أعطى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تعليمات لتنظيمات تابعة له في منطقة شمال إفريقيا الشروع في تجنيد جهاديين جدد بفعل النزيف الذي يعرفه خلال الأشهر الأخيرة وكذا الحصار المضروب عليه في الجزائر. وذكرت وسائل إعلام تونسية، أن مصالح الأمن في بلادها تلقت مؤخرا مراسلات من نظيرتها الجزائرية تؤكد أن تنظيم القاعدة راسل عدة تنظيمات ومنها أنصار الشريعة في تونس للشروع في عمليات تجنيد جديدة لتوسيع نشاطه الإرهابي في المنطقة. ووفق نفس المصادر، فإن هذه المعلومات حصلت عليها قوات الأمن الجزائرية في شكل اعترافات لإرهابيين تم إلقاء القبض عليهم على الحدود الجزائرية- الليبية منذ أيام وكانوا على اتصال مع قيادات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وحسب تلك المعلومات فإن القيادات الإرهابية أوصت بالاعتماد على الأموال التي تحصل عليها التنظيم جراء عمليات الاختطاف، لاستقطاب عناصر جديدة، موضحا أن فئات المهمشين من الشباب والعاطلين والعائلات الفقيرة بالمناطق النائية، وضعتها قيادات التنظيم الإرهابي ضمن الأولويات والأهداف التي يجب استهدافها في عملية التجنيد. من جهة أخرى وأكدت وكالة الأنباء الرسمية التونسية، أن فرقا خاصة من قوات الأمن الداخلي والحرس الوطني نفذت عمليات تمشيط في ولاية قبلي، على الحدود الجنوبية الغربية مع الجزائر، وشملت مداهمة ثلاثة أهداف بكل من منطقة "نقة" من معتمدية سوق الأحد، وهنشير "زعفران" من معتمدية دوز الجنوبية" بحثا عن عناصر إرهابية متحصنة بالمنطقة كما نقلت الوكالة عن مصدر أمني نفيه للأخبار التي تم تداولها بخصوص وجود زعيم تيار "أنصار الشريعة" الذي أعلنته السلطات التونسية "تنظيما إرهابيا"، أواخر أوت الماضي، بالجهة، أوفراره منها، نتيجة عمليات التمشيط. وتعليقا على الموضوع، رجّح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، هادي يحمد أن "يكون أبوعياض، زعيم جماعة أنصار الشريعة، متواجدا في ليبيا معتمدا في ذلك على تقارير أمنية وصفها بالدقيقة"، مشيرا إلى أنه لا "يمكن التصديق بوجوده في مكان كولاية قبلي، نظراً لطبيعتها المكشوفة أمنيا وجغرافيا".