كشف نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالإنجازات والتعمير، كرتان إسحاق، عن وجود 32 حالة سكن مهددة بالانهيار في حي السويقة العتيق بالمدينة القديمة لقسنطينة، حيث أن مندوبية سيدي راشد التي تتبع بلدية قسنطينة أعدت خلال التساقطات المطرية الأخيرة محاضر رسمية بالتنسيق مع الحماية المدنية لإثبات هذه الوضعية، فيما تعود مسؤولية الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه المشكلة إلى دائرة قسنطينة. وفيما يتعلق بعمليات ترميم وتهيئة المباني والمساكن في المدينة القديمة، أفاد المسؤول ذاته بأن هذه العملية ليست من صلاحيات البلدية وإنما تعود إلى مديرية السكن رصدت في هذا الصدد غلافا ماليا معتبرا يقدر بنحو 30 مليار سنتيم لإنجاز أشغال الترميم والتهيئة على مستوى شارع "الروتيار" وشارع "الأربعين شريفا" وصولا إلى المحاور الكبرى لمنطقة السويقة. وذكر كرتان إسحاق أن مديرية السكن أنهت ضبط البطاقات التقنية ودفاتر الأعباء لهذه العمليات، ولم يتبق سوى إنهاء بعض الإجراءات الإدارية قبل إطلاق هذه العمليات الترميمية الواسعة النطاق على المدى القريب. أما بخصوص موقع السويقة العتيق، فقد أشار المتحدث إلى رفع التجميد عن غلاف مالي مهم مقدر بنحو 180 مليار سنتيم بعد تدخل الوالي لدى وزارة السكن، الذي من المقرر أن يخصص لترميم واجهة السويقة ومسار درب السياح على امتداد وادي الرمال، مؤكدا أن بلدية قسنطينة لها الحق في الإشراف على هذه العمليات. وبشأن أشغال تهيئة وإزالة أنقاض المباني المنهارة، أوضح أن ذلك يقع أيضا ضمن اختصاص مديرية السكن، مشيرا إلى أن منطقة "السويقة" ستتحول عما قريب إلى ورشة مفتوحة بعد استكمال الإجراءات الإدارية وانطلاق أشغال الترميم. وستواكب بلدية قسنطينة هذه العمليات عن طريق توفير التسهيلات اللازمة للشركات المتدخلة في الميدان، لاسيما فيما يتعلق بمنح التراخيص اللازمة من الشركات المعنية بمثل هذه العمليات مثل سياكو وسونلغاز، إلى جانب إمكانية إجراء تعديلات على اتجاه حركة المرور إن تطلب الأمر، مما سيساهم في توفير الظروف الملائمة لتنفيذ هذه الأشغال. كما ستستعين السلطات أيضا بمصالح الأمن لمرافقة هذه العمليات، على غرار ما حدث بعد انتهاء أشغال ترميم شارع طاطاش بلقاسم الذي عانى من انزلاقات أرضية، حيث تمت ملاحظة أن الأرصفة أو الجانب الأيمن للشارع قد جرى استغلاله من طرف بعض الأشخاص كمكان لتوقف السيارات، الأمر الذي شكل تهديدا لبنيته التحتية ويمكن في حالة استمرار هذه الظاهرة أن تذهب الجهود والأشغال وكذا الموارد الضخمة التي أنفقت لتدعيم هذا الشارع سدى. وهو ما دفع لجنة المرور في بلدية قسنطينة لاتخاذ قرار بحظر توقف السيارات من جسر باب القنطرة إلى ثانوية رضا حوحو، حفاظا على الموقع من الانزلاقات والانهيارات، ليبقى حصريا متاحا فقط للسياح لتمكينهم من الاستمتاع بالمناظر الخلابة لهذا الموقع.