تميزت أشغال اليوم الثاني من الأيام الدراسية الخاصة بحياة المفكر والمستشرق جاك بارك والمنظمة من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلوم الإنسان والتاريخ بولاية تيارت بتقديم عديد المداخلات من طرف مجموعة من المختصين والباحثين في شؤون تاريخ المنطقة وأعلامها حيث افتتح المُحَاوِر سعيد جاب الخير الجلسة الصباحية بتقديمه لمداخلة بعنوان ترجمة وتفكير:قراءة عربية،كتابة فرنسية،من يقرأ لجاك بارك وهي المداخلة التي أثرت النقاش لا سيما من طرف الطلبة وتخللتها مداخلات جوليان بارك ابن جاك بارك الذي كانت تترجم له مداخلات المتدخلين باللغة العربية هذه الأخيرة التي اغتصبت في أول أيام الملتقى وبحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي رئيس المجلس الأعلى للغة العربية سابقا حيث وعلى الرغم من وجود مترجمين يترجمون "لجوليان" باعتباره لا يلثغ اللغة العربية إلا أن اغلب المتدخلين تخلوا عن العربية التي كانت محور جاك بارك والتي كان يجيدها ويحفظ معلقاتها السبع أكثر ممن يتكلمون فعمدوا الى الحديث بلغة فرنسية ركيكة في الكثير من الأحيان جعلت القاعة تهتز أحيانا بالتعليقات الساخرة أعمال جاك بارك أكد المتدخلون على أنها متعذّرةُ المنال بالنسبة للأجيال الجديدة ومردها إلى عدم ترجمتها من الفرنسية إلى العربية على الرغم من أن الفقيه جاك بارك كان يُعنى بعلوم المجتمعات العربية والإسلامية وما حضي به من تكريمات وأدان صاغية في البلدان التي تُعنى بمعرفة أدق تفاصيل مجتمعاتها الدكتور زعيم خنشلاوي باحث دائم بمركز البحوث قدم مداخلة حول ترجمة جاك بيرك للقران والتي أكد فيها انب يرك كان يقول أن اللغة الفرنسية لا تستطيع أن تشرح عديد الكلمات القرآنية فكلمة المهمين لا تعني السيطرة في القران بل هي كلمة روحانية يصعب أن تترجم وهو ما يصعب من إيجاد عبارات مكافئة لها أما احمد بن نعوم الباحث الذي آتى من جامعة بربينيون (perpignan) فقد تطرق في مداخلته الى مفهوم القراءة أو المطالعة ةالتي تتميز في أعمال جاك بارك بمظهرين أساسيين هما :التحليل العميق للقراءة وإعادة القراءة كتقنية لفك تشفيرة الكلمات فأعماله تكون في معظمها نتاج قراءة مستمرة وهو ما أكده الباحث "عمر حاشي" في أشغال اليوم الذي قدم للجمهور الأرشيف الخاص لجاك بارك المتواجد بملحقة المكتبة الوطنية جاك بارك بمنطقة فرندة بولاية تيارت والتي تحتوي على قُصَصَات ورقية بخط يد بارك تُظهر كتابته وإعادة محوه لبعض ما كتب وكتابة شيء جديد فمخطوطاته كلها قراءات وتحتوي على معاني دقيقة توقرها نصوص ترجماته للقران آما المظهر الثاني للقراءة عند بارك فينعكس حسب ما أكده المتدخل في نظرة بيرك للتشكيلات الاجتماعية العربية وخاصة منها العربية والتي ساعده على التمكن منها حياته العلمية في الإسفار والكتابة والتجوال في العالم العربي والإسلامي خصيصا في المغرب مما مكنه من الاختلاط ومعرفة المنطقة تاريخيا وسوسيولوجيا وانثربولوجيا ففكك العلوم التقليدية وقصور المغرب وعقلية الكولون من جهته أعطى جوليان بارك خلال تدخلاته بعضا من الأسرار العائلية لوالده حيث أكد على عشق والده للمطربة داليدا وبالخصيص أغنيتها سالمة يا سلامة إلى درجة أن جاك بارك يقول جوليان انه بكى كثيرا يوم إعلان وفاة داليدا أشغال اليوم الثاني من هدا الملتقى الذي أنعش المركز اختتمت بزيارة للوفد المشارك لملحقة المكتبة الوطنية جاك بارك أين اطلع الحاضرون على أرشيف جاك بارك وعلى مسقط رأسه مدينة فرندة التي تضم اقوى المناطق الأثرية بتيارت على غرار مقابر لجدار وخلوة ابن خلدون بقلعة بني سلامية التي كتب فيها جزءا مهما من كتابه المقدمة وبعضا من كتابه العبر ليبقى ترجمة أعمال جاك بارك السخية مطلب لا بد منه لتستفيد منها الأجيال، حكومات وشعبا لأنها تصورُ فعلاً لركائز مجتمعات المغرب والمشرق واندماجها