سوى عندما دخلت الأموال كرتنا منتصف التسعينات وجعلت اللاعب يبحث عن مصلحته بأي طريقة وينقب عن المناجير الذي يحصل على أقل نسبة من خيرات قدميه!! وبما أن الأمور عندنا تسير في فوضى فان حتى تقنين المهنة من طرف الاتحادية بالتنسيق مع الفيفا في امتحانات رسمية تنتهي بالحصول على "رخصة مناجير" لم يسمح للأمور بأن تسير بالحد الكافي من النظام بما أن المجال مفتوح أمام الجميع حتى أصبح هناك مدربون وصحفيون ودخلاء على الكرة بدرجة مناجرة. أغلب المناجرة المعتمدون في حالة بطالة وتنظم الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تقريبا كل عام امتحانا للحصول على الاعتماد الشيء الذي مكن 29 مناجيرا من النجاح منذ افتتاح المسابقة، ومن خلال القائمة المعتمدة في الموقع الرسمي ل "الفيفا" يظهر أن قلة من عناصر هذه القائمة تقوم بعملها مرتان في العام في رحلة الشتاء والصيف ومن هؤلاء عاشوري، براح، خرة، زين دريس في حين أن الأغلبية في حالة بطالة دائمة لأن المناجير ليس فقط عارفا بأمور القانون ولكن يفترض عندنا في الجزائر أن يعرف اللاعبين والرؤساء ويمتلك علاقات مع الجميع يفرض نفسه وشخصيته ولا يتحرج في عرض لاعب أو مدرب وهي مواصفات لا تتوفر سوى في قلة منهم. لاعبون بذهنية:"من يجلب لي فريقا هو مناجيري" وإذا كانت هذه المواصفات غابت عن بعض المناجرة المعتمدين فان صحانية الوجه إن صح التعبير وجدت عند آخرين منهم دخلاء على كرة القدم لا يفقون فيها شيئا، لا يخجلون من عرض اللاعبين مثل السلع، يتوددون إلى الرؤساء بتذلل كبير المهم أن يظفروا بمصروف الصيف والشتاء وحتى اللاعبون تسببوا في استفحال المشكل باعتبار أن أغلبهم بأكثر من مناجير إذ يميلون حيث مالت الريح ، ويحفظون عن ظهر قلب"مناجيري هو من يجلب لي فريقا" حتى وان وقعوا عقود التزام مع مناجرة، ولا ينسحب الكلام عن حالات قليلة معروف عنها الوفاء على غرار الهادي عادل، قوعيش، مهداوي وغيرهم. قجالي، عماني، بن موهوب، وغيرهم ليسوا دخلاء ولكن.. وحتى وان كان بعض المناجيرة الذين نعرفهم ليسوا دخلاء على المهنة باعتبار علاقاتهم الواسعة وقدراتهم الكبيرة وكذا على تحويل اللاعبين حتى نحو ضفاف أخرى (أوربا وآسيا) إلا أنهم لا يملكون حتى ختما يمكنهم من وضعه على إجارة اللاعب في الخانة المخصصة في العقد على غرار عبد الحميد قجالي الذي يعتبر من أشهر وكلاء الأعمال وانجحهم عندنا، لكنه في الأصل لا يملك رخصة و يستغل اعتمادا مناجير فرانكو – بولوني يتعامل معه، كما أن عماني جمال غير معتمد رغم أنه لاعب دولي سابق، نفس ما يقال عن عكاش حكيم لاعب مولودية باتنة السابق الذي يتعامل مع عدد هام من لاعبي منطقة الأوراس، فضلا عن حسين سلة مناجير مهداوي و قوعيش فضلا عن سعيد شهاب مناجير بوقاش وكذلك صادق بن موهوب مناجير حمادو وزازوة والمناجير العنابي كعال الذي اكتشف تلبي وكان وراء جلب الايفواري سيريدي من نادي تونسي والقائمة تطول وتطول. شرشار مناجير برتبة مسير في اتحاد العاصمة ولأن فراغ الساحة وجهل اللاعبين بالقانون وكذلك تعامل المسيرين مع بعض المناجرة هو ما فتح الباب أمام مدربين ولاعبين سابقين وحتى صحفيين ليتحولوا إلى وكلاء أعمال فان حملة القلم عوض الكتابة عن الصفقات والإشارة إلى قيمتها صاروا هم من يقومون بها مستغلين بعض الظروف التي تخدمهم كقربهم من الفرق وعلاقاتهم مع اللاعبين ما يساعدهم على لعب دور وسطاء بامتياز، هذا ويجهل كثيرون أن عبد الله شرشار المسير الفاعل في اتحاد العاصمة يملك رخصة مناجير من طرف "الفيفا" لذلك لا يملكنه أن يوضع في القانون الأساسي للفريق كمسير لأن قانون الفيفا صارم و ينوع الاعتماد ممن يثبت أنه يسير في فريق ما. امتحان المناجرة مفتوح لكل من هب ودب وفي الوقت الذي يمتحن فيه كل عام ما يزيد عن 30 مترشحا للفوز ب "الاعتماد" فان الملاحظ أن هذا الامتحان في الإعلان الذي ينشره موقع الرابطة الرسمي لا يشترط من الراغبين في اجتيازه شيئا سوى بطاقة التعريف الوطنية فلا حقوق الامتحان موجودة، ولا الدبلوم مطلوب ولا أي شيء ما يمكن (بتشديد الكاف) لأي كان أن يترشح وان كان خريج مقهى أو حمام شعبي المهم أن يحفظ قوانين تنقلات اللاعبين الموجودة على الموقع الرسمي ل "الفيفا" عن ظهر قلب ويعرف كيف يجيب يوم الامتحان مهما كانت الطرق. 15 سؤالا من الفيفا و5 عن الجزائر ليست تعجيزية أما عن المواضع التي يمتحن فيها هؤلاء ف 20 سؤالا توضع أمام المترشحين، 15 تعدها الفيفا التي ترسل الموضوع في ظرف مغلق وتبقى 5 فقط يطرحها مسؤولو الاتحادية وتدور مواضع هيئة بلاتير حول تنقلات اللاعبين الأجانب وماذا يستوجب عليهم والإجراءات التي يقوم بها المناجير في بعض الحالات وبخصوص الأسئلة التي يطرحها مسؤولو الفاف فعن بعض العموميات المتعارف عليها التي تتطلب قليلا من الذكاء للإجابة خاصة أن الأسئلة ليست تعجيزية وفي متناول الجميع حسب من نجحوا. كم هي حقوق المناجير؟!! لا يوجد اتفاق بخصوص قيمة ما يحصل عليه المناجير ذلك أنه يكون نتيجة اتفاق مبكر مع اللاعب، لكن هناك قاعدة شبه شائعة وهو أن اللاعب يمنح 10% من قيمة عقده إلى وكيل أعماله فور نجاح الصفقة بمنعى أن من يمضي مقابل 400 مليون يمنح 40 مليون لمناجيره، وهناك مناجرة يعملون مقابل 10% مما يحصل عليه اللاعبون كأول شطر، لهذا الأمر صار الجميع يطلب 75% من المستحقات مقدما حتى يستفيد المناجير أكبر وهو شرط يضعه أيضا بعض اللاعبين الذين منهم من يتفق مع مناجير على3 أو 4% ليس إلا بل هناك مناجرة في الأقسام الدنيا يرضون مقابل مليون أو اثنين المهم أن لا يخرجوا فارغين من رحلة الشتاء والصيف. المناجير خرة زكرياء (أصغر مناجير معتمد): انتشار أشباه المناجرة سببه اللاعبون والمسيرون في اتصال هاتفي معه أكد خرة زكريا ابن مدينة سطيف وأصغر مناجير معتمد من طرف الفيفا سنة 2003، صاحب ال 25 سنة الآن، أن الظاهرة موجودة من خلال كثيرة المناجرة خاصة من الدخلاء ، وقد اعتبرها نتيجة طبيعية للفوضى العارمة في كرة القدم الجزائرية وغياب ميكانيزمات واضحة مؤكدا أن الخطأ من اللاعبين الذين يفضلون التعامل مع مناجرة لا يملكون القدرة على حمايتهم من غدر المسيرين والخطأ أيضا من المسيرين أنفسهم الذين يتعاملون مع وكلاء أعمال لتحقيق نوايا مبيتة، اللاعبون في خطر ودائما هم ضحايا المسيرين كما حدث مع لاعب شباب بلوزداد مكحوت الذي امضى عقدا ل 6 أشهر فوجد نفسها مرتبطا لعام ونصف وهناك الكثير من اللاعبين الذين أتعامل معهم أطلب منهم عدم إمضاء أي وثيقة في غيابي حتى وان كانت الحصول على منحة الفوز، نعمون هذا الموسم كاد يمضي على ملحق عقد كان سيجعله مرتبطا الى غاية 2009 مع شباب بلوزداد قبل أن أمنع حدوث ذلك، كثير من اللاعبين كانوا ضحيا فقط لأنهم فكروا في مصالحهم ولم ينظروا إلى الأمام وهذا ما يجب الحذر منه .