تحقيقات تكشف: موظف بوزارة الثقافة ضمن شبكة للإتجار بالمخدّرات وجدت شبكات ترويج أخطر أنواع المؤثرات العقلية "سوبيتاكس" من وراء البحر طريقها إلى الجزائر بتجنيد تجار تجزئة يستقبلون كميات معتبرة من المادة المهلوسة التي طالما كانت مفقودة بالجزائر، ويفوق ثمن القرص الواحد 3 آلاف دينار. وتوصّلت آخر التحقيقات الأمنية أن الشبكات رسمت مخططا دوليا لإدخال السوبيتاكس إلى الجزائر، انطلاقا من فرنسا إلى ايطاليا ومنه إلى التراب التونسي لتدخل الجزائر، وهو ما كشفت عنه خيوط قضية عالجتها مصالح أمن ولاية الجزائر وانتهت بتفكيك شبكة وطنية تنشط على محور البليدة، العاصمة وبومرداس مع توقيف بارون مقيم بايطاليا. فكّت خيوط الشبكة المتكونة من 11 فردا، إثر معلومات مؤكدة وردت إلى مصالح بخصوص نشاط الشاب المدعو "ع .سفيان " عامل بوكالة كراء للسيارات في الإتجار بالمخدّرات ليتم توقيفه مع المدعو "ب.زهير" على متن سيارة من نوع بيجو 207 وبحوزته 49 قرصا مهلوسا، كان سيتم تسليمها للمدعو "ع .الهادي " قدم من ولاية البليدة على متن سيارة آتوس رفقة "ح .الهادي"، الأخير فرّ من مصالح الأمن وتم توقيف السيارة بعد مطاردة أمنية كاد تستعمل فيها رجال الشرطة الذخيرة الحيّة. المتهم "ع.سفيان "وخلال سماعه على محضر رسمي أفاد، أن صديقه "ع .الهادي" اتصل به وطلب منه شراء كمية من المؤثرات العقلية بغرض الإستهلاك، مفيدا أن المدعو "ب. عبد النور " مموّله الرئيسي وكان يشتري منه بمعدّل ثلاث مرات في الشهر كميات معتبرة من أقراص السوبيتاكس لأنها مفقودة، حيث يصل ثمن القرص إلى ثلاثة آلاف دينار بقيمة مليون و400 مئة سنتيم للصفيحة الواحدة. وأفاد المتهم المحققين بخصوص مرافقه "زهير" أنه كان شريكه في ترويج تلك الأقراص وتم استرجاع من مركبة الأخير بعد عملية تفتيش 34 قرصا مهلوسا من نفس النوع. باشر المحققون تحرّيات عن "ع. الهادي "بصفته الشخص الذي تلقى كمية المخدرات، ويتعلق الأمر بالمكنى "حناشي" كهل في العقد السادس من العمر تاجر ملابس معروف بالبليدة كان يتزود بالمخدرات بالعاصمة نظرا لسعرها الباهض بالبليدة. وفي أخر مرّة تنقل رفقة "ح. الهادي" بسيارته من نوع آتوس لشراء ثلاث صفائح من المخدرات بمبلغ مليون و200 سنتيم من عند "ع .سفيان" غير أن مصالح الأمن كانت تراقب المكان ما جعل يفر قبل أن يتم توقيفهما. السوبيتاكس لتعويض الهيروين وأفاد البحث أن "ع.سفيان "كان من المدمنين على الهيروين ويعالج بمستفى فرانس فانون بالبليدة وحاول استعمال السوبيتاكس في البداية للعلاج من الإدمان على الهيروين، وانطلقت علاقته بالسوبيتاكس بمعدل نصف قرص يشتريه من باب الواد من عند المدعو "عبد النور" وكان يستعملها عن طريق اذابتها في الماء الساخن وحقنها، إلا أن ذلك لم يخفّف عنه حالة الإدمان ووجد نفسه أمام مادة مخدرة باهظة الثمن وغير متوفرة في الجزائر، ما جعله يعتمد على شراء كميات كبيرة عن طريق الإشتراك في جمع الأموال من معارفه من باقي المستهلكين حتى يظفر بتخفيض في السعر، وبهذا تحول سفيان من مستهلك إلى تاجر. تغيير المكان وبطاقة مزوّرة تبقي المموّن بعيدا عن الشبهات سعى المحققون لتحديد هويّة المموّن "ب .عبد النور" الذي غير مكان نشاطه من باب الواد إلى الرويبة وعن طريق استغلال المتهم الأول تم عقد صفقة وهمية مكنت رجال لشرطة من الإيقاع، واتضح أنّه نفس الشخص الذي كان يبيع السوبيتاكس بباب الواد، كما عثر بحوزته على أزيد من 280 قرصا من نفس المادة. أقتيد الموقوف الثاني إلى مركز الشرطة وهناك اتّضح أنه يستعمل بطاقة تعريف مزوّرة، قال إنه وجدها قرب مسجد وعمد إلى تبديلها بصورته ليسهل عليه التنقل دون الوقوع في قبضة الشرطة، كما استعمل نفس البطاقة في شراء شريحة هاتف نقال يستعملها في الاتصال بأفراد الشبكة. وصفات باسم مستوصف الأمراض العقلية لبولوغين وبسماع المتهم "ب. عبد النور" كشف عن هوية شريكه المكنى كمال العنابي، الأخير سخّر منزلا له ببومدراس ليكون ملتقى تجار السوبيتاكس بناء على مذكرة تفتيش داهم المتهمون منزل "كمال العنابي"، وهناك تم حجز وصفات طبية مختومة على بياض تحمل اسم مستوصف بولوغين للأمراض العقلية، وقال كمال إن تلك الوصفات هي ملك للمتهم عبد النور، إلا أن الأخير أنكر علمه بها. سعى المحققون للوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص المشتبه تورطهم في القضية، وباستغلال تصريحات كمال العنابي أفاد أنه يشتري المخدرات من عند المدعو "ب .عبد الرزاق"، الأخير ألقي عليه القبض ومعه 257 قرصا من السوبيتاكس، قال إنه اشتراها من المغترب "س.عماد" ليبيعها بدوره لعبد النور وهنا، اتضح أن عبد النور هو مجرد موزع للمادة المهلوسة. وكان مفاجأة المحققين عندما اكتشفوا أن "ب.عبد الرزاق" هو عون أمن بوزارة الثقاقة وأن معرفته بالبارون الرئيسي "س.عماد" تعود الى 20 سنة. كان موظف وزارة الثقافة حلقة مهمة في الوصول إلى الممون الرئيسي بالمواد المخدرة ويتعلق الأمر بالمدعو "س.عماد"، الأخير كان شخصية تنشط في الظل ولا أحد من التجار الصغار يمكنه الوصول اليه باستشناء الموزعين الرئيسيين عبد الرزاق وكمال العنابي. رئيس طاقم بحري من عنابة ضمن الشبكة توصلت التحقيقات إلى متهمين آخرين، ويتعلق الأمر بكل من "س .نوفل" و"ح.يزيد"، الأخير جاء تفتيش منزله سلبيا بخصوص مبلغ 30 مليون سنتيم المودع بحسابه البنكي بدر بالأبيار فأكد أنه ميراث و"ز.أحمد" المكنى "جهيد"رئيس طاقم بحرية والمنحدر من عنابة وكان يتعامل أيضا مع عبد النور. أرسلت مستندات القضية إلى النائب العام بمجلس قضاء الجزائر بتاريخ 23 مارس من سنة 2014 وأحيلت القضية على محكمة الجنايات عن جرم استيراد وترويج المخدرات في اطار جماعة اجرامية منظمة، والتمست النيابة العامة في حق 11 متهما على رأسهم البارون"س.عماد" عقوبة 20 سنة سجنا وغرامة بقيمة خمسة ملايين دينار ونفس العقوبة لكل من "ب. عبد النور" و"ب.مرزاق "و"ح.يزيد"، أما باقي المتهمين فطالبت ممثل الحق العام في شأنهم عقوبة 15 سنة سجنا مع تغريمهم ب مليون دينار. رأس الشبكة يبقى مجهولا :إنابة قضائية سلبية من السلطات الفرنسية اعترف المموّن الرئيسي "س.عماد"مغترب مقيم بايطاليا بتوفير السوبيتاكس من فرنسا وإدخالها إلى الجزائر عن تونس، وعن مصدر تزويده بالمخدرات بالتراب الإيطالي، كشف عن هوية مغترب مقيم بفرنسا ويتعلق الأمر بالمكنى "مومو"، غير أنه أنكر علمه أن السوبيتاكس يستعمل كمخدر وأن الكميات التي كان يوفرها ويرسلها إلى الجزائر أساس أنها أدوية للعلاج من السرطان. أرسلت السلطات القضائية الجزائرية انابة قضائية إلى نظيرتها الإيطالية لتحديد هوية الشخص المكنى "مومو" الوارد في الملف إلا أن نتيجة الأبحاث عادت سلبية دون تحديد هوية المموّن الفرنسي. تونس بوابة السوبيتاكس لا يزال تصنيف مادة السوبيتاكس ضمن المواد المخدرة يطرح اشكالا كبيرا، خاصة أن المتهمين بحيازتها يبررون استهلاكها وترويجها على أساس مادة علاجية. وفي السياق، أفاد المحامي شايب صادق خلال مناقشته للقضية أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر أن مادة سوبيتاكس تستعمل كعلاج من مخدّر الهيروين، غير أن أغلب المستهلكين يحالون على العدالة. وفي آخر عملية تخص الإتجار بالسوبيتاكس بالجزائر، تمكنت المصلحة الجهوية لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات بعنابة شهر أفريل الفارط من حجز كمية معتبرة من الحبوب المهلوسة قدرت ب 700 قرصا مهلوسا. وفي شهر فيفري الفارط أحبطت مصالح الديوانة التونسية بميناء حلق الوادي عملية تهريب كميات كبيرة من أقراص مخدر السوبيتاكس تم العثور عليها داخل سيارة على ملك لمواطن جزائري قادم من مرسيليا، وتمكنت فرقة تفتيش المسافرين من حجز آلاف الأقراص من السوبيتاكس.