يشتكي المستفيدون الأوائل من سكنات عدل الاجتماعية بمنطقة "تامدة" التابعة لولاية تيزي وزو، من تحول هذا الأخير إلى شبه ورشة مهملة نتيجة أعمال "البريكولاج" التي قامت بها ذات الوكالة التي قامت بإنجازه، فبالرغم من الكثافة السكانية التي يشهدها هذا الحي وإتّساع رقعته الجغرافية إلّا أنّه يغرق في عدة نقائص ومشاكل حولت يوميات السكان إلى جحيم لا يطاق. تتصدرها إنعدام الحاويات لرمي القمامة التي من شأنها إنهاء رحلة المعاناة في البحث عن مكان لرمي الأوساخ والنفايات المنزلية، للحدّ من المفرغات العشوائية أمام مداخل العمارات وعبر المساحات الخضراء، الأمر الذي بات يُؤرّق يوميات السكان منذ إستغلالهم لسكناتهم الجديدة، حيث وصفوا الوضع بأكثر من مزري سيما مع إنتشار الروائح الكريهة التي عبئت المكان، وغزو الحشرات الضارّة له على غرار الباعوض الذي يجبرهم على قضاء ليالي بيضاء، وذلك بالرغم من إستنزاف جيوبهم وإتّخاذ جميع التدابير اللازمة للحيطة والوقاية من مخاطر مثل هذه الحشرات، ناهيك عن تسببه في تشويه المظهر الجمالي للحيّ. وفي سياق آخر فإن الاستفادة من خدمات الغاز الطبيعي أصبح وشيكاً وإنّما العائق الوحيد والرئيسي في مثل هذا التأخّر راجع إلى لا مبالاة المقاولين وعدم جدّيّتهم في العمل، وحسب السكان فإن هذا التماطل يدل على لا مسؤولية المكلفين بإنجاز السكنات للمواطنين، وقد عبّروا لنا عن أسفهم من التأخر الكبير الذي سجّله المشروع في أشغاله الخاصة بالتهيئة على المستوى الخارجي، خصوصا ما يتعلّق بالانارة العمومية، تزفيت الطريق الرئيسي، وكذا الربط بالغاز الطبيعي علما بأن هذا الحي شيد في مكان شبه معزول وبعيد عن عاصمة الولاية كما أن السكان محرومون من أدنى الضروريات، حيث يضطر هؤلاء إلى المشي لعدة أميال بغرض إقتناء ما يلزمهم من المواد الغذائيةالواسعة الإستهلاك، على غرار الحليب والخبز وهذا نتيجة إفتقار حيهم للمحلات التجارية التي من شأنها أن تزيح الغبن عنهم. الشباب يطالب بمرافق ترفيهية وشبانية من جهة أخرى، يشتكي الشباب البطال من إفتقار حيهم إلى المرافق الترفيهيّة والمراكز الشبابية على غرار مقاهي الإنترنت ودور الشباب والمكتبات، حيث يقضون يومياتهم عند مداخل العمارات للهو والسمر أو يتخندقون ليوم كامل داخل المقاهي، بينما يفر آخرون بجلودهم نحو المدينة منذ الصباح الباكر ولا يعودون إلى الحي إلا في أوقات متأخرة عند حلول الظلام، وهذا للهروب من شبح البطالة الذي ينخر بأجسادهم وأصبح هاجسهم الوحيد الذي يؤرق يومياتهم في ظل إنعدام هياكل قاعدية تحوي آلامهم علما بأن أغلبهم متحصلون على شهادات جامعية وآخرون متخرجون من معاهد عليا. ولفك الخناق عنهم وعن معاناتهم اليومية، يناشد مواطنو تامدة الجهات المعنية لإدراج مشاريع خاصة بهم تنهيهم عن التوجه إلى سلك طريق الآفات الاجتماعية المختلفة والتي سترمي بهم لا محالة بين مخالب الضياع، كما يطالب السكان وكالة عدل المكلفة بإنجاز الحي إلى التدخل السريع لاستكمال أشغال الإنجاز وتزويد الحي بالضروريات على غرار الإنارة العمومية، توصيل سكناتهم بشبكة الغاز الطبيعي، وكذا تهيئة الطريق الرئيسي وتعبيده كما يطالبون بتخصيص مكان لرمي النفايات عوض الرمي العشوائي الذي شوه جمال الحي.