تتعرض ألاف النساء بشكل متكرر إلى أبشع أنواع العنف من قبل الرجال، فيتباين بين الضرب ليصل إلى حد القتل في المقابل فإن كثير من الجمعيات تحاول في اليوم العالمي لإقصاء العنف ضد المرأة، الموافق ل25 نوفمبر الدفاع عن حقوق بنات حواء التي تبقى منتهكة من قبل الجنس الخشن، خاصة أن أغلبهن يتعرضن للتعنيف من قبل أقرب الناس إليهن. تعاني بنات حواء من العنف الذي يمارس عليهن يوميا من قبل الأزواج أو الإخوة، كونهم يعتبرون أن المرأة هي مخلوق ضعيف غير قادر على الحصول على الحقوق أو الحريات التي يملكها الرجل بمجتمعنا، أو أن يحتل مرتبة مساوية سواء بالعمل أو حتى الدراسة مع الجنس الخشن فنجد أن الأزواج يعاقبون زوجاتهم بالضرب لمجرد حدوث مشكلة بينهما، كما يفرض بعض الإخوة جبروتهم على أخواتهم بالمنازل فيمنعونهن عن مزاولة أعمالهن بحرية كما يعاقبونهن بالضرب لأتفه الأسباب حيث فرضت بعض العادات أن تحرم بعض الأسر بناتها من أدنى حقوقهن حتى وإن كان هذا الأمر بإستعمال القوة، في المقابل فإن بعض الإحصائيات أثبتت أن أكثر نسبة من النساء المعنفات هن من المطلقات اللواتي لا يجدن من سبيل للتخلص من أزواجهن سوى اللجوء للمحاكم، كما أن كثيرات يصل بهن الأمر إلى الموت أو المكوث بالمستشفيات بعدما يصل الضرب إلى إحداث جروح أو كسور خطيرة بتلك الأجساد الضعيفة، فغالبا ما يكون العنف سببا في حدوث مشاكل نفسية تصل إلى حد دخول المرأة للمصحات العقلية كما تنفر بعض الأمهات إلى دار المسنين نفورا من عنف أولادهن، هذا ما دفعنا لرصد قصص واقعية رويت من أفواه نساء عجزن عن الكلام أو تصديق ماحدث لهن من قبل أقرب الناس إليهن، حيث تروي لنا “مليكة” صاحبة ال30 عاما بمرارة ماحدث لها، قتقول قبلت الزواج من رجل بطال وضحيت بكل ما أملك في سبيل الحفاظ على أسرتي، لكن زوجي لم يضع هذا الأمر بعين الإعتبار وكنت أتعرض للضرب المبرح بشكل يومي بعد عودتي من العمل كوني رفضت إعطاء ما أجنيه من تعب عملي لزوجي الذي كان يهددني بالضرب إذا لم أوفر له المال بشكل يومي لشراء ما يحتاجه من سجائر أو لإدمان الخمر، كما أضافت أنها لم تجد من خيار سوى الطلاق من زوجها الذي لم تسلم من تعنيفه حتى بناته. ولا تختلف حالة “سميرة” البالغة من العمر 37 سنة وهي إحدى ربات البيوت عن سابقتها، فهي كذلك من النساء اللواتي تعرضن لأعنف أنواع الضرب من قبل أزواجهن لكن ظروفها الصعبة إضطرتها إلى كبت معاناتها في صمت، حيث أكدت أنها إضطرت للزواج بعد وفاة زوجها الأول بعدما أجبرها والدها على هذا الأمر، كما أضافت أنها عانت لسنوات طويلة من تعنيف زوجها ولم تجد من خيار سوى أن تصبر على جبروته خوفا من تشردها خاصة أن المنزل الذي كان يأويها برفقة أطفالها الأيتام هو ملك لزوجها، كما أن عادات أسرتها ترفض عودة الفتاة بعد طلاقها إلى منزل عائلتها. إيمان ونادية وصل عنف زوجيهما إلى حد الضرب الذي تسبب في إصابتهما بعاهة مستديمة، وهناك منهن من فقدن بصرهن وأخريات مكثن لفترة طويلة بالمستشفى. حيث أننا تفاجأنا لبعض المشاهد المرعبة التي رصدناها بإحدى المستشفيات لنساء نقلن إليها وعلامات التعنيف واضحة على وجوههن.. فقد وجدنا إحدى الشابات في حالة نفسية سيئة وهي تحاول إخفاء ألام الضرب الذي أحدثه لها تعنيف زوجها، فخلال حديثنا معها أكدت أن زوجها يوجه لها لكمات بوجهها لأسباب تافهة، كما أضافت أنه تسبب في إحداث كسور بوجهها لكن مازاد الطين بلة هو تواجد نساء أخريات ووجوه بريئة بذات المستشفى مكثن لفترة طويلة بالسرير وهن بوضعية حرجة يقضين وقتهن ملازمات الفراش وهن يتذكرن ذكريات التعنيف المؤلمة التي تراودهن بكل لحظة ولايستطعن تناسيها بسبب تعنيف أزواجهن أو أبائهن، حيث علمنا من الممرضات أن حالاتهم تتباين بين من أصيبن بعاهة مستديمة ومن تعرضن لكسور خطيرة من قبل أزواجهن سواء بمناطق مختلفة بأجسادهن أو من شوهن سواء بالحرق أو بحمض الأسيد، فقد مرت بتجارب التعنيف بنات حواء بمختلف الأعمار والفئات الإجتماعية ولم يسلم منها كبير أو صغير، حيث إلتقينا بإحدى الأمهات التي قصدت المستشفى بهدف إنقاذ ابنتها “مريم” التي لم تتجاوز ال10سنوات، حيث أكدت لنا أن والدها كاد يفقدها حياتها وإنهال عليها بالضرب المبرح لمجرد أنهاتحدثت مع زميلها بالإبتدائية في أمور الدراسة، حيث أكدت أنها أصيبت بنزيف حاد وإرتجاج برأسها بسبب ما تعرضت له من عنف من قبل والدها الذي لايملك ضمير. حالات أخرى يندى لها الجبين كان تعذيب أزواجهن لهن سببا في فقدانهن لجمالهن ومستقبلهن، حيث كان لنا لقاء مع بعض من تعرضن لأبشع أنواع التعنيف، فقد أكدت لنا “منيرة” أن زوجها تعمد تشويهها بماء الأسيد وهي غارقة في النوم بسبب غيرته الشديدة من نجاحها في عملها، حيث أنها تفاجأت بعدماإستيقظت فوجدت أن وجهها قد تأكل، مضيفة أن تعنيف زوجها دمر حياتها وشوه جمالها وكان سببا في ضياع مستقبلها. رجال يستغلون ضعف بنات حواء لتحقيق رغباتهم الجنسية إن صاحبات الأيادي الناعمة يعانين من العنف بمختلف أنواعه سواء اللفظي أو الجسدي، حيث أن شابات كثيرات يتعرضن إلى عنف من نوع أخر من قبل الجنس الخشن خاصة أنهم يستغلون قوتهم ليتحرشوا بهن، حيث أخبرتنا بعض الفتيات أنهن تعرضن للتحرش من قبل أرباب العمل كما أن بعض الشباب إعتبرواالخطوبة وسيلة للتحرش بمن إرتبطوا بهن من الشابات قبل الزواج، فغالبا ما تنتهك حقوق الفتاة بصفة عامة داخل المنازل سواء من قبل الأباء أو الإخوة، في المقابل فإن بعض العادات التي مازالت سائدة تمنح للإخوة حق التحكم في أخواتهم فيصل بهم الأمر إلى حرمانهن من حقوقهن وتقييد حريتهن بإستعمال القوة أو إستخدام العنف اللفظي، كما أن بعض الأباء يستعملون القسوة على بناتهم كونهن يفضلون الذكر على الأنثى، حيث علمنا من إحدى الشابات أن خطيبها إستغل ضعفها فتحرش بها بالقوة كما أنه إنتهك عرضها لكن ما تفاجأت به هو أنه لاذ بالهرب من فعلته وتخلى عنها بعدما أخبرته بضرورة الزواج بها، كما أن عاملات كثيرات يتعرضن للتحرش سواء بالحافلات أو خلف جدران مقرات العمل، خاصة أن الرجال باتوا يعتبرون أن ضعف المرأة يحقق لهم رغباتهم الجنسية، حيث كشفت لنا إحدى الشابات أن مدير عملها إستغل تواجدها بمفردها بالمكتب فحاول التحرش بها بالقوة لكنها لم تفلت من فعلته كونه أقوى منها كما أنها لم تجد من يخلصها من يده ولم يسمع صراخها أحد بعدما خلا المكان من العمال. في حين لا تختلف الممارسات المنتهجة من قبل الذئاب البشرية التي باتت تستغل فلذات أكبادها لإشباع رغباتها الجنسية، فقد تخلى الرجال عن غريزة الأبوة وكذا الإخوة ومن صلة الدم بعدما بتنا نعيش في زمن يفتقد للقيم والأخلاق أو النخوة، ولعل خير دليل على ما تحدثنا عنه إرتفاع قضايا زنا المحارم بالمحاكم، حيث عرفت الأسبوع الماضي، قضية جرت أحداثها بجلسات سرية لأب تجرد من ضميره وإستغل غياب زوجته بالعمل ليقوم بالتحرش جنسيا بطفلته الرضيعة، حيث كشفت فعلته زوجته التي عادت من عملها لتتفاجأ بمشهد إرتكاب زوجها للفعل المخل على طفلتها الرضيعة فقررت إيداع شكوى ضده لتتم محاكمته بمجلس قضاء العاصمة بعقاب المؤبد. ولم تسلم بعض الفتيات من جبروت وسيطرة إخوتهن، حيث بات بعض الذكور يستغلون تحكمهم وسيطرتهم ليرتكبوا الفعل المخل بالحياء على أقرب الناس إليهم، حيث علمنا أن بعض الإخوة باتوا يتخطون الخطوط الحمراء بالتحرش بأخواتهم في غياب والديهم، حيث شهدت بعض المحاكم قضايا يستغرب لها العقل لإخوة تورطوا بقضايا زنا المحارم، حيث قررت بعض الشابات كسر حاجز الصمت برفع تلك القضايا بعدما أخفين السر لسنوات طويلة لكنهن قررن إيداع شكوى ضد أقرب الناس إليهن بعدما ضقن ذرعا من تهديدهم وتحرشهم بهن، حيث سمعنا بإحدى الحوادث من خلال ما جرى بمجلس قضاء العاصمة، وقد جرت وقائع العنف الجسدي بعدما إستغل أحد الشباب الذي لم يتجاوز ال20 سنة غياب والديه ليستفرد بأخته التي لم تتجاوز ال16 سنة ليقوم بعد ذلك بإرتكاب الفعل المخل بالحياء برفقتها، حيث إعترفت الفتاة أن أخوها الأكبر لطالما فرض سيطرته عليها فكان يتحرش بها لما يقارب 10 سنوات، مهددا إياها بالضرب وحسب ما صرحت به أمام هيئة المحكمة فإنها أخفت الأمر على والديها خوفا من العقاب كون هذا الشيء محرم بمجتمعنا لكنها قررت البوح بالسر لوالدتها التي قامت على الفور بإيداع شكوى ضد ابنها من زوجها، حيث قررت المحكمة معاقبته ب20 سنة. كما أن بعض الإخوة يمنعون أخواتهم من ممارسة أعمالهن أو إكمال دراستهن ليكون عقابهن في حالة إرتكابهن لخطأ بسيط، أو إذا حاولن التمتع بحريتهن لضمان مستقبلهن، هو ضربهن بطرق وحشية أو شتمهن، حيث تروي لنا “فريدة” البالغة من العمر 20 سنة فتقول أن حياتها تحولت لجحيم بعد وفاة والدها خاصة أن أخاها كان حاكم البيت، فهي تقول أنه لم يسمح لها بمتابعة دراستها كما أنها كانت تخرج في الخفاء لكنه إذا علم بالأمر فإنه ينهال عليها ضربا، وكثير من الأحيان يصل بها الأمر إلى المكوث في المستشفى، ولا تختلف حالة فتيات أخريات عن سابقاتها حيث أنهن يتعرضن للتعذيب من قبل أباء لا يملكون ضميرا فمن بين تلك الضحايا “منال” إحدى القرويات اللواتي فررن من قسوة والديها لتنعم بحريتها بالعاصمة، حيث أكدت أن والدها لم يتقبل يوما أن يرزق بفتاة وقد شعرت بكرهه الشديد لها من خلال الضرب المبرح الذي كانت تتلقاه منه لأسباب تافهة، كما كان يعاقبها بحجزها بغرفة المواشي وقد حرمها من أدنى حقوقها مما جعلها تفر من جبروته لتحاول بناء مستقبلها بالمدينة قبل فوات الأوان. تعنيف الرجال يصل لقتل الزوجات إرتفعت نسبة العنف الجسدي الذي يمارسه الأزواج، والذي وصل مؤخرا إلى حد التخلص منهن بطرق بشعة لمجرد نشوب خلاف بينهما، حيث عرفت مختلف المحاكم بأغلب الولايات زيادة محسوسة بقضايا قتل الزوجات، فقد شهدت قسنطينة جريمة قتل زوجة لم تتجاوز ال36 تخلص منها زوجها بطعنات سكين لمجرد شكوك، كما قام أحد الأزواج بوادي سوف، بقتل زوجته بعدما إنهال عليها ضربا بأداة خشبية مما تسبب في كسور بجمجمتها -حسب الطبيب الشرعي- أدى إلى وفاتها، في حين عرفت مؤخرا منطقة تاجنانت بميلة، جريمة قتل مروعة بعدما قام أحد الأزواج بالتخلص من زوجته بطريقة وحشية وهي غارقة بالنوم بغرفتها وقد وضع حدا لحياتها بألة حادة، كما امتد تعنيف الأزواج إلى حد إيصال الزوجات للمصحات العقلية بفعل شدة القسوة والضرب الذي لطالما إعتبره الأزواج وسيلة يفرغون بها غضبهم لتكون الضحية هي الزوجة كما تتعرض الكثير من الفتيات والنساء على حد سواء لطرق أخرى للتعنيف خلف جدران منازلهم في الخفاء، فقد سمعنا من فتيات كثيرات أن أبائهم يقيدون من حريتهم كما يحاولون معاقبتهم سواء بإستعمال القسوة بالضرب المبرح أو بالعنف اللفظي بالإهانة والتحقير. ولأخصائيي علم النفس رأي في الموضوع: لا تزال بعض العادات والتقاليد تفرض سيطرتها على عقول الأسر التي لا زالت تعتبر المرأة مخلوقا ضعيفا مقارنة بالرجل خاصة في الأسر المحافظة التي تقيد من حرية المرأة ولاتمتلك ثقافة التعامل معها بالرغم من أنها تمتلك حقوقا مساوية للرجل بجميع المجالات، فكثيرا ما تحرم الفتاة من قبل والديها أو إخوتها الذكور من حريتها بإستعمال القسوة أو العنف اللفظي والجسدي، هذا ما أكدته لنا الدكتورة “نبيلة صابونجي” خلال حديثها معنا حيث تقول أن إستخدام العنف اللفظي أو الجسدي على المرأة يترك أثارا نفسية قد تؤدي إلى نتائج وخيمة نتيجة تراكم الضغوط النفسية المؤدية إلى نوبات من الإضراب النفسي نتيجة الشعور بالإهانة والنقص الذي يسببه لهم ما ينتهجه الرجال سواء الأزواج أو الأباء أو الإخوة من ممارسات عدوانية تشعر بنات حواء أنهن غير مرغوب بهن، أو أنهن منبوذات ومكروهات بمجتمعهن خاصة أن بعض الأزواج يحاولون منع زوجاتهم من العمل بإستعمال القوة كونهم يظنون أنها سيتفوقن عليهم ولايتقبلون هذا الأمر، كما أرجعت المتحدثة أسباب تفاقم ظاهرة قتل الزوجات أو التعنيف عن طريق التحرش لغياب الوازع الديني، إضافة لتدني القيم وكذا غياب ثقافة الحوار الأسري أو التحضر في التعامل مع الفتاة، إضافة لغياب وعي الزوجين بكيفية حل المشاكل بطرق سلمية لا عدوانية عن طريق التفاهم، كما أكدت أن أغلب الزوجات المعنفات يتعرضن لأبشع أنواع الضرب والتعذيب من قبل أزواجهن المدمنين للخمر والمخدرات، كما أن اكتشاف الزوجة لخيانة زوجها وغيرته تدفعه لتفريغ حقده بمعاقبتها كونه لايتقبل محاسبتها له حتى وإن كان خاطئا، بينما يسمح له بذلك إذا إرتكبت خطأ بسيط.