تعرّض مكتب قناة ''الجزيرة'' القطرية بالعاصمة الليبية طرابلس، مساء أمس الأول، لاعتداء مسلح بواسطة قنبلة يدوية، ألقاها مسلحون مجهولون ولاذوا بالفرار. ورغم تكتّم القناة القطرية على الاعتداء الذي طال مكتبها، غير أن وسائل إعلام ليبية كشفت أمس عن تفاصيل الاعتداء الذي وقع ليلة الجمعة، موضحة أن القنبلة انفجرت داخل المقر، وتحديدا وراء أسوار بمبنى مكتب القناة، دون أن يسفر الاعتداء عن وقوع ضحايا. وأوضحت المصادر أن المعتدين كانوا على متن سيارة مرت مسرعة قبالة مقر مكتب ''الجزيرة''، قبل أن يلقي أحد من كانوا على متنها قنبلة يدوية وراء أسوار المقر. وجاء الاعتداء الذي يُعتبر الأول من نوعه بعد إعلان تحرير ليبيا من طرف مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي، ليكشف حقيقة الوضع السائد في ليبيا ما بعد القذافي، ويفضح انزلاق الوضع الأمني في كافة الأراضي الليبية، وبالأخص بالعاصمة طرابلس، من سيئ إلى أسوأ. من جهة أخرى، أُعلن أمس عن وقوع ثاني أبناء العقيد خليفة حفتر قائد أركان الجيش الليبي في قبضة مقاتلي الزنتان المسيطرين على طرابلس. وجاءت هذه الأنباء بعد يوم واحد من إعلان أسر النجل الأكبر لحفتر من طرف مقاتلي الزنتان، بعد اشتباك مسلح داخل وكالة بنكية بالعاصمة طرابلس، لتكشف حجم الاقتتال والحرب السرية الدائرة بين قوات حفتر ومقاتلي الزنتان للسيطرة على زمام الأمور في طرابلس. وفي شأن آخر، زار أمس وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا العاصمة الليبية طرابلس، حيث التقى رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحيم الكيب ووزير الدفاع جلال الدغيلي. ورغم عدم تسريب أهداف الزيارة غير أن متابعين للشأن الليبي رجحوا أن تكون بهدف توجيه رسالة تحذير من واشنطن لمقاتلي مصراتة والزنتان ولأعضاء في الحكومة الليبية، خاصة وزيري الدفاع والداخلية المحسوبين على مقاتلي الزنتان، مفادها السماح بسيطرة قوات حفتر المدعوم من طرف واشنطن على طرابلس، مع سحب قوات المقاتلين غير النظاميين من أحياء وشوارع العاصمة الليبية.