تجاوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي وصل للحكم في شهر أفريل عام 1999 أمس الراحل هواري بومدين من حيث مدة الحكم، حيث عرفت الجزائر في عهده أكبر مدة استقرار في منصب الرئاسة بلغت 13 سنة و6 أشهر و9 أيام. ويوشك الرئيس بوتفليقة 75 سنة على إكمال عهدته الرئاسية الثالثة مطلع عام 2014، حيث بدأ عهدته الأولى عام 1999، ثم أعيد انتخابه في 2004 لعهدة ثانية، وفي عام 2009 بدأ عهدته الثالثة التي تنتهي بعد أقل من سنتين من الآن أي مطلع العام 2014، وتداول على الحكم في الجزائر منذ استقلالها عام 1962 ثمانية رؤساء بين مؤقت ومنتخب بداية بالرئيس الراحل أحمد بن بلة الذي وصل الحكم في سبتمبر 1962 كأول رئيس للجمهورية الجزائرية، وخلفه في 19 جويلية 1965 الراحل هواري بومدين الذي حكم البلاد إلى غاية 27 ديسمبر 1978، أين توفي على إثر المرض وعادت الرئاسة إلى الراحل رابح بيطاط بشكل مؤقت إلى غاية 9 فيفري 1979، أين اختير الرئيس السابق الشاذلي بن جديد كرئيس للجمهورية إلى غاية 11 جانفي 1992، ليخلفه الراحل محمد بوضياف في 16 جانفي 1992 إلى غاية 29 جوان 1992، ثم الرئيس الأسبق علي كافي في 2 جويلية 1992 وإلى غاية 31 جانفي 1994، أين تمت الاستعانة باليامين زروال لحكم الجزائر في عز الأزمة الأمنية إلى غاية نهاية 1998 أين أعلن تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة وصل من خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم ابتداء من 27 أفريل 1999. وقال الرئيس بوتفليقة عند وصوله الحكم عام 1999 أنه سيركز على ملفين في حكمه الأول عودة الجزائر إلى الساحة الدولية بعد أزمة التسعينيات أين كانت محاصرة والثاني، هو مشروع المصالحة الوطنية لوقف العنف الذي ساهم في عودة الآلاف من المسلحين إلى المجتمع. وتعويض ضحايا الماساة الوطنية ونتج عنه تحسن كبير في الوضع الأمني. كما أطلق الرئيس بوتفليقة منذ وصوله إلى الحكم برامج لدعم النمو والإنعاش الإقتصادي كانت وراء إنجاز مشاريع ضخمة للبنى التحية، وقال الرئيس بوتفليقة في آخر حوار لصحيفة لوموند الفرنسية شهر الصيف الماضي إن "التاريخ والشعب الجزائري وحدهما سيحكمان على الجهود التي بذلت لعودة السلم الاجتماعي والنمو الاقتصادي وعودة الجزائر إلى مكانتها الطبيعية بين الأمم"، وأكد إن "عودة السلم الوطني الضروري لأي استقرار سياسي واجتماعي يمكن اعتباره إنجازًا يفتخر به كل جزائري".