة بمنطقة الحضنة و تميزه 3 ألوان هي الأصفر والبني و الأخضر ويستعمل في المساجد و الحمامات و حتى في المنازل. كما تتميز هذه المنطقة بالحايك المرقوم الذي لا يزال ينتشر بقوة بمنطقتي بوطالب و أولاد تبان (جنوبسطيف) حيث ينسج بطريقة تقليدية من الصوف الخام و تميزه خطوط بسيطة متنوعة الألوان.