على مساحة تقدر ب 1700 هكتار شرعت المديرية العامة للغابات بعملية تشجير رفقة ممثلي مختلف وسائل الاعلام بالحظيرة الوطنية للشريعة (البليدة) وهذا في اطار تنفيذ البرنامج الوطني للتشجير الذي تم اطلاقه في الفاتح من اكتوبر الجاري تحت شعار “شجرة لكل مواطن. ولقد شهدت هذه العملية التي نظمت من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري- حضور ممثلي محافظات الغابات و اطارات من المديرية العامة للغابات بغية التحسيس بأهمية التشجير من الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية والترفيهية. وأبرزت المديرة الفرعية للتشجير والمشاتل بالمديرية العامة للغابات صبرينة راشدي، أهمية تكثيف عمليات التشجير وحماية الثروة الغابية لما لها من آثار ايجابية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وحتى الصحي. وأكدت ذات المسؤولة أن الغابات “تساهم بشكل كبير في تنويع الاقتصاد الوطني” من خلال تسويق بعض المنتجات كالخشب والفلين ومواد أخرى، فضلا عن النباتات الموجهة للاستعمالات طبية وعطرية وتجميلية. كما أوضحت قائلة: “أنه يمكن خلق نشاطات عدة كتربية النحل وبعض اصناف الحيوانات الاليفة التي تساهم في تحسين معيشة القاطنين بجوار الغابات والذين يشاركون في التصدي للحرائق وحماية التراث الغابي”. وشددت راشدي على ضرورة التحسيس المستمر ضد مخاطر حرائق الغابات و تشجيع المواطنين على القيام بالتشجير والمحافظة على المحيط الغابي. من جهتها أفادت محافظ الغابات بولاية البليدة دليلة بناني أن الغابة تساهم بشكل كبير في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني خاصة مادتي الخشب والفلين، مشيرة إلى أن بلادنا تسعى إلى مضاعفة مردود انتاج الفلين لما له من نتائج اقتصادية ايجابية. كما أوضحت أن الغابات الترفيهية من شأنها خلق مناصب عمل للشباب وضمان الاستقرار بالنسبة للقاطنين الريفين بجوار الغابات. وأبرزت ذات المتحدثة الاهمية البالغة لغرس واستغلال الاعشاب الطبية والعطرية من أجل دفع عجلة نمو الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن تشجيع غرس شجرة الخروب يعد أيضا من الأصناف البالغة الأهمية لما لها من فوائد متعددة. وأشارت قائلة أن محافظة الغابات بولاية البليدة سطرت مخططا يقضي بتوسيع حظيرة أشجار الأرز الأطلسي المتواجدة على مستوى الحظيرة الوطنية للشريعة أعالي البليدة، مؤكدة أن الحظيرة تزخر بعدد هام من أشجار الأرز الأطلسي بحيث تتربع على 1700 هكتار وهي المساحة المنتظر توسيعها خلال السنوات القادمة بفضل عمليات التشجير التي باشرتها المحافظة”. وتندرج هذه العملية في إطار الحرص على الحفاظ على الأصناف الغابية التي تتميز بها الحظيرة الوطنية بالشريعة بما فيها شجرة الأرز الأطلسي التي تعد رمز لهذه المحمية الطبيعية، فضلا عن أنواع أخرى من الأشجار على غرار الصنوبر الحلبي. من جهته أشار مدير الدراسات بالمديرية العامة للغابات عباس محمد، أن هذه الخرجة الميدانية تهدف أيضا إلى تحسيس المواطن بأهمية التشجير والحفاظ على الغابة كونها قضية تعني الجميع، موضحا أن العملية ستتوسع على مستوى كل الولايات. وفي ذات السياق، قال مدير الحظيرة الوطنية للشريعة دهان رمضان، أن هذه الأخيرة تحتوي على “موروث طبيعي هام ومنتوع”، مشيرا إلى أنها تحتوي على 31 بالمائة من النبات المعروف على المستوى الوطني وعلى 26 بالمائة من الثروة الحيوانية. واستطرد قائلا إن هذه الحظيرة تعد أيضا كخزان مائي هام الذي يساهم في تزويد سكان المنطقة بهذا المورد الحيوي. وخلال الشروع في عملية التشجير، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي للشريعة بسكرة عمر، أن التشجير هي عملية “عادية” تتم على مدار السنة، مشيرا أن جمعيات محلية تنشط في السياحة الجبلية. وأبرز قائلا انه يتم التركيز على زراعة شجرة الأرز لما لها من طابع خاص يهم سكان المنطقة بكثرة. وخلال هذه الزيارة الميدانية تم زيارة مجمع الهندسة الريفية للتعرف على مهامه وأهم الانشطة التي يقوم بها والتي تساهم في حماية الثروة الغابية كالقيام بدراسات تهيئة الغابات وإنشاء مساحات خضراء وترفيهية واستغلال الغابات. للإشارة فقد أتاحت هذه الزيارة الفرصة للوفد الإعلامي للتعرف على التنوع البيولوجي الذي تزخر به هذه المحمية الطبيعية الواقعة بأعالي سلسلة الأطلس البليدي والمتربعة على مساحة 26 ألف هكتار.