وجهت بوركينا فاسو، التي تقود وساطة إفريقية في الأزمة المالية، دعوة إلى الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري، بضرورة الدخول في محادثات مباشرة مع الجماعات الإسلامية المسيطرة على شمال مالي منذ أفريل الماضي بالتزامن مع وصول وفد أنصار الدين إلى الجزائر للتفاوض، وأكد وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي للإذاعة الوطنية البوركينابية الدعوة وأن "الرئيس بليز كومباوري يود أن يعين رئيس مالي وفدا يمكن أن يبدأ مشاورات مبدئية ومناقشات مبدئية مع تلك الجماعات المسلحة". وأشار إلى أن دعوة الرئيس البوركينابي لنظيره المالي بأهمية الدخول في الاتصالات أولوية تسعى إلى "تحديد التفصيلات العملية للمفاوضات النهائية"، وفق تعبير وزير الخارجية البوركينابي. وبدأ الرئيس البوركينابي بليز كومباوري، الذي عينته الايكواس وسيطاً في الأزمة المالية، منذ مدة في محادثات مع جماعة أنصار الدين الإسلامية المسلحة والحركة الوطنية لتحرير أزواد؛ وذلك في محاولة للخروج بحل سلمي للأزمة. وكان الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري قد أعلن شهر جويلية الماضي، أنه سيتم تشكيل لجنة خاصة مكلفة بالتفاوض مع المجموعات المسلحة في الشمال، وهو ما حظي بمعارضة واسعة في جنوب البلاد وخاصة العاصمة باماكو. وأعلن وزير الخارجية مراد مدلسي أول أمس أن لقاء "سيعقد قريبا بين كل الأطراف المعنية بالأزمة في مالي" بغية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في هذا البلد، وأوضح مدلسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو أن الحل السياسي يعني "الحل المبني على الحوار بين الماليين سواء المتواجدين في الشمال أو الجنوب، المتمردين أو المتواجدين في الحكم". وأضاف متسائلا: "هل هناك حل من دون لقاء جميع الماليين"، مؤكدا أن لقاء "سينعقد عن قريب من خلال جلسات بين كل الأطراف في مالي الشقيقة". وأوضح أنه "إذا كان طرف من الأطراف طلب الحديث مع الجزائر من أجل الدفع بالحل السياسي والحوار إلى الأمام، فالجزائر متفتحة على الحوار مع إخوانها في مالي منذ 20 سنة". وأكد مدلسي أن بلاده "مع الحوار وأنها بذلت جهدا في هذا المسعى مع العديد من البلدان"، مضيفا أن هذا الجهد "أعطى اليوم ثماره بأن جعل من الحل السياسي لهذه القضية هو الحل الرئيسي". ووصل إلى الجزائر منذ يومين وفد جماعة أنصار الدين الإسلامية المالية آتيا من واغادو، حيث كان يتفاوض منذ مطلع نوفمبر الجاري مع السلطات في بوركينا فاسو، الدولة الأخرى التي تقوم أيضا بوساطة في أزمة مالي. وقال رئيس وفد الجماعة العباس اغ انتالا: "نحن نغادر واغادوغو إلى الجزائر لإجراء مباحثات مع السلطات الجزائرية" حول الأزمة في شمال مالي الذي تسيطر عليه منذ أشهر عدة جماعات إسلامية متشددة أحداها جماعة أنصار الدين. وأفاد مصدر أمني أن الوفد غادر ليلة السبت إلى الأحد واغادوغو التي كان وصلها في الثاني من نوفمبر بعد وساطة قادها رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، في حين توجه في الوقت نفسه وفد آخر من الحركة إلى الجزائر للغاية نفسها. وكان وزير الداخلية دحو ولد قابلية قد أكد مؤخرا أن "قبول حركتي أنصار الدين وتحرير أزواد بالشروع في مفاوضات مع حكومة باماكو لم يأت صدفة، وإنما بتوجيهات من الجزائر" في تلميح منه إلى وساطة قامت بها مؤخرا، وجدد ولد قابلية التحذير من أن "التدخل العسكري في شمال مالي مغامرة لن تنجح أبدا". وأكد أنه "يجب التوصل إلى حل سياسي يكمن في دفع سكان شمال مالي سواء من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد أو من أنصار الدين إلى التفاوض مع السلطات المركزية لباماكو بهدف التوصل إلى حل يسمح باعادة توحيد هذا البلد".