في لقاء إعلامي جهوي حول الظاهرة بعنابة أكد المشاركون في لقاء إعلامي جهوي حول الوقاية من ظاهرة الاتجار بالبشر والوقاية منها، نظم بعنابة، على أهمية الفعل التحسيسي في أوساط المجتمع وإرساء ثقافة التبليغ لتمكين الجهود والآليات المسخرة من التصدي لهذه الجريمة العابرة للحدود. وأوضحت ممثلة وزارة الاتصال لدى اللجنة الوطنية للوقاية من ومكافحة الاتجار بالبشر، خديجة خلفي، في تدخلها خلال هذا اللقاء الذي حضره إلى جانب السلطات المدنية والعسكرية للولاية، ممثلون عن أجهزة الأمن والقضاء والمجتمع المدني وإطارات وممثلين عن مختلف الهيئات المعنية، أن الجهود التي تبذلها الدولة في مجال الوقاية ومكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر “تحتاج إلى مرافقة فعالة لمختلف الفاعلين وفى مقدمتهم المجتمع المدني من خلال فعالية ميدانية ترتكز على التوعية للتعريف بهذه الجريمة والإسهام في الوقاية منها ومكافحتها”. فبعد إنشاء اللجنة الوطنية للوقاية ومكافحة الاتجار بالأشخاص في سبتمبر 2016 وتجنيد الآليات المادية والتنظيمية لتجسيد السياسة الوطنية للوقاية ومكافحة هذه الظاهرة، تتواصل كما أضافت خلفي – الجهود بتكثيف العمل التوعوي والتكويني الموجه لمختلف الفئات المهنية (أمنية، قضائية، إعلامية، صحية، جمعوية وغيرها) من المعنيين بالوقاية ومكافحة الاتجار بالأشخاص لتمكينهم من التحكم في آليات الوقاية منها ومكافحتها. ومن جهتها، ذكرت ممثلة جهاز القضاء لدى هذه اللجنة بأن التشريع الجزائري عمل على مواكبة تطور هذه الظاهرة بوضع الآليات القانونية لمكافحتها، موضحة بأن الاتجار بالبشر يمثل ثالث جريمة عابرة للحدود في العالم وأن شبكات الاتجار بالأشخاص عبر العالم تحقق حسب توقعات منظمة الأممالمتحدة، عائدات سنوية تقدر بحوالي 150 مليار دولار سنويا مما يستوجب التجند للوقاية من تفشي الظاهرة ومكافحتها. فمنطقة شمال أفريقيا من بينها الجزائر، تعد بحكم موقعها الجغرافي منطقة عبور واستقرار للمهاجرين غير الشرعيين خاصة منهم القادمين من منطقة الساحل الشيء الذي يتطلب التجند للوقاية من ظاهرة الاتجار بالأشخاص. وأضافت المتدخلة بأن نمط النشاط الأكثر تداولا عند توفر شروط الاتجار بالبشر بمنطقة شمال أفريقيا والجزائر على وجه الخصوص، يبقى التسول، مبرزة بأن العديد من شبكات التسول التي انتشرت تم تفكيكها خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وتم خلال هذا اللقاء الذي نظم من طرف اللجنة الوطنية للوقاية ومكافحة الاتجار بالبشر، عرض ومناقشة مداخلات تطرقت إلى التعريف بأنماط نشاط الاتجار بالأشخاص وكيفية التعرف على ضحايا الظاهرة والتكفل بهم اجتماعيا وإنسانيا.