عبر العديد من الناقلين ومستعملي الطريق الرابط بين سي المحجوب والمدية. عن استيائهم للوضعية الكارثية التي آل إليها هذا لأخير بسبب ما تعرض له من اهتراء. الأمر الذي بات يهدد حياة مستعمليه خاصة إذا علمنا أن هذا الطريق لم يتم إصلاحه منذ عدة عقود. حيث أصبح طريقا رئيسيا يستعمله سكان المنطقة وكذلك أصحاب حافلات نقل المسافرين وحتى الوافدين إلى المنطقة. طريق مهترئ.. ضيّق وإشارات مرور والإنارة منعدمة حيث أجمع الكل على مدى خطورة هذا المسلك الوعر. وكذا عدم ملائمته للسير من جهة أخرى حيث لا يتراوح عرض الطريق في الغالب 6 أمتار ناهيك عن الحفر والانزلاقات. إضافة إلى كل هذا لا توجد حواجز ومصدات التي من شأنها أن تخفف من أثار الحوادث. حيث في الغالب ما يتم انتشال المركبات من جوف الوديان وذلك لعدم توفر هذا الطريق على أدنى الشروط المرورية دون الحديث عن إشارات المرور واللافتات. وتحت شعار المثل الشعبي 'ساعة روطار ولا نهار في السبيطار' أصبح العديد من أصحاب السيارات يفضلون الذهاب إلى ولاية المدية. مرورا بمنطقة بن شكاو تفاديا للمرور على طريق وادي لحرش الذي أصبح ذكرها مرتبط بحجم الخطر الذي تشكله هذه الطريق رغم أن المسافة التي يقطعها الهاربون من موت طريق وادي لحرش أطول بكثير. إلا أن السلامة أفضل. سكان تيزي المهدي وبوعيشون المتضرر الأكبر من هذا الطريق على الرغم من أن هذا الطريق يعد بمثابة الشريان الرئيسي لكل بلديات ولاية المدية. إلا أن السلطات المحلية لم تعر اهتماما له. حيث لم تقم ببرمجة مشاريع من شانها أن تجعله أوسع وأحسن مما هو عليه الأن. مما يسمح للمواطنين والوافدين على بلديات ولاية المدية بسهولة التنقل بعيدا عن هاجس حوادث المرور القاتلة. بالاضافة إلى أنه بفك العزلة عن التجمعات السكنية المتواجدة في المنطقة. وفي ظل تقاس السلطات المحلية في تهيئة وإصلاح ذات الطريق يبقى سكان بلديتي المهدي وبوعيشون يعانون الأمرين. إمكانات سياحية كبيرة شوهتها رداءة الطريق... غير أن عبورنا لهذا الطريق الوعر المملوء بالمخاطر وسط الجبال والغابات لم يشغلنا عن التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تحتوي عليها المنطقة. خاصة منطقة برهونة ووادي لحرش الذي تتوافد عليه العائلات لقضاء أوقات مريحة طلبا للهدوء والسكينة وبحثا عن الهواء النقي والمنعش. بعد تعب يوم كامل من العمل والتمتع بمناظر الطبيعة التي تستهوي قلوب المارة خاصة في فصل الربيع. توفير الحماية والأمن ليلا أمر لا بد منه لا يتجرأ سكان المنطقة وكذا مستعملو طريق وادي لحرش وبرهونة على استعماله ليلا نظرا لغياب الإنارة العمومية وانعدام الأمن الذي بات يقلق مستعملي هذا الطريق بسبب وجود عصابات وقطاع الطرق الذين ينتشون تحت جنح الظلام لاستهداف المركبات والاستيلاء على كل ما خف وزنه وغلا ثمنه. مما يجعل تدخل السلطات المختصة اكثر من ضروري لاتخاذ كل التدابير من أجل القضاء على هذه العصابات التي تهدد حياة المواطنين العابرين على ذات الطريق.