يعتبر التعدي على الأصول من الطابوهات التي شهدت إرتفاعا كبيرا بالسنوات الأخيرة بعدما إنقلبت الموازين ولم يجد الأبناء حرجا في إهانة أبائهم بالشتائم القبيحة، ليصل الأمر إلى حد الإعتداء عليهم بالضرب المبرح أو إزهاق أرواحهم وتعذيبهم بأبشع الطرق، متناسين أن ديننا الحنيف نهى عن عقوق الوالدين أصبح العنف اللفظي أو الجسدي الذي ينتهجه الأبناء ضد والديهم أو أحد أقاربهم من الظواهر الخطيرة التي بدأت تطفو على السطح بعد إرتفاع قضايا العنف ضد الأصول بالمحاكم الجزائرية، حيث أحصى الدرك الوطني ما يفوق 113 حالة إعتداء على الأصول إرتكبها أبناء من كلا الجنسين، كما عالجت مصالح الدرك ما يفوق 750 قضية في 2012، بمختلف ولايات الوطن في المقابل لم يجد الأبناء مانعا في الإعتداء على أباء أفنوا أعمارهم بالعمل لسد إحتياجاتهم وأمهات حملوهن تسعة أشهر وسهرن على تربيتهم لينتهي بهن المطاف وهن مهانات من قبل فلذات أكبادهم، حيث تعددت الأسباب حسب المختصين بين الطمع والانتقام أو حتى قتل الأولياء لأسباب تافهة أو لظروف إجتماعية صعبة. حيث باتت المنازل الجزائرية شاهدة على حوادث مؤلمة ومسرحا لجرائم بشعة غالبا ما يكون المتورطون بها أبناء ناكرون للجميل وضحاياها أباء أفنوا حياتهم في تربيتهم، هذا ما دفعنا لرصد وجهة نظر الشارع حول تلك الظاهرة، حيث إستنكر جل من تحدثنا إليهم إرتكاب هذا الفعل حتى وإن كان الأولياء مخطئين معنا وحسب رأي مراد، صاحب الأربعين عاما فإن معاملة الأبناء لأبائهم لم تعد كالسابق حيث ذكر لنا أن هذا الجيل لم يعد يضع أي أهمية لإحترام والديهم على عكسه، حيث أكد أنه لم يكن يتجرأ على النظر في وجه والديه أو يرد على كلامهما حتى وإن أخطآ في حقه. بينما يرى أحد طلبة الجامعة أن شباب اليوم باتوا يخالفون دينهم بشتم أبائهم لمجرد رفضهم تلبية حاجياتهم كما أردف قائلا أنه إستغرب أن جاره البطال قد تجرأ على ضرب والده المسن لإجباره على إعطاءه جزء من راتبه ليتمكن من شراء السجائر. من جهة أخرى علمنا من إحدى الشابات أن أخاها لا يحترم والدته كما تجرأ على شتمها بكلام قبيح وكاد أن يضربها بإحدى الأدوات الحديدية دفاعا على زوجة أخاه بالرغم من أنها أخطأت في حق حماتها وحسب قولها فإنه فضل إرضاء زوجته على والدته لكنها لازالت تسامحه بالرغم من قسوته عليها .