أكدت مصادر دبلوماسية أمس أن وزير الخارجية الأسبق الأخضر الإبراهيمي هو المرشح الأقوى لخلافة كوفي عنان كمبعوث للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، لكن الإعلان الرسمي عن ذلك مرتبط بالموافقة النهائية للدبلوماسي الجزائري المخضرم. وذكر دبلوماسيون لوكالات الأنباء عن ثقتهم بأن المبعوث الجديد سيكون الابراهيمي، مؤكدين أنه «خيار الأمين العام للأمم المتحدة» بان كي مون وأنه أضافوا «سيعلن اسمه الأسبوع المقبل إذا لم يقرر التخلي» عن المهمة. وكان عنان أعلن استقالته بسبب نقص الدعم الدولي لجهوده في إنهاء النزاع المستمر في سوريا منذ 17 شهرا، والذي يقول المعارضون إنه أدى إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص. ويعد الأخضر الإبراهيمي أحد أهم الدبلوماسيين الذين تعاقبوا على الأممالمتحدة، حيث يشغل حاليا عضوية لجنة العقلاء بها كما عينه الأمين العام للجامعة العربية على رأس لجنة استشارية مستقلة مكلفة بتطوير عمل جامعة الدول العربية، وتفعيل العمل العربي المشترك وتضم عددا من الشخصيات العربية بينهم وزراء سابقون. ودعا الابراهيمي، أعضاء مجلس الأمن الدولي الجمعة إلى اتخاذ موقف موحد حول النزاع في سوريا. وقال الابراهيمي في بيان أصدرته مجموعة «الحكماء» التي تضم عددا من الشخصيات العالمية أن «على مجلس الأمن الدولي والدول الإقليمية تبني موقف موحد من أجل ضمان إمكانية إجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة». وأضاف أن «ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم أن يظلوا منقسمين لفترة أطول متجاهلين دعواتهم». وبات اسم الأخضر الابراهيمي والمهمات الأممية الشائكة في العالم متلازمين، مع اختيار المنظمة الدولية وزير الخارجية الجزائري الأسبق لخلافة كوفي أنان كمبعوث إلى سوريا. ويوصف الدبلوماسي الجزائري صاحب الباع الطويل في المهمات المعقدة من لبنان وهايتي وجنوب إفريقيا وصولا إلى أفغانستان والعراق، شخصا حازما يعرف ماذا يريد. ويعد اختيار الابراهيمي لخلافة أنان في سوريا، مهمة إضافية شديدة التعقيد للدبلوماسي المخضرم البالغ من العمر 78 عاما والذي يعود إلى الساحة الدولية كلما ساد الاعتقاد أنه تقاعد. وبدأ الابراهيمي عمله رسميا مع الأممالمتحدة عام 1993 مع تعيينه ممثلا خاصا إلى جنوب إفريقيا حتى جوان 1994 مسؤولا عن بعثة المراقبين التي أشرفت على أول انتخابات ديموقراطية بعد القضاء على نظام التمييز العنصري والتي أفضت إلى تولي نلسون مانديلا الحكم. وبعد جنوب إفريقيا اختير الابراهيمي مبعوثا خاصا إلى هايتي (1994-1996). كما تولى مهمات خاصة حملته إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية (زائير سابقا) واليمن وليبيريا ونيجيريا والسودان. وترأس الدبلوماسي الجزائري لجنة مستقلة أعدت عام 2000 «تقرير الابراهيمي» الذي فند نقاط ضعف نظام حفظ السلام في العالم ورفع توصيات لتطويره على المستويات السياسية والعملية والتنظيمية. وشغل الابراهيمي منصب وزير الخارجية في الجزائر بين العامين 1991 و1993، وقبل ذلك مستشارا للرئيس الشادلي بن جديد وبين العامين 1984 و1991، كان الأمين العام المساعد للجامعة العربية، وهو الدور الذي حمله بين 1989 و1991 إلى لبنان كمبعوث خاص للجنة الثلاثية التي سعت إلى وضع حد للحرب الأهلية. كما كان سفير للجزائر لدى القاهرة والخرطوم بين عامي 1963 و1970 ولدى بريطانيا بين عامي 1971 و1979، وسفيرا دائما في جامعة الدول العربية بين العامين 1963 و1970.