ًأوقد الليبيون شعلة نارية كبيرة في مدينة بنغازي شرقي ليبيا في بداية احتفالاتهم بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق شرارة ثورة 17 فبراير/شباط التي أطاحت بحكم العقيد الراحل معمر القذافي ، فيما توعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل بالرد بقوة على أي شخص يهدد استقرار البلاد ، في ظل اشتباكات أوقعت عشرات القتلى في جنوبي البلاد. و في غياب برنامج رسمي للاحتفال بذكرى الثورة ، شارك آلاف الليبيين أمس في احتفال شعبي و مسيرة جرت على 6 مراحل و انطلقت من أمام مبنى مديرية أمن مدينة بنغازي إلى ساحة التحرير أمام محكمة شمال بنغازي تجسيدا للشرارة التي أطلقها أهالي ضحايا مجزرة سجن بوسليم في مثل ذلك اليوم من العام الماضي . و قال رئيس المجلس المحلي لمدينة بنغازي جمال بنور "اليوم نسترجع ذكريات و روح الثورة و نستذكر الأهداف و الثوابت التي قامت من أجلها" ، مضيفا "نحتفل لتبقى هذه الثورة فاعلة مفعلة دائما في وجداننا و في أنفسنا و لنؤكد للجميع أن ثورة 17 فبراير تعاهد شهداءها و جرحاها بأن الثوار على الدرب سائرون و أننا على أهداف هذه الثورة قائمون ". من جهته ، تحدث محمد العبيدي ابن شقيق قائد جيش التحرير الليبي الراحل الفريق عبد الفتاح يونس عن "فرحة النصر بعد عام من المعاناة و ما سبقها من 42 عاما من الظلم و الطغيان"، و رأى أن "فرحة النصر لم تكتمل بعد ، فهناك جزء من أهداف الثورة لم يتحقق بعد" ، معربا عن أمله في الوصول إلى دولة القانون و المؤسسات و العدالة الاجتماعية في أسرع وقت ممكن . و بمناسبة الاحتفال بذكرى الثورة أعلنت الحكومة الليبية الانتقالية أن البنك المركزي سيدفع لكل عائلة ليبية ألفي دينار ليبي ، و ذكرت تقارير إعلامية إن كل فرد غير متزوج في العائلة سيحصل على 200 دينار إضافية . و دعت الحكومة الانتقالية المواطنين إلى عدم الخوف ، كما دعت العناصر المسلحة إلى عدم إطلاق النار في الهواء أثناء المشاركة في الاحتفالات و فعاليات إحياء ذكرى الثورة، من جانبه توعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل بالرد بقوة على أي شخص يهدد استقرار البلاد ، و قال في كلمة بثها التلفزيون الليبي عشية ذكرى الثورة إن "ليبيا متسامحة مع الجميع و خاصة أولئك الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الليبيين و لم يوغلوا في سرقة المال العام" ، محذرا أي شخص يحاول زعزعة استقرار ليبيا من "عواقب وخيمة". و أضاف "أننا فتحنا أذرعنا لجميع الليبيين سواء أكانوا قد أيدوا الثورة أم لا" ، لافتا إلى أن السلطات الحاكمة "تقف على مسافة متساوية من جميع الليبيين ". كما أوضح أن "هذا التسامح لا يعني أن المجلس الوطني الانتقالي سيساوم على استقرار البلد وأمنها" ، مشيرا إلى أن "المجلس سيكون حاسما مع أي شخص يهدد الاستقرار في ليبيا". و لفت عبد الجليل إلى أن "الثوار مستعدون للرد على أي محاولة لزعزعة استقرار البلد" ، و أضاف "نسعى جاهدين لبناء الدولة الدستورية المدنية الموحدة ، دولة لا مركزية و لا للقبلية فيها ". الجزائر - النهار أولاين