احتل أمس بعد صلاة الجمعة عبد العزيز بلخادم "المخلوع" من رئاسة الأمانة العامة للأفلان، المنصة الشرفية لقاعة الاجتماع بفندق الرياض بسيدي فرج غرب العاصمة بمعية نواب بالبرلمان لا يتصفون بعضوية اللجنة المركزية. حيث سعى الأمين العام سابقا إلى توظيف وسائله غير الشرعية بدليل استعانته بعصابات لا تملك صفة العضوية المركزية، مكثت ثلاثة أيام بالفنادق المجاورة للرياض لملء القاعة بالموازاة مع توظيفه للمحضرة القضائية التي كلفت بأمر من رئيس محكمة الشراقة بإعداد محضر المعاينة للدورة، لتنصيبه كمسؤول أول عن الحزب إلى حين انتخاب خليفته حتى يتسنى له تنصيب لجنة الترشيحات وترشيح نفسه أو أحد مواليه. أكد حسين خلدون العضو المركزي ورئيس لجنة القانون والحريات بالمجلس الشعبي الوطني، بأن مكتب الدورة المنتخب من قبل أعضاء اللجنة المركزية أول أمس هو السيد، إذ سيستدعي أعضاءه الثمانية على غرار أحمد بومهدي وصليحة لرجان ومحمد خنوفة وجمال ولد عباس ومحمود قمامة وعلي مرابط وأحمد شباي ومداني موسي المركزيون، لاختيار مرشحيهم الذين سيتنافسون على منصب الأمين العام للحزب العتيد، مبرزا استحالة المرور من الناحية القانونية إلى الدور الثاني بتعيين لجنة الترشيحات التي يسعى بلخادم إلى فرضها، في ظل عدم انتهاء أشغال الدورة المفتوحة على مدار ثلاثة أيام. وعلى صعيد ذي صلة وصف خلدون في تصريحات ل"السلام" تصرفات بلخادم ب"السكرات" كون "غريمه" لم يتقبل حقيقة إزاحته من على رأس الأمانة العامة للحزب، في مقابل تحذيره من تدخل المحضرة القضائية في الشؤون الداخلية للأفلان التي اعتبرها كسابقة خطيرة، خصوصا وأنها حاولت فرض بلخادم على المركزيين لتسيير الحزب أياما أخرى، كاشفا في السياق ذاته عن رفع دعوى قضائية ضدها بالموازاة مع رفع شكوى إلى وزير العدل حافظ الأختام. من جانبه يرى بوجمعة هيشور العضو المركزي بالجبهة بأن مرشح الإجماع غير موجود في الفترة الحالية، حيث يعكف المركزيون على اختيار قيادة من الجيل الثاني للاستقلال كخطوة يسعون من خلالها إلى تشبيب الحزب وهو ما أيده فيه حسين خلدون. أصداء من فندق الرياض بسيدي فرج ولد عباس: "مشاكل الأفلان مردّها الطموحات الخاصة وتصفية الحسابات" قال جمال ولد عباس وزير الصحة سابقا وأحد نواب الرئيس بوتفليقة بمجلس الأمة، بأن أشغال الدورة العادية السادسة للجنة المركزية بمثابة عيد الاستقلال تحمل بشارات ال 19 مارس والفاتح من نوفمبر، وأرجع ولد عباس في تصريحات صحفية له قبل مباشرة أشغال اللجنة المركزية بفندق الرياض غرب العاصمة، الصراعات والمعارك التي شوهت سمعة الأفلان وطنيا ودوليا إلى الطموحات الخاصة والشخصية وتصفية الحسابات التي انتهجها بعض الأطراف في بيت الحزب العتيد، مؤكدا بأن نتائج الصندوق الشفاف ستحسم في الصراعات باختيارها لخليفة بلخادم أو بتجديد الثقة في شخص الأخير، غير أنه اشترط أن يغير الأمين العام الحالي من أسلوب عمله الذي أثار حفيظة أبناء الحزب الواحد، وعن المرشحين لخلافة بلخادم أوضح وزير الصحة سابقا برغبة الكثيرين في الترشح في مقابل مرافعته لعدم الخلط بين العمل السياسي مع الحكومي أو الوزاري كون لكل وظيفة خصوصيتها. هيشور: "غير راضين عن الأسماء المتداولة لخلافة بلخادم" أوضح بوجمعة هيشور العضو المركزي بالأفلان بأنه غير راض عن الأسماء المتداولة لخلافة عبد العزيز بلخادم على رئاسة الأمانة العامة للحزب العتيد، مرافعا لصالح تمديد مدة اختيار المترشحين حتى يتسنى للمركزيين انتقاء الأحسن والأفضل منهم لضمان عدم تكرار سيناريو غريمهم. واعترف هيشور ل"السلام" بتخوفه وتوجسه من مصير الحزب في حال انتخاب خليفة لبلخادم يكون الأسوء من الأخير في حال ترشيح أشخاص غير راضون عنهم، مؤكدا بأن أصحاب مبادرة سحب الثقة من غريمهم وصلوا إلى نقطة اللارجوع، حيث ستكون لكلمة الصندوق الرد الأخير على بلخادم ووزارائه المطالبين بالرحيل على غرار أمينهم السابق بقوله "نرفض بقاء وزراء بلخادم ". موسى بن حمادي: "نحن مع الصندوق والشرعية" قال موسى بن حمادي عضو اللجنة المركزية ووزير البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال، بأن بلخادم لا يتحمّل مسؤولية الانشقاقات والأجنحة التي يعرفها بيت الأفلان وحده، كون حزب جبهة التحرير الوطني يمثل تاريخ الجزائر، الأمر الذي يجعل كل عضو شريك في المشاكل التي عرفها الأفلان، ونوه الوزير بالصندوق الشفاف الذي من شأن نتائجه توقيف الصراع المحتدم بين أبناء الجبهة، بالموازاة مع التجرد من الأنانية خدمة للبلاد والصالح العام عن طريق الممارسة السياسية العادية.