كشفت مصادر من قيادة حركة التغيير التي يقودها الوزير الأسبق «عبد المجيد مناصرة»، أن هناك قناعة لدى مؤسسي الحزب بأن مشروعهم وصل إلى طريق مسدود ويجب إعادة النظر فيه وسط مساعي للتقريب بين قيادات الإخوان المسلمين التاريخيين لتكوين تنظيم واحد قد يكون العودة إلى التنظيم الأم الذي أسسه الراحل نحناح. وذكرت نفس المصادر ل «السلام»، أن حالة الغيبوبة التي دخل فيها الحزب بعد الانتخابات التشريعية التي حصد فيها الحزب أربعة مقاعد ترجع إلى وصول قيادته إلى قناعة بأن المشروع الذي علقت عليه آمالا كبيرة منذ تأسيسه للم شمل الغاضبين من النهج الذي اتخذته حركة مجتمع السلم في عهد «أبوجرة سلطاني»، وصل إلى طريق مسدود حاليا وتوجب إعادة النظر فيه من أصله. وكانت التوقعات عشية الإنتخابات التشريعية في العاشر من مايو، تشير إلى أن حزب «عبد المجيد مناصرة» سيكون ضمن أحزاب المقدمة التي يمكن أن تحصد أغلب مقاعد البرلمان الجديد، غير أن النتائج كانت بمثابة الصدمة لقيادة جبهة التغيير ومؤسسيها. وكانت قيادات في جبهة التغيير من المؤسسين على غرار نصر الدين سالم، شريف وبلمهدي ضد الخط الذي انتهجه رئيس الحزب «عبد المجيد مناصرة» بدخول الإنتخابات، وكذا الخطاب الإنتخابي الذي أطلقه ودخلوا فيما يشبه استقالة غير معلنة تأكدت بعد الإنتخابات والتحق بهم قياديون آخرون وحتى مسؤولين في المكاتب الولائية. وعجلت حالة الشلل التي وصل إليها الحزب بفتح نقاش حول ضرورة المراجعة الجذرية لفلسفته وتوجهه وطرحت قيادات حسب مصادرنا مسألة حله نهائيا، وكذا الرجوع إلى المشروع الأصلي وهو إنشاء جمعية خيرية تربوية. وتزامن هذا النقاش وفق مصادرنا مع حالة التململ التي عاشتها حركة مجتمع السلم الشقيقة الكبرى لحزب مناصرة بعد الانتخابات، بشكل جعل قيادات من قدماء التنظيم الإخواني سابقا في عهد الراحل «نحناح» إلى مباشرة مساعي للتقريب بين مناصرة وسلطاني للتكتل، وذلك بعد فشل المحاولات سابقا، غير أن الظروف الراهنة جعلت قيادات الحزبين أمام الأمر الواقع وهو ضرورة العودة إلى حضن التنظيم التاريخي وتجاوز الخلافات السابقة. ووجد سلطاني نفسه مجبرا على التنازل لإعادة لم شمل الحركة، خصوصا بعد تسرب معلومات عن سعي «عمر غول» ومحيطه لتشكيل حزب جديد والخروج من حمس نهائيا، مما يشكل ضربة موجعة أخرى قد تدق آخر مسمار في نعش حزب الراحل نحناح. وتتواصل حسب مصادرنا مساعي وسطاء لترتيب الخطوط العريضة لمشروع توحيد الحركتين ومراحل تجسيده.