بدأت الشركة الإيطالية "سايبام" المسيطرة على أغلب مشاريع الغاز والبترول بالجزائر، بالتنسيق مع شركة "إيني" الفرنسية المشرفة على مشاريع مصفاة سيدي رزين ببراقي، استعداداتهما الإدارية لحشد باقي الشركات الأجنبية الناشطة في القطاع قصد الالتفاف حولهما، بغرض عزل الشركات الخاصة والمؤسسات المقاولاتية الجزائرية، بعد الاستحواذ على جملة المناقصات التي يستعد كل من مجمعي "سوناطراك" و"سونالغاز" إطلاقها شهر مارس المقبل، وكشفت مصادر من محيط إدارة الشركة الفرنسية "إيني" في تصريحات خصت بها "السلام" تجديد الأخيرة لثقتها في كل من شركتي "تيغنام" الكورية الجنوبية، و"جي.سي.سي" اليابانية من خلال تمديد عقود الشراكة معهما إلى غاية سنة 2018، هذا رغم تأخر الأخيرتين في تسليم أشغال الإنجاز الخاصة بالمشاريع التي تشرف عليها بمصفاة سيدي رزين في براقي في آجالها القانونية، كما أبرزت المصادر ذاتها أن "إيني" مصممة على الظفر بأكبر قدر ممكن من مناقصات "سوناطراك" قصد منح أغلب مشاريعها للشركتين الأسيويتين السابقتي الذكر، لتكريس القمع المباشر للعمالة الجزائرية ودحرجتها نحو البطالة الحتمية، مقابل استقدام العمالة الأسيوية غير المؤهلة لتخفيض نسب البطالة في بلديهما كوريا الجنوبية واليابان، هذا بعد بلورة شبه تحالف بين هذه الشركات وأخرى هدفها تكريس تغييب المؤسسات الخاصة الصغيرة والمتوسطة المحلية الناشطة في القطاع من مشاريع القطاع وصفقاته التي استحوذت عليها بشكل كلي الشركات الأجنبية المتورطة أغلبها في التعاملات المشبوهة، المرسخة للفساد المالي والقانوني، في السياق ذاته أكدت مصادرنا استنادا إلى معطيات استقتها من المصلحة التجارية لشركة "سايبام" مباشرة الأخيرة لاتصالات كثيفة مع العديد من الشركات الأجنبية التي طالما عملت تحت كنفها قصد منحهم كالعادة غالبية المشاريع الكبرى في المجال الطاقوي، على غرار شركة "أوجاك" السورية التي تعتبر أبرز عملاء الشركة الإيطالية، هذا رغم فشل الأخيرة خاصة، وأغلب الشركات السورية عامة ك "ليد" و"بتيروغاز كاناليزاسيون" في إثبات جودة عملها على مستوى الكثير من المشاريع في البلاد، على غرار مشروع أنبوب الغاز "جيكا 3" الرابط بين الجزائر وإيطاليا الذي أشرفت عليه "أوجاك"، الذي اكتشف فيه مختصو "سوناطراك" مؤخرا تسربات على مستوى 50 كلم في الجزء الرابط بين واد سقان ومنطقة تاملوكة، ليتم بعد ذلك منح صفقة إعادة ترميمه للشركة السورية الأخرى "أبو الوليد سليمان" التي تعتبر إحدى أضعف الشركات السورية الناشطة في الجزائر في قطاع المحروقات، هذا في الوقت الذي تصر فيه إدارة "سايبام" التي صار فسادها في الجزائر في قضية "سوناطراك 2 " وصمة عار عليها، على رفض منح الفرصة للشركات الخاصة الجزائرية للإشراف على بعض المشاريع رغم جودة عملها.