سجلت العديد من الولايات إنتشارا رهيبا لأحد أخطر الأمراض والذي يسمى مرض "إلتهاب السّحايا"، وتمّ إثبات العشرات من الحالات في كلّ من برج بوعرير يج، سطيف، إليزي، الأغواط والمسيلة والجلفة وصولا إلى المدية التي سجّل بجنوبها وحده ما لا يقل عن 23 حالة إلتهاب سحايا بمستشفى قصر البخاري جنوبيالمدية. الأمر الذي يرعب الجزائريين لاسيما مع تصاعد درجة الحرارة هذه الأيام. وتخشى جمعيات تعنى بالصّحة بالمدية أن تكون هناك عديد الحالات غير المسجّلة لاسيما في جنوبالمدية، أين تلجأ الكثير من العائلات إلى التداوي بالطرق التقليدية إعتقادا منها أنّ الأمر يتعلق بإرتفاع عادي لدرجة الحرارة، خاصة لدى الأطفال، الأمر الذي قد يزيد من تفاقم الوضع، على إعتبار أنّ إرتفاع درجة الحرارة لدى الصغار والكبار أحد أبرز أعراض هذا المرض الفيروسي الخطير وهو عبارة عن تورّم البطانة المحيطة بالمخّ. كما تعتبر البكتيريا المسبّب الرّئيسي لأخطر أنواع هذا المرض وهو ما حمل عديد الجمعيات لدقّ ناقوس الخطر بشأن الإنتشار المخيف لهذا الدّاء والتي ربطت إنتشاره الرّهيب بالإتصال المباشر للجزائريين صغارا وكبارا بالأفارقة النازحين إلى الجزائر، الذين تعجّ بهم المدن الجزائرية، حيث يتعايشون معهم دون تحفّظ، على إعتبار أنّ الأطفال الأفارقة غير ملقحين ضدّ هذه الأمراض الفيروسية. وطالبت الجمعيات بتجندّ الجميع لتوعية المواطنين بخطورة المرض الفيروسي للحد من إنتشاره واحتوائه. وتعتمد الوزارة الوصية التكتم إزاء الأرقام المخيفة لهذا المرض الذي أثبتت وجوده معهد باستور بالعاصمة بأكثر من 150 حالة، كما أفادت مصادرنا الصحيّة الجدّ مطلعة أنّ ثمّة برقيات سرية وتعليمات صارمة من الوزارة لمتابعة الموضوع، بتحويل كل حالات إرتفاع درجة الحرارة نحو كبريات المستشفيات وإجراء التحاليل وإخضاع الحالة للمراقبة الطبية.