رغم امتلاكها لمقومات سياحية وفلاحية كبيرة تعاني منطقة بني فرقان بالميلية شرق ولاية جيجل من معاناة وعزلة حقيقية جراء التهميش الكبير وغياب التنمية، مما جعل سكانها يناشدون السلطات المحلية انتشالهم من ثالوث العزلة، التهميش وسوء التنمية التي لازمت منطقتهم لعقود طويلة من الزمن . العشرية السوداء رمت بالمنطقة إلى شبح العزلة بعد أن كانت المنطقة قبلة لمئات السواح من مختلف ربوع الوطن، وخاصة المناطق الشرقية للبلاد، حيث كان شاطئ بني فرقان بطبيعته الخلابة العذراء مقصدا لكل باحث عن المتعة والراحة النفسية، قبل أن تتحول إلى منطقة مهجورة موحشة بفعل تبعات العشرية السوداء، حيث كانت المنطقة مسرحا لعديد العمليات الإرهابية ومرتعا لعديد الجماعات الإرهابية بفعل التضاريس الجغرافية الوعرة، ومنذ ذلك الحين والمنطقة منغلقة وتعاني في صمت وسط "هجرة" جماعية للسلطات المحلية وتغاضيهم عن مطالب السكان وحاجاتهم الأساسية . غياب كلي للمشاريع التنموية أول شيء يلاحظه الزائر للمنطقة من دون شك هو المظاهر القديمة التي تميز المنطقة خاصة إهتراء الأرصفة والطرقات، وغياب كلي لمظاهر التنمية، وحتى المستوصف والعيادة الوحيدة المتواجدة بالمنطقة توجد في حالة كارثية، وبحاجة إلى الترميم العاجل قبل سقوط جدرانها وأسقفها، ورغم وعود السلطات المحلية وعلى رأسها السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي بشأن ترميمها إلا أنها لا زالت على حالها لحد الآن، حيث عبر لنا عديد المواطنين الذين التقتهم جريدة "السلام"، عن استيائهم الكبير من التهميش الذي تعاني منه منطقتهم وامتعاضهم الشديد من إهمال المسؤولين لهذه المنطقة ووعودهم الزائفة التي تسقط في كل مرة في الماء وجعلتهم يفقدون كل الثقة في هذه المجالس المنتخبة . مرملة تدر الملايير والبطالة تنهش شباب المنطقة رغم وجود مرملة كبيرة بالمنطقة والتي تعد من أكبر المرامل وتدر عائدات مالية كبيرة على بلدية الميلية، إلا أن ذلك لم ينعكس إيجابا على المنطقة، حيث يعاني سكانها من بطالة كبيرة وشح كبير في مناصب الشغل، أين يشتغل أغلبهم في الفلاحة، إلا أنهم يعانون أيضا من نقص الإمكانيات وغياب الدعم لممارسة هذه المهنة التي كانت تشتهر بها المنطقة في وقت سابق . جنةفوق الأرض ينقصها الاستثمار السياحي بمجرد دخولك للمنطقة تقابلك جبال شامخة خضراء وفي سفحها زرقة البحر ومياهه المتلألئة، في منظر طبيعي خلاب يسر الأعين ويأسر القلوب، ورغم امتلاك المنطقة لمخيم عائلي كان يستعمل في السابق، إلا أنه صار اليوم مهجورا وتسربت إليه أطراف الأشجار والغابة، لتحوله إلى شبه قلعة مهجورة مخيفة.