تحية طيّبة سيدتي نور أما بعد: أنا وهيبة من مستغانم في الأربعين من العمر، عازبة، رغم كثرة الخطّاب لأنني دائمة الرفض، بسبب حبيب طال غيابه في ديار الغربة، نعم إنه يقيم هناك منذ عشر سنوات لم يستطع خلالها الحصول على وثائق الإقامة، ما دفعه إلى الزواج ليحقق هذا الهدف. سيدتي نور، يبدو أنني أنتظر السراب، فأنا لا أستطيع اتخاذ القرار المناسب بخصوص هذه العلاقة، علما أنه يحبّني كثيرا وأبادله نفس المشاعر وأزيد، لقد وعدني بأنه سيتزوّجني حال استقرار حياته، فهل أنتظره؟ وهيبة / مستغانم الرد: صدّقيني عزيزتي لا تتعبي نفسك ولا تثقلي قلبك بالهموم، فالحياة أعظم من تضييعها، في انتظار مجهول وتحسب وتفكير فيما يحدث أو قد لا يحدث، الإنتظار أسوأ شيء في الدنيا، فلا تضيّعي العمر، في انتظار حدث قد لا يحدث وشخص قد لا يحضر، عيشي حياتك بشكل طبيعي دون انتظار للمجهول، فالحب لا يستجدي ولا يطلب، الحب قائم بين طرفين على التواصل والعطاء وإلا جف وذبل؛ كما الوردة التي تحتاج إلى العناية والرعاية لتنمو وتتفتح، وإن لم يكن كذلك فقد يموت الحب عاجلا أو آجلا، فالحب لا يعيش على وهم أو أحلام لا تتحقق، بل الحب يلزمه أدلة وبراهين ووقائع تدعمه وتثبته وتؤكد وجوده دوما، إن كان وهما إنسيه ولا تفكّري فيه وإن كان حبا حقيقيا، فلا تقلقي؛ الحب لا يقتله بعدا ولا يزيده قربا، في النهاية تأكدي أن الحب والزواج قدر ونصيب؛ فنحن لا نعلم ما قدر لنا وما يختاره الله لنا دائما أجمل وأروع مما نختاره نحن، فاصبري ولا تتعجلي فتقعين في وهم وتلهثين خلف سراب. ردت نور