تضجُّ قاعات المحاكم بحالات مسجلة لديها عن علاقات عابرة، من حين لآخر، أبطالها ليسوا أناسا عاديين، بل هم من نخبة البلاد، التي تعبت المنظومة التربوية والجامعية في استخلاص نباهتهم، ووجّهتم إلى حياة عملية، فيها متاعب كثيرة وكبيرة، وفيها أيضا طرائف وغرائب يُسجلها هؤلاء في لحظات عابرة.. وساخرة أحيانا من حيث أنها ترهن مستقبلهم بخطأ عابر في تقدير العلاقات الاجتماعية وتأثيرها على المهنة، خصوصا إذا كان طرفا المعادلة يشتغلان بنفس المهنة. في أروقة محاكم الجزائر العاصمة، تسجل سنويا أرقاما خيالية في حالات الطلاق لزواج لم يتعد العام الأول، ع يبدأ صيفا وينتهي شتاء، مثلما يقال، وسط انتشار غير مسبوق لقضايا طلاق واعتداءات جنسية على الأطفال وعنف ضد المرأة وإجرام من كل الأوزان والأحجام. وهي قضايا أهلت سنة 2011 لتكون سنة مميزة بأعلى نسبة طلاق وخلع في الجزائر منذ الاستقلال. وآخر إحصائيات الطلاق تشير إلى وقوع كارثة ببلوغ حالات الطلاق 50 ألف حالة في السنة، ما يعني تفكك 50 ألف أسرة وضياع 100 ألف طفل، نتاج علاقات شرعية وغير شرعية. من كواليس المحاكم وبعيدا عن الرسميات تكشف كواليس المحاكم ما لا يطرأ على بال بشر في "تعاملات" محامين ورجال شرطة وقضاة..وحتى صحفيين وصحفيات، في باب نسج علاقات غرامية تنتهي بمآس وكوارث غير طبيعية في العلاقات الاجتماعية، من حيث يدرون أو لا يدرون. "السلام اليوم" تنشر جانبا من هذه العلاقات، التي لا تنتهي بخير، مثلما يقول الضالعون في الحفاظ على النسيج الاجتماعي بتفادي الآفات الاجتماعية، المتكاثرة كالفطر. Pia تتدخل والنتيجة مأساة من بين الامقلة في خذا الجانب حكاية "ب.ياسمين" شرطية سابقة من الوحدة الجهوية الثانية للأمن الجمهوري بالدار البيضاء، حاولت قتل زميل لها، بعد علاقة غير شرعية، جمعت بينهما. تلقت غرفة العمليات لأمن ولاية الجزائر نداء على تعرض الشرطي "س.ق" لطلقات نارية، وتنقلت فصيلة مكافحة الإجرام إلى مسرح الجريمة، وإتضح أن زميلته وجهت له ثلاث طلقات نارية، بعد مناوشات كلامية وقعت بينهما، ما تسبب له في عجز قدره الطبيب الشرعي ب30 يوما. وأوضح التحقيق أن المتهمة كانت على علاقة عاطفية مع الضحية، الذي يعمل معها وحملت منه بعد علاقة غير شرعية، ولكنه رفض الزواج وعرض عليها الانتقال إلى ولاية تيزي وزو، لإجهاض حملها لكنها رفضت ذلك. وعند عودتهما تعرضا لحادث مرور دون أن يتعرضا لمكروه وبعد يومين من ذلك طلبت المتهمة من شخص تعرفه نقلها، وفي شارع كريم بلقاسم بالدار البيضاء صعد معها الضحية ثم نزلا للحديث خارج السيارة، ووقع بينهما شجار فأخرجت سلاحها وصوبته نحوه، وأثناء ذلك حاول الضحية نزعه منها لتطلق عليه رصاصة لم تصبه، لتضيف له ثلاث طلقات ففّر هاربا ولحقته، ونقلته رفقة الشخص الذي أوصلها إلى مستشفى سليم زميرلي وفي طريقهما حاولت الانتحار برمي نفسها من السيارة. ولما مثلت الشرطية أمام المحكمة وهي حامل، استفادت من البراءة بعدما تنازل "الزوج" عن حقوقه القضائية، وهو حكم لم تصدقه لدرجة أنه أغمي عليها وطار الزوج فرحا وراح يعانقها وهما يذرفان الدموع. ونفس المشهد في قضية شرطية أخرى دخلت في شجار مع زوجها بالفاتحة، بعدما رفض توثيق زواجهما رغم أنها حامل منه، كونه متزوج سابقا، ما جعلها تطلق عليه النار ولكن إصابته كانت خفيفة. الشرطية المذكور مثلت للمحاكمة هي الأخرى وهي حامل وتنازل الضحية عن الدعوى وراح يعبر عن حبه لها أمام هيئة المحكمة والتضحيات التي قدمها من أجلها، مؤكدا أنه وفي تاريخ الوقائع كان ينوي أن يعزمها على وجبة عشاء سمك. ضابط شرطة يحاول قتل أستاذة "ب.عمر" ضابط شرطة قضائية بأمن ولاية الجزائر تُوبع بمحاولة القتل العمدي لعشيقته أستاذة التعليم الثانوي، هي الآن على كرسي متحرك ولا تستطيع الكلام. تلقت مصالح الأمن إخطارا بإصابة شخصين بعيار ناري بشقة بحي زرهوني مختار بالمحمدية، ولاية الجزائر، أين تم العثور على مسدس آلي بدون خزان وآثار دماء في الفراش والملابس الداخلية للضحية، لتتوصل الفرقة الجنائية إلى أن المتهم ضرب موعدا لعشيقته الذي تجمعه معها علاقة حميمية منذ تسعة سنوات ببيت صهره، الذي كان يؤدي مناسك الحج ومارسا الجنس. وصرّح المتهمة أنها وعندما همّت بالمغادرة طلبت منه أن يريها مسدسه فأمسكه في الوقت الذي كان يعانقها فيه، قبل أن تنطلق منه رصاصة أصابتها في الدماغ ما سبب لها شللا نصفيا، فقدانا في الذاكرة واضطرابات في النطق، كما أصيب هو في يده بجروح. التصريحات السابقة للمتهمة جاءت منافية تماما لوقائع القضية، حيث أكدت أنها قصدت الشقة لتنهي العلاقة، ما أثار غضب الضابط الذي ضربها بعنف قبل أن يصوب مسدسه باتجاهه. وأدين المتهم بعقوبة 15 سنة سجنا. صحفية وصحفي.. ورضيع بلا والدين شهدت محكمة حسين داي حادثة لا تزال راسخة في أذهان بعض عمالها ويتعلق الأمر بصحفية سابقة بالتلفزيون حركت دعوى قضائية ضد عشيقها من نفس المهنة، بعدما رفض الزواج بها. وأثناء جلسة المحاكمة جلبت معها ابنها الرضيع، لتفاجأ قبل المحاكمة بعدد من أهلها يهاجمونها ويحاولون قتل الطفل غير شرعي، ما جعلها ترمي به في حجز محاميتها وتفر هاربة من القاعة ولم يظهر لها اثر منذ ذلك الحين. ووجدت المحامية نفسها تعتني بالرضيع أشهرا، قبل ان يوضع بامر قضائي في مصلحة الطفولة المسعفة بالأبيار. محامية واعتداء على سجينة وجدت محامية نفسها مجبرة على فسخ خطوبتها مع زوجها المستقبلي، عون شرطة بمجلس قضاء العاصمة، مكلف بتأمين قاعات الجلسات وإدخال المساجين إليها. وفي إحدى الجلسات أعجب المعني بمسجونة قال كل من رآها إنها فائقة الجمال، وهو ما جعله يستدرجها في الأدراج المؤدية إلى قاعة الموقوفين ويحاول الاعتداء عليها. محامي يُواعد زميلته بالمحكمة أحيل محامي على العدالة بعدما ألقي عليه القبض داخل إحدى قاعات مجلس قضاء العاصمة في وضعية مخلة بالحياء مع زميلة له، حيث اغتنما شغور القاعة بعدما رفعها القاضي ساعة ليتناول وجبة الغداء. يغازل صحفيات بحثا عن الشهرة ودخلت صحفية سابقة بأحد الجرائد الوطنية في أزمة نفسية جعلتها تتردد في الزواج بعد علاقة عاطفية جمعتها بمحامي اكتشفت أنه متزوج، إلا أن المضحك المبكي في الأمر أن المحامي المذكور يحاول الإيقاع بصحفيات حتى يتصدر صفحات الجرائد بتدخلات لا ترقى حتى إلى المستوى المطلوب في مرافعات المحامين. قاضية تهان بلا سبب وفي هذه الحالة التي نسردها، استثناء، من حيث أن العلاقة طبيعية، لكن التدخل في عمل الشريك يؤدي إلى ما يحمد عقباه، إذ تعرضت قاضية سابقة بمحكمة سيدي امحمد بالعاصمة إلى موقف سخيف من زوجها، إطار شرطة، اتجه إلى قاعة المحكمة ليلا، بعد أن تأخرت في العودة إلى المنزل ونهرها أمام الجميع. ومنه أصبحت القاضية وإلى يومنا تحرص على الفصل في جميع الملفات قبل الساعة السادسة تنفيذا لأوامر زوجها. عندما يفقدُ الناسُ بوصلة التوازن تفكيك العلاقات الاجتماعية- الأسرية بالأرقام يشير تقرير لوزارة العدل إلى تزايد نسبة حالات الطّلاق في الجزائر خصوصًا في السّنوات الأخيرة. وقدّرت حالات الطّلاق في سنة 2010 بحوالي 50 ألف حالة، منها 5628 حالة خلع و24658 حالة طلاق بإرادة فردية من الرّجل، بينما حالات الطّلاق بالتّراضي بلغت 144118 حالة، وهي أرقام مخيفة. وسجّلت في سنة 2008 قرابة 39383 حالة طلاق، وفي سنة 2004 حوالي 30 ألف حالة بين طلاق بالتّراضي والخلع. أسباب واهية هناك حالات طلاق بعد أشهر قليلة من الزواج، أسبابها تافهة وغربية. مثلا كهينة، 25 سنة، تزوجت من شاب كانت تربطها به علاقة غرامية وطُلّقت منه بعد مرور 24 ساعة فقط، والسبب كما قال لها "أنت لست عذراء"، وحينها كانت الشابة حاملا، ومع ذلك تنكّر الزوج للأمر. ومن بين الحالات الغريبة في التلاعب بالرابطة الزوجية وإهانتها تطليق امراة لأنها لا تحسن الطبخ ! ويفسر الأخصائيون الاجتماعيون هذه الغرابات بالقول أن أكبر مشكل للطلاق هو ابتعاد الخطيبين عن الصراحة في فترة الخطوبة ومحاولة كل واحد منهما إخفاء وجهه الحقيقي. وتشير دراسات أخرى إلى أن أسباب الطلاق تقوم بفعل تراكم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، مثل انتشار البطالة، أزمة السكن وانعدام الحوار داخل الأسر. ويقول آخرون إن قانون الأسرة الجديد تسبب في تزايد حالات الطلاق في المجتمع، لأنه أعطى للمرأة أكثر حرية باللجوء إلى العدالة، وذلك بسن الخلع أيضا.