أكدت مصادر حكومية مقتل نجل الرجل الثاني في ''الفيس المحل'' علي بن حاج، عبد القهار، المكنى ''معاوية'' في تفجير السيارة التي كانت تقله برفقة آخرين، كانوا مكلفين بتنفيذ عملية انتحارية في العاصمة، وجاء تصريح المسؤول الحكومي أول أمس، لوكالة الأنباء الفرنسية تأكيدا لما انفردت ''النهار'' بنشره في عددها ليوم الأربعاء المنصرم. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المصدر الحكومي؛ أن نجل علي بن حاج قتل بعد تفجير سيارة هيونداي أتوس، رمادية اللون، التي كانت تقله رفقة السائق وإرهابي آخر، الاثنين المنصرم بمنطقة الثنية التابعة إداريا لولاية بومرداس، وقد أصيب في التفجير ثلاثة عسكريين طلبوا من الإرهابيين الذين كانوا على متن السيارة، التوقف في السد الأمني غير أنّهم رفضوا الاستجابة، ما اضطر عناصر الأمن على إطلاق الرصاص عليهم. وقالت المصادر الحكومية؛ أن تحليلات الحمض النووي التي أخضعت لها أشلاء جثة الإرهابيين المقضي عليهم في العملية الانتحارية، أكدت أن إحداها تعود لنجل علي بن حاج، وأضافت بأنّ الإرهابيين الثلاثة كلهم ينحدرون من العاصمة، أحدهم كان يرتدي حزاما ناسفا، كانت وجهتهم العاصمة لتنفيذ عملية انتحارية. من جهته، قال عبد الحميد بن حاج شقيق علي بن حاج، أن عائلة الإرهابي ''عبد القهار'' لم تتلق أي استدعاء من قبل مصالح الأمن، من أجل إعلامها بمقتل ابنها''. وقد التحق عبد القهار بن حاج 23 سنة، بالتنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي يطلق على نفسه اسم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، عام 2006، وحكم عليه بالإعدام عام 2009 من قبل مجلس قضاء تيزي وزو في قضايا ذات علاقة بالإرهاب، وتنفيذ عمليات إجرامية ضد المواطنين. يذكر أنّ عبد القهار وعند اختفائه عام 2006 عن الأنظار، وجه والده أصابع الاتهام لمصالح الأمن الجزائرية، وهو ما كذبته مصالح الأمن، ليظهر ''معاوية'' بعد بضعة أشهر، على القناة القطرية الجزيرة في فيديو للتنظيم الإرهابي، وهو يحمل السلاح، مؤكدا التحاقه بالعناصر الإرهابية. ويحاول التنظيم الإرهابي للجماعة السلفية للدعوة والقتال الناشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، منذ أيام تنفيذ عملية انتحارية قبل حلول الشهر الفضيل، يسعى من خلالها لإعادة سيناريو العمليات الانتحارية إلى الواجهة، وتشديد قوة مصالح الأمن من أجل الحد من الحصار الأمني المضروب على التنظيم في معاقله الأخيرة، في وقت تضرب مصالح الأمن المشتركة طوقا أمنيا مشددا تمت مضاعفتها عشية رمضان، إذ يتم تفتيش كل السيارات من أجل تجنب مرور أية سيارة مشبوهة، وقد تمكنت مصالح الأمن مؤخرا من توقيف 15 عنصر دعم وإسناد كانوا يحضرون لتنفيذ عمليات إرهابية بالعاصمة. وفي هذا الصدد؛ أفاد المختص في الشأن الأمني محمد مقدم المعروف إعلاميا باسم ''أنيس رحماني''، في حديث خص به وكالة الأنباء الفرنسية؛ أن للمتمردين الليبيين يدا فيما يحدث بالجزائر، إذ يعتقد الإعلامي رحماني أن هذه الفئة تمد التنظيم الإرهابي بالمتفجرات، على اعتبار أن عمليات التمشيط التي تقوم بها مصالح الأمن في معاقل التنظيم الإرهابي وكذا المتفجرات التي يتم العثور عليها من حين لآخر، ليست من النوع الذي كان التنظيم الإرهابي يستعملها سابقا، ما يؤكد فرضية توفير المتمردين الليبيين الأسلحة والمتفجرات للتنظيم، وكان خبراء في الشأن الأمني قد أكدوا سطو الإرهابيين على متفجرات وأسلحة من ليبيا، تم توجيهها نحو الساحل لتنفيذ عمليات إرهابية، وقد تراجع نشاط التنظيم الإرهابي سابقا وعاد مرة أخرى، بعد أن أصبح بحوزة التنظيم أسلحة جديدة، إذ كان إلى وقت غير بعيد يواجه قحطا في المؤونة والأسلحة نتيجة الحصار الأمني الخانق الذي تضربه قوات الأمن على بقايا التنظيم الإجرامي، وهو ما يؤكد فرضية تزويد متمردي ليبيا التنظيم بأسلحة ستكون عواقبها كلها ضد مصلحة الجزائريين.