احتجاجا على إقصائهم من مختلف البرامج التنموية أقدم العشرات من سكان حي لكابير ببلدية أولاد فارس في الشلف، أمس، على غلق الطريق الوطني الرابط بين عين مرنان ومدينة الشلف، رافعين جملة من الانشغالات للمصالح الولائية في مقدمتها تهيئة الطريق الرئيسي المؤدي للحي وربط سكناتهم بغاز المدينة، خاصة أن الأنبوب الرئيسي للغاز يمر عبر حيهم، وقد تسبب غلق الطريق في شل الحركة تماما على مستواها طيلة فترة الصبيحة ما استدعى الأمر تدخل مصالح الدرك لإعادة توجيه الحركة. ن. بوخيط أثارت الحالة الكارثية التي آل إليها الطريق البلدي المؤدي لحي لا كابير في بلدية أولاد فارس وغياب شبكة الغاز غضب السكان الذين تجمعوا أمس بالعشرات على مستوى الطريق الوطني القريب منهم، وقاموا بقطعه في وجه حركة المرور مما تسبب في عرقلة مرورية كبيرة دامت لساعات طويلة. وقد رفع المحتجون أمس عديد الشعارات المنددة بالوضع المعيشي المزري في ظل غياب أدنى الضروريات، انطلاقا من الطريق المهترئة التي قالوا أنها لم تستفد من التهيئة منذ سنوات طويلة، مما يحولها في موسم الأمطار إلى مستنقعات للمياه يصعب اجتيازها بالنسبة للمارة وتسببت في هلاك المركبات وأدت وضعيتها في كثير من المرات إلى عزل السكان وإجبارهم على البقاء بمنازلهم. كما يعد التأخر في ربط المنطقة بشبكة غاز المدينة من أهم الأسباب التي دفعت قاطنيها للاحتجاج وقطع الطريق الوطني في وجه حركة المرور، متسائلين عن الوعود الكثيرة التي أطلقتها السلطات الولائية بخصوص ربطهم بالشبكة قبل انتهاء سنة 2018. وما زاد من غضب المحتجين أن القناة الرئيسية لشبكة الغاز تمر عبر حي لكابير إلا أنهم لم يستفيدوا منها، ما تسبب في معاناة كبيرة لهم في هذه الأيام الباردة بسبب أزمة غاز البوتان المطروحة ببلدية جندل وحتى البلديات المجاورة لها، حيث أكد المحتجون أن غاز البوتان يعرف ندرة بالبلدية ما دفعهم للبحث عنها في البلديات المجاورة وتحمل مشقة التنقل لمسافات من أجل الحصول عليها، فيما لجأت عائلات أخرى للاحتطاب كبديل عن الغاز واستعماله في التدفئة. السكان أشاروا إلى جملة من النقائص الأخرى التي أثارت غضبهم متهمين المسؤولين المتعاقبين على تسيير البلدية بفشلهم بالنهوض بالمنطقة وتجسيد الوعود التي أطلقوها خلال الحملة الإنتخابية، ومن بين تلك النقائص قدم شبكة الصرف الصحي، حيث أصبحت تتسرب يوميا المياه القذرة على السطح مشكلة بركا مائية تنبعث منها روائح كريهة تهدد صحة المواطنين، فضلا عن قاعة العلاج التي قالوا أنها هيكل من دون روح، حيث تقتصر الخدمات الطبية بها على وضع الحقن وهي لا تتوفر على الضمادات كما قال المحتجون الذين طالبوا السلطات الولائية بتحسين الخدمة الصحية بالقاعة وتعيين طبيب دائم بها، خاصة أن عدد القاطنين بالحي في تزايد من سنة لأخرى. ** رئيس البلدية يقف إلى صف المحتجين والولاية تطمئن.. من جهته بركات رئيس بلدية أولاد فارس في الشلف وقف إلى صف سكان حي لاكابير في احتجاجهم، حيث اعترف بعديد النقائص التي يشهدها الحي من تدهور وضعية الطريق والحرمان من شبكة غاز المدينة وغيرها من المرافق الأخرى التي أرقت السكان وجعلتهم يعيشون في عزلة، كمال قال رئيس البلدية الذي أكد أن مهمة مصالحه رفع الانشغال إلى السلطات الولائية والدائرة من أجل الحصول على الأغلفة المالية التي تمكن من تجسيد المشاريع المطلوبة بالمنطقة. من جهتها مصالح ولاية الشلف تنقل ممثل عنها لمكان الاحتجاج حيث وعد التكفل بمطالب السكان حسب الأولويات. ويأمل المحتجون أن تجسد السلطات وعودها التي أطلقتها لهم في القريب وتحسين ظروف عيشهم.