أبرز رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية، دور الجزائر في مجال الأمن بالمغرب العربي والساحل، موضحا أن أعمال الجزائر ومبادراتها نابعة من "مبدأ عدم التدخل" في الشؤون الداخلية للدول المجاورة مع الحرص على عدم التخلي عن واجب مساعدة هذه الدول في حال تعرضها للخطر أو لتحديات أمنية كبرى. وقال لعمامرة عقب إستضافته بمقر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي "أن الجزائر ما فتئت تقدم دعمها ومساعدتها وتضامنها مع دول المنطقة لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الجفاف والمجاعة واللاأمن والإرهاب والجريمة المنظمة"، بعدما أبرز خبرة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، وقال "بلادنا برزت كعامل استقرار طبيعي وحتمي في المنطقة وهي تلعب دورا رياديا في تسوية الأزمات في كل من مالي وليبيا بفضل سياستها التضامنية وسياسة حسن الجوار التي تروج لها دبلوماسيتها النشطة". وبخصوص ما يجري في دولة مالي، ذكّر رئيس الدبلوماسية الجزائرية بمختلف المبادرات الجارية ومخطط العمل السياسي والأمني والاقتصادي الذي تمت المصادقة عليه من خلال اتفاق الفرقاء الماليين خلال المفاوضات الأخيرة التي عقدت بالجزائر في انتظار جولة جديدة من المفاوضات الموجهة لتعزيز خارطة طريق المفاوضات في إطار مسار الجزائر، وقال "جهود الوساطة الجزائرية على رأس فريق مكون من العديد من الدول والمنظمات الإقليمية توجت بخارطة طريق وإعلان وقف الاقتتال مهدا لمفاوضات جوهرية حول المسائل السياسية والمؤسساتية للدفاع والأمن وكذا حول جوانب تنموية وأخرى تخص الأوضاع الانسانية والعدالة والمصالحة الوطنية". وعرّج لعمامرة على القضية الصحراوية وذكّر بموقف الجزائر إزاء هذا النزاع الذي وصفه "بامتحان مصداقية" حيال مذهب تصفية الإستعمار وحقوق الإنسان، مردفا بالقول "أن الجزائر التي تأوي على ترابها عددا كبيرا من اللاجئين الصحراويين تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، مجددا دعم الجزائر لجهود المبعوثين الخاصين للأمم المتحدة من أجل الصحراء الغربية وقال "إن مسؤولية الإنسداد المقلق الذي يشهده مسار السلم قد تم إثباته في التقرير الأخير لبان كي مون". وفيما يخص الوضع في تونس أبرز لعمامرة دعم الجزائر متعدد الأطراف للإستكمال السياسي للمرحلة الإنتقالية في هذا البلد من خلال الإنتخابات التشريعية والرئاسية المزمع تنظيمهما في أكتوبر ونوفمبر المقبلين. وعن الأزمة الليبية، جدد وزير الخارجية رفض الجزائر لأي تدخل عسكري أجنبي وتمسكها بحل توافقي من خلال مسار سياسي شامل، وذكر بأن عدة أطراف ليبية طلبت تدخل الجزائر لتسهيل مباشرة حوار ما بين الليبيين يجمع كل الأطراف الليبية التي تنبذ العنف والإرهاب وتدعم التعددية الديمقراطية كوسيلة للوصول إلى الحكم. وفيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط لاسيما في العراق وسوريا، أوضح أن الحل الدائم" بغض النظر عن الضرورة الأمنية يكمن في تسوية "الأسباب الخفية" على غرار "التشاؤم العميق" الذي عاشته الشعوب العربية خلال 51 يوما من القصف الإسرائيلي على غزة.