تزامنا مع إطلاق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمباشرة عصيان مدني شهدت محلات بيع المواد الغذائية وأسواق الخضر والفواكه أول أمس إقبالا لافتا للانتباه من قبل المواطنين لاقتناء مواد واسعة الاستهلاك في مقدمتها العجائن والفرينة والسميد والزيت والسكر والقهوة من أجل تخزينها تحسبا لسيناريو عصيان مدني الذي دعا إليه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والذي شرع فيه أمس في العديد من مناطق الوطن للمطالبة بالتغيير، مما أدى إلى نفاذ المواد الغذائية من المحلات التجارية في وقت قصير واستدعى الأمر أصحابها بتموينها من جديد. نادية. ب لاحظت “السلام اليوم” أول أمس اكتظاظا كبيرا بمحلات المواد الغذائية وأسواق التجزئة الخاصة ببيع الخضر والفواكه وغيرها من أجل شراء المواد الغذائية واسعة الاستهلاك (زيت وسكر وطحين)، بالإضافة العجائن والحبوب الجافة والخضر بكميات مضاعفة، لتخزينها، ولدى تقربها من بعض المواطنين في بلديات الرويبة، الدار البيضاء، خميس الخشنة وحسين داي، أكدوا في تصريحاتهم لنا أنهم متخوفون من غلق المحلات التجارية لأيام وعدم تلبية احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية، خاصة ذات الاستهلاك الواسع، حيث قال فريد التقيناه بسوبيرات في حسين داي”أشتري العولة لأيام خوفا من بقاء المحلات التجارية مغلقة طيلة الأسبوع الجاري”، وأضاف أخر بنفس المحل “أمنت حليب طفلي لأكثر من أسبوعين وكل احتياجاته اليومية”، فيما قالت سيدة وجدناها داخل سوق التجزئة بخميس الخشنة “أضع كل احتياطاتي ..بما أني أملك سيارة سأشتري كل ما يلزمني من خضر وفواكه ومواد غذائية تكفيني لأسبوع”. من جهتهم أصحاب المحلات التجارية أجمعوا على الإنزال البشري الكبير على المحلات لاقتناء المواد الغذائية الأساسية مما أدى إلى نفاذها –حسبهم- بمحلاتهم. وفي هذا السياق قال صاحب سوبيرات في الرويبة “سجلنا أول أمس السبت عشية الشروع في عصيان مدني حسب ما يدعو إليه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي زيادة في الطلب على المواد الغذائية الأساسية، مقارنة بالأيام الماضية”، مضيفا”سجلنا نفاذ مادتي الفرينة والسميد والزيت والقهوة من المحل”، وهو نفس الأمر أكده بعض أصحاب المحلات التجارية بالعاصمة والمناطق المجاورة لها. ** إقبال كبير على الفرينة لتعويض مادة الخبز وحسبما ما أكده لنا أصحاب المحلات التجارية المختصة في بيع المواد الغذائية فإن الإقبال خلال اليومين الفارطين كان بشكل كبير على مادتي الفرينة والسميد، حيث زيادة الطلب عليها أدى إلى نفاذها وجلب كميات أخرى من محلات البيع بالجملة. ويرى صاحب محل للمواد الغذائية بحسين الداي أن سبب الإقبال الملفت على الفرينة يكون راجعا إلى مخاوف المواطنين من غلق المخابز خلال فترة العصيان المدني التي يدعو إليها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا من أجل تحضير الخبز في البيت. وأضاف صاحب محل لبيع المواد الغذائية أنه خلال يوم واحد قام ببيع 25 كيسا متوسط الحجم من الفرينة وهي خمسة أضعاف الكمية التي يتم بيعها خلال يوم واحد في الأيام العادية وفي بعض الأيام تباع خلال يومين. هذا وقد عرفت مادتي البطاطا والبصل إقبالا كبيرا إلى جانب حليب الأطفال الرضع والحفاظات وغيرها من الضروريات اليومية التي تحتاجها العائلات. ** طوابير أمام نقاط بيع غاز البوتان وما لاحظته “السلام اليوم” ببعض المناطق الشرقية للعاصمة والتي لم يتم ربطها بشبكة غاز المدينة طوابير طويلة أمام نقاط بيع غاز البوتان من أجل أخذ الاحتياطات تحسبا لعصيان مدني، وهو نفس الصورة أكدت مصادر للسلام تم تشكيلها بالمناطق النائية لولايات المدية، تيسمسيلت، عين الدفلى والشلف والبويرة وغيرها. ** الإتحاد العام للتجاري والحرفيين يطمئن من جهته طمأن الحاج بولنوار رئيس الجمعية الوطنية لإتحاد التجار والحرفيين عبر صفحته على الفايس بوك الجزائريين بتوفير المواد الغذائية في الأيام المقبلة بصفة عادية، نافيا الإشاعات التي تم تداولها مؤخرا حول تسجيل اضطراب في التموين بالمواد الأساسية الواسعة الاستهلاك عبر مختلف مناطق الوطن نتيجة الحراك الشعبي. وقال بولنوار على صفحته “الجمعيّة الوطنيّة للتجّار والحرفيّين تطمئن المواطنين والمواطنات وتنفي انقطاع شبكة التّوزيع كما تؤكّد أنّ التّموين بالسّلع والبضائع يتمّ بصفة عادية عبر أسواق الجملة والتّجزئة والمساحات التجاريّة التي تبقى مفتوحة طيلة أيّام الأسبوع”، هذا ودعت الجمعية التجار إلى فتح محلاتهم بشكل طبيعي.