و المواطنون يتهمون السلطات بسياسة البريكولاج في إنجاز المشاريع خلفت الأمطار الطوفانية القوية المصحوبة بحبات البرد الكبيرة، التي شهدتها منطقة الأوراس ليلة أول أمس، مصرع ثلاثة أشخاص وفقدان آخر وإنقاذ مواطنين، بينهم ثلاث نساء، إضافة إلى إلحاق أضرار بالغة بشبكة الطرقات والمحاصيل الزراعية بكل من بلديات الحاسي تامهريت وأولاد سلام وأولاد سي سليمان وتالخمت غرب ولاية باتنة. بلدية الحاسي تامهريت بدائرة عين جاسر كانت أكثر البلديات تضررا، خاصة من الناحية البشرية بتسجيلها 3 قتلى جرفتهم مياه وادي لمسيل القادمة من مرتفعات "الصفصاف" بإقليم بلدية أولاد سلام، عندما تصادف مرورهم بالمكان المسمى "ثيقوزاط" وهو عبارة عن جسر صغير على مستوى الطريق الولائي رقم 8 الرابط بين عين جاسر ومروانة، ولأن فيضان هذا الوادي لم يعرف له سكان المنطقة مثيلا، خرجت السيول الجارفة إلى سطح الطريق، ما أدى إلى جرف سيارة من نوع "كونغو" توفي شخصان كانا على متنها، وهما (عمار بن عبد الرحمان) من مواليد 1970 متزوج وأب ل4 أطفال و(شعبان بوقفة) من مواليد 1963 متزوج وأب ل6 أطفال. كما جرفت سيارة أخرى من نوع "ڤولف" توفيت عجوز تدعى (خوخة حجيج) 73 سنة، كانت على متنها، حيث لم يتمكن ابناها اللذان كانا معها من إنقاذها وتم العثور على جثتها على مسافة حوالي كلم صبيحة اليوم الموالي، أي أمس، بالقرب من أحد الجسور تحت أكوام الطين، فيما أنقذ سكان مشتة "أولاد زريطة" الأخوان، كما أنقذوا ليلة أمس الأول ثلاث نساء ورجلا كانوا على متن سيارة من نوع R19 فيما فقد شخص خامس كان بجانب السائق. وبهذه البلدية المتضررة دائما، سجلت مصالحها مبدئيا، وحسب رئيس البلدية، محمد بوهناف، الذي وجدناه صبيحة أمس رفقة مدير الأشغال العمومية ورئيس الدائرة، 7 منازل متضررة نتيجة مياه السيول التي غمرتها، كما سجل إتلاف مئات الهكتارات من المحاصيل الزراعية. السكان يحملون السلطات مسؤولية كارثة وادي لمسيل ويتهمونها بانتهاج سياسة البريكولاج في إنجاز المشاريع أغلب المواطنين الذين التقيناهم بمسرح الحادثة صبيحة أمس، تحدثوا إلى النهار عن انتهاج مسؤوليهم لسياسة "البريكولاج" في إنجاز المشاريع، على غرار مشروع هذا الجسر على مستوى الطريق الولائي رقم 8 المسبب لكارثة أمس الأول، حيث قال لنا "عباس خنفوسي" 63 سنة، أن الفياضانات أتلفت له ما لا يقل عن 80 قنطارا من البطاطا، وأن معايير إنجاز مثل هذه الجسور في مثل هذه الأماكن لا يجب أن تكون على شكلها الحالي، إذ يستوجب رفعها عن مستوى سطح الأرض أكثر حتى لا تتمكن مياه الوادي عند فيضانه من الخروج إلى السطح لتحدث هذه الكارثة، مشيرا إلى أن الجسر الذي كان في العهد الفرنسي راح في مثل هذه الظروف، إلا أن سلطاتنا وعند إنجاز الطريق خلال السنوات الأخيرة لم تراع هذه الجوانب على الإطلاق، ما سبب هذه الكارثة، وهو ما ذهب إليه أيضا الفلاح قرفي جموعي الذي دخلت السيول منزله ما حتم عليه قضاء الليلة رفقة أبنائه مع قطيع الغنم في العراء. ولأن تواجدنا بالمنطقة تصادف وقدوم السلطات المعنية، تحدث مدير الأشغال العمومية لولاية باتنة، كلايعية عبد الله، عن الحادثة بأنها طبيعية ولا دخل للجسر فيما حدث، لأن حسبه قوة وغزارة الأمطار هي التي أدت إلى ما حدث، وهو ما ذهب إليه رئيس دائرة عين جاسر، سفاري عبد المجيد، الذي أشار إلى أن المصالح المعنية بصدد تقييم الأضرار ومن ثمة النظر في طريقة وإمكانية تعويض المتضررين. 100مسكن متضرر وسقوط عمودين كهربائيين وجرف 10 مضخات مائية وانقلاب 4 سيارات ببلديات أولاد سلام وأولاد سي سليمان ولمسان وخسائر بالملايير كما سجلت بلدية أولاد سلام بدائرة رأس العيون أكثر من 100 مسكن غمرتها مياه الفياضانات، وجرف "وادي قارة" سيارة من نوع R9 وسيارة أخرى من نوع R18 بمشتة تالوت نجا بأعجوبة من كانوا على متنهما، كما سجلت أضرار بالغة بالعديد من الطرق الولائية والبلدية على غرار الطريق الولائي رقم 8 الذي انهار جزء كبير من الجسر المتواجد على مستواه. أما ببلدية أولاد سي سليمان فقد سجلت البلدية في حصيلة أولية سقوط عمودين كهربائيين وجرف وادي بودريد لما لا يقل عن 7 مضخات مائية تابعة للفلاحين. وببلدية لمسان عرف الطريق الوطني رقم 86 الرابط بين مروانة ورأس العيون انحراف سيارتين على قارعة الطريق، لم يصب من كان على متنهما بأي أذى، ويتعلق الأمر بسيارة من نوع "إكسبرس" وأخرى من نوع "شيفرولي". هذا وننتظر الحصيلة النهائية التي تعكف حاليا المصالح المعنية على إعدادها، خاصة منها المتعلقة بالأضرار البالغة في شبكات الطرقات والمحاصيل الزراعية. قتيل وجريحان في انحراف سيارة بسبب التقلبات الجوية الأخيرة بوادي سحيق أدت التقلبات الجوية الأخيرة التي عرفتها منطقة الأوراس التي كانت مصحوبة بأمطار رعدية قوية إلى انجراف سيارة من نوع "مرسيدس" وسقوطها في وادي سحيق بالقرب من المدرسة الابتدائية ببلدية جرمة، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح اثنين كانوا كلهم على متن هذه السيارة قبل تدخل مصالح الحماية المدينة التي نقلت جثة القتيل والجريحين إلى المستشفى.