يواجه مرضى "فقر الدم الوراثي" مضاعفات صحية خطيرة تهدد حياتهم وهم الذين عاشوا حاملين لمرض لازمهم منذ ولادتهم ولازال ينخر أجسادهم ما جعل الأطباء يصنفونهم في صدارة المرضى الأكثر حاجة إلى التبرع بالدم ويحذرون في نفس الوقت من زواج الأقارب الذي تبين أنه السبب في الكثير من الأمراض الوراثية. معاناة حقيقية يتكبدها مرضى "فقر الدم الوراثي" منهم "محمد" 13 سنة أحد من يترددون على مستشفى بني مسوس بغرض نقل الدم وهو يحاول مواجهة مرضه بكل قوة لاقتناعه أنه قدره المحتوم في هذه الحياة فقد ورث المرض من والده وهو يدعو الجميع من أجل التبرع أكثر بالدم كون مرضى فقر الدم الوراثي بحاجة إلى عملية نقل الدم بصورة مستمرة. ففقر الدم الوراثي أو ما يعرف "بالتلاسيميا" من أهم أمراض الدم التي يتم توارثها من جيل إلى آخر وعن هذا المرض يقول الدكتور "محمد شريف بلعربي" أنه يحدث نتيجة وجود خلل في تركيب مادة الهيموغلوبين وهو يشتمل على أنواع منها "التلاسيميا" والذي ينتشر بكثرة في الدول المطلة على البحرالأبيض المتوسط إضافة إلى فقر الدم التحللي والمنجلي هذا وأكد الطبيب أن هذا المرض يكثر في بعض الأسر الذي يكون فيها زواج الأقارب ومن أهم المضاعفات الأكثر شيوعا أن مريض فقر الدم الوراثي يظهر عليه الألم في مختلف المناطق من جسمه لا سيما البطن إضافة إلى حدوث تشوهات على مستوى أنحاء من الجسم مثل البشرة والأنف وعادة ما تبدأ أعراض هذا المرض منذ الصغر حيث يمكن أن تكون في الأشهر الاولى من الولادة وإلى غاية مرحلة الطفولة المتأخرة لتبقى الأعرض تتدرج حسب نوعية وصنف هذا المرض. وفي السياق ذاته أكد الدكتور بلعربي أن مرضى فقر الدم الوراثي هم بحاجة إلى متابعة طبية دورية يتم خلالها قياس نسبة الهيموغلوبين حيث يحدد لهم إن كانوا بحاجة إلى عملية نقل الدم ما يجعل أغلب المصابين بهذا المرض يترددون بصورة مستمرة على المستشفيات بحثا عن الدم وعن خطورة هذا المرض أيضا يضيف الطبيب أنه يكون مختفيا عند كثير من الأسر ويصعب كثيرا الوقاية منه أما بخصوص امكانية العلاج هذا المرض فيؤكد الطبيب أنه جد صعب إن لم نقل أنه مستحيل ليبقى التبرع بالدم هو السبيل الوحيد لمساعدة مرضى فقر الدم الوراثي كونهم يحتاجون إلى كميات كبيرة مرة في الشهر على أقل تقدير فقلة عدد المتبرعين بالدم ينبيء بتفاقم وضع هؤلاء المرضى الذين يبقون مهددين بفقدان حياتهم وقطرة دم يمكن أن تنقذ أحدهم. هذا ويحتاج مرضى فقر الدم الوراثي إضافة إلى عملية نقل الدم إلى دواء خاص ينقي الدم من مادة الحديد فيما يقدم للبعض منهم في حال نقص كمية الدم دواء يضم مادة تعوض الهيموغلوبين. وعن رأيه في واقع التبرع بالدم في بلادنا يجيب الطبيب أن ثقافة التبرع بالدم ناقصة في مجتمعنا حيث تفيد الإحصائيات أن أغلب المتبرعين بالدم للمريض يكونون من أفراد عائلته المقربين ومن أجل غرس هذه الثقافة دعا إلى ضرورة التركيز على الحملات التحسيسية على كل المستويات ولكل الفئات في انتظار زيادة عدد مراكز حقن الدم وما يتبعها من أجهزة وأخصائيين يشرفون على عملية الجمع حتى يشعر المتبرع بالأمان حيث لازال الكثير من الناس يرفضون التبرع بالدم خوفا من الأمراض التي يمكن أن تنتقل إليهم في حين يؤكد الدكتور أن الحقنة لا يمكن أن تستعمل لأكثرمن شخص واحد وتتلف بعد ذلك مباشرة كما شددت العديد من الجمعيات الناشطة في هذا المجال على غرار جمعية الأمل للتبرع بالدم بفرجيوة ولاية ميلة والتي تكرر نداءاتها للتبرع بالدم في مختلف مساجد المنطقة في إطار البرنامج السنوي الذي سطرته تحت شعار "جزائري في الدم". هذا ويجدر الذكر أن وزارة الصحة السكان وإصلاح المستشفيات قد سطرت برنامجا وطنيا من أجل إنجاز 12 وكالة وطنية جهوية للدم بهدف الحصول على أكبر عدد من المتبرعين وبمختلف أنواع الزمرات الدموية مع استحداث 48 مركزا ولائيا للدم وبنك للدم بكل مؤسسة صحية إضافة إلى زيادة عدد الشاحنات المتنقلة لجمع الدم.