احتج مئات العمال الجزائريين الناشطين ضمن طاقمي عمل كل من شركتي «سورال شين» الصينية المشرفة على بعض مشاريع مصفاة «أسبع» لتكرير البترول بولاية أدرار, وشركة «بيتروغاز كاناليزاسيون» السورية المشرفة على مشروع تلحيم قنوات الربط بالمياه من سد بني هارون إلى بلدية تمقاد في ولاية باتنة. منددين بالتعسف والتهميش العلني الممارس في حقهم من إدارة الشركتين، اللتان تواصلان منح أولية التوظيف للعمالة الأجنبية على حسابهم، و هم ما فجر بالموازاة مع ذلك سخط بطالي ولاية سكيكدة الذين جعلوا المنطقة الصناعية مسرحا لاحتجاجاتهم المتكررة. امتعض عمال شركة «سورال شين» في حديثهم ل «السلام» استمرار صمت مسؤولي سوناطراك المانحة والمشرفة على مشاريع كل الشركات الأجنبية بالبلاد في مجال الطاقة، وعدم تدخلهم لوقف معاناتهم، مبرزين معاناتهم منذ 7 سنوات من التعسف والتهميش من طرف إدارة الشركة الصينية، مبرزين ظروف العمل المزرية التي يعيشونها في ظل غياب طب العمل، وانعدام التكوين، فضلا عن حرمانهم حتى من وسائل الوقاية والأمن، هذا إلى جانب معضلة تدني الأجور مقارنة بالعمال الصينيين في نفس التخصص، ما يجسد التمييز العلني- على حد قول بعض محدثينا-، الذين استنكروا في السياق ذاته عمليات الإقصاء التعسفي دون أي سبب للعمال الجزائريين من الشركة، بهدف تعويضهم بأجانب، ما أفرز تقلص عدد العمال الجزائريين إلى 70عاملا فقط بعدما كانوا في السابق بالمئات. وفي سياق متصل أقدم أول أمس شاب في الثلاثينيات من العمر، على التهديد بالانتحار حرقا بولاية سكيكدة أمام المدخل رقم 3 بالمنطقة الصناعية الكبرى بحمروش حمودي بلدية حمادي كرومة، بعدما سأم سلسلة الاحتجاجات العقيمة التي عكف رفقة العشرات من بطالي المنطقة على قيادتها تنديدا بالبطالة التي يعيشونها منذ سنوات، كما هدد المئات من اللحامين الجزائريين بتصعيد احتجاجاتهم التي توعدوا بنقلها أمام مقر وزارة الموارد المائية تنديدا باستمرار تجاهل الأخيرة لنداءاتهم المنددة بمظاهر الاستبداد العلني الممارس في حقهم من طرف إدارة الشركة السورية «بيتروغاز كاناليزاسيون» التي تواصل الإخلاف بوعودها القائلة بتوظيفهم، وتصر في المقابل على انتداب العمالة السورية غير المؤهلة، حيث قال محدثونا «إدارة الشركة الشركة السورية تستفزنا لغلق مقرها الرئيسي في عين مليلة و شل نشاطه كليا»، هذا وأعرب حوالي 420 إطارا في قطاع المحروقات في حديثهم ل «السلام» على التمسك بموقفهم القائل بمواصلة الاحتجاج أمام مدخل مصفاة سوناطراك بسيدي رزين في بلدية براقي في العاصمة تنديدا بسياسة استقدام الشركات الأجنبية الناشطة بالمصفاة على غرار «تيغنام» الكورية الجنوبية و«جي.سي.سي» اليابانية للعمالة الأجنبية غير المؤهلة على حسابهم، معطيات تلوح ببوادر انفجار وشيك لقنبلة شعبية عمالية قد لا تحمد عواقبها في حال استمر توسع سيول الاحتجاجات إلى باقي ولايات الوطن التي تعيش أغلبها حالة غليان رهيبة جراء الأوضاع الاجتماعية المزرية لأغلب شبابها الذين اقتدوا بنظرائهم في الجنوب، وباتوا حريصين على نيل حقهم في العمل ودحض الفساد والمفسدين من خلال الخروج إلى الشارع.