أشار منصور أبو بكر، الأستاذ في علم النفس، إلى أن هناك العديد من العوامل النفسية التي ساهمت في ارتفاع ظاهرة العنوسة في الجزائر، من خلال قوله “إن تغير معايير الاشباع من حيث المواصفات التي يريدها كل طرف في شريك حياته من ناحية مظهره الخارجي، وهذا مع التحسن الذي تشهده الظروف الاقتصادية، هذا بالإضافة إلى تنامي تقدير المرأة لذاتها بعد تمكنها من دخول مجال العمل ومن ثمّة إثبات جدارتها لتجد بذلك متكأ يعوضها عن فقدان الطرف الآخر الذي كانت تعتمد عليه للاستمرار في حياتها، وفي ذات السياق ذكر الأستاذ بان هذه الظاهرة تشهد انتشارا كبيرا لدى فئة المتعلمات والمرموقات في المكانة الاجتماعية، في حين أن هناك من الفتيات اللواتي يضعن العديد من الأهداف وخاصة الدراسة والعمل نصب أعينهن لبناء ذاتهن ما يجعلهن ينسين المستوى الشخصي وبالأخص إذا كانت لهن علاقات عاطفية تشبع متطلباتهن النفسية، أما عن الحالة النفسية التي تؤول اليها بعد دخولها العنوسة فقد ذكر محدثنا بان الضغط النفسي يكون الطابع الغالب لها، من حيث أن حساسيتها النفسية تزداد شدة مقارنة بما كانت عليه خاصة فيما يتعلق بحضور الأفراح وسماع الأهازيج التي تطبعها، وأضاف الأستاذ بأن هذا الضغط النفسي يزداد مع تفكيرها المستمر في حالتها مقارنة بقريناتها اللواتي تزوجن ولهن أبناء . إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض اعتبرت “جميلة” الأستاذة في العلوم الشرعية بجامعة خروبة، أن العنوسة ظاهرة أوجدها المجتمع في حد ذاته وان اختلفت منابعها إلا انه تصب داخله، وذلك على الرغم من أن ديننا الحنيف ورسوله الكريم حث الشباب على الزواج من خلال قوله (صلى الله عليه وسلم): “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم”. كما حث الأهالي على تزويج بناتهم لكل من قصدهم لخطبتهن إذا توفر فيه ما ورد في قوله (صلى الله عليه وسلم): “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”، وعلى الرغم من وجود هذه الأدلة وغيرها إلا أن ظاهرة العنوسة قد استفحلت بمجتمعنا على نحو يعكس ابتعاد أفراده عن العمل بما ورد في الكتاب والسنة. وبالموازاة مع ذلك اقر جملة من الحلول التي ستساهم في التقليل من نسبة تواجدها بمجتمعنا الإسلامي،