تفاقمت معاناة سكان قرية أولاد مسعود ببلدية بوراوي بلهادف، الواقعة على بعد 70 كلم شرق عاصمة الولاية جيجل، مع العزلة المفروضة على المنطقة بفعل التدهور الكبير الذي يعرفه الطريق الرئيسي الرابط بين هذه القرية ومقر البلدية، إضافة إلى عديد النقائص حيث لم تستفد من مشاريع تنموية أو تهيئة للمحيط حسب بعض سكانها منذ سنوات الاستقلال ماعدا شبكة الكهرباء. هذه الظروف القاسية أجبرت العديد من عائلات المنطقة على هجر منازلهم والنزوح إلى مقر البلدية أو البلديات المجاورة، هروبا من هذه المشاكل والنقائص التي تزامنت والتدهور الأمني الذي شهدته المنطقة سنوات التسعينيات، كما يشتكي سكان القرية إضافة إلى مشكل الطريق، من إنعدام أي مرفق صحي أو قاعة علاج بها، وهو ما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة للتنقل إلى عيادة البلدية لتلقي أبسط الفحوصات أو حتى لأخذ الحقن الطبية، إضافة إلى نقص مختلف الضروريات الأساسية في حياتهم اليومية، فغياب مختلف الشبكات الخاصة بمياه الشرب، الصرف الصحي والغاز الطبيعي صعبت على هؤلاء السكان حياتهم، حين تحولت الأحمرة إلى وسيلتهم في نقل المياه من الينابيع والآبار المجاورة، التي يعبرون لجلبها مختلف المسالك الوعرة، إضافة إلى استخدامها في نقل قارورات غاز البوتان، وهي الوضعية التي تتحول إلى معاناة حقيقية في فصل الشتاء مع تساقط الثلوج وتضاعف حاجة السكان لهذه المادة الحيوية. ويشتكي السكان من مختلف الأخطار التي تهدد حياتهم في ظل تخوفهم من انتشار الأمراض والأوبئة، مع تواصل اعتمادهم على الحفر التقليدية للتخلص من فضلاتهم، في غياب قنوات الصرف الصحي، وهي الحالة التي أدت إلى إنتشار القاذورات والحشرات وإنبعاث الروائح الكريهة، كما تسجل قرية أولاد مسعودة العديد من النقائص الأخرى، كغياب الإنارة العمومية ووسائل النقل، وهي الوضعية التي حولت هذه القرى إلى مناطق منسية محرومة من أبسط ضروريات الحياة على حد تعبير بعض سكانها.