دعا أمس رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بمالي محمد ديكو إلى مشاركة الجزائر في المفاوضات التي تجري بواغادوغو بين حكومة باماكو والمتمردين التوارق في الشمال، لأنها أول بلد له معرفة بتفاصيل الأزمة في مالي، وصرح محمد ديكو أن أهمية حضور الجزائر في المفاوضات التي تسبق الانتخابات الرئاسية بمالي، تكمن في اعتبارها البلد الأكثر معرفة بالملف المالي بصفة خاصة والساحل الإفريقي بصفة عامة، وانطلقت أمس المفاوضات بين السلطة في مالي والمتمردين الطوارق الذين يحتلون كيدال في شمال شرق البلاد، السبت في واغادوغو بوساطة من بوركينا فاسو، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس، وقال رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري وسيط منطقة غرب إفريقيا للأزمة المالية أمام بعثات من باماكو وحركات التمرد المسلح للطوارق أن الهدف هو إيجاد حل دائم للأزمة الخطيرة التي تهز مالي، وكان بدء المفاوضات أرجىء في وقت سابق بعدما طالبت باماكو في اللحظة الأخيرة بأن تشارك فيها مجموعتان مسلحتان في كيدال، الأمر الذي رفضه المتمردون التوارق الممثلون بالحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى من أجل وحدة أزواد، وقال رئيس بوركينا فاسو وسيط منطقة غرب إفريقيا للأزمة المالية أمام وفدي الجانبين، أنه يقترح وقف الأعمال العسكرية "ما سيوفر الظروف الأمنية الضرورية لإجراء انتخابات (رئاسية) حرة وشفافة" من المرتقب أن تجرى دورتها الأولى في 28 جويلية، وقد شن الجيش المالي هجومه هذا الأسبوع وأخرج الأربعاء المتمردين التوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد من بلدة أنيفيس الواقعة على بعد نحو مائة كيلومتر إلى جنوب كيدال . وأضاف كومباوري أن الهدف من المحادثات هو أيضا "إعادة انتشار الإدارة العامة والخدمات الاجتماعية الأساسية وقوات الدفاع والأمن في شمال مالي، وخاصة في كيدال وفق الإجراءات التي سيتم التفاوض بشأنها"، بدون مزيد من الإيضاحات بشأن هذه الإجراءات والجدول الزمني.