مازالت أربع دول من منطقة الساحل وهي الجزائر، موريتانيا، مالي والنيجر تتابع تنسيقها الأمني لمواجهة التدفق الكبير للسلاح من ليبيا نحو المنطقة و كذا تبادل المعلومات لمواجهة خطر القاعدة. وكشفت مصادر مطلعة أن ممثلين عن الدول الأربع عقدوا مؤخرا اجتماعا أمنيا لتنسيق الجهود بشأن كيفية التصدي الانتشار غير المسبوق للسلاح بمنطقة الساحل وكذا تنامي نشاط القاعدة مستفيدة من الوضع الهش الذي نجم عن انهيار النظام الليبي. وذكرت مصادر أمنية مطلعة أن الأزمة الليبية أدت إلى انتشار غير مسبوق للأسلحة بمنطقة الساحل بحيث أصبحت تشكل تهديدا لأمن الدول المجاورة فضلا عن تقوية شوكة تنظيم القاعدة التي يسيطر حاليا على مناطق بأكملها في شمال مالي على غرار غابة واغادو. وأعلن منذ أسابيع عن اختفاء قرابة ألف صاروخ أرض جو بليبيا بعد انهيار نظام ألقذافي دون معرفة وجهتها في الوقت الذي أكد خبراء أنها نقلت نحو منطقة الساحل فيما أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية إرسال خبراء أمنيين لتعقب أثر صواريخ مضادة للطائرات فقدت في ليبيا. وكانت الجزائر قد بادرت شهر ماي الماضي برفقة دول الساحل مثل موريتانيا ومالي والنيجر إلى تشكيل هيئة أركان مشتركة لمواجهة تهديدات القاعدة والتنسيق المعلوماتي و العملياتي في مواجهة الإرهاب وتهريب السلاح في المنطقة. وذكر خبراء لمواقع وصحف مختصة أن هناك مخاوف في دول الساحل إزاء احتمال سقوط أسلحة متطورة في أيدي القاعدة بالصحراء وداخل غابة واغادو العصية على السيطرة من طرف الجيش الموريتاني والمالي، وأن خطوة التنسيق بين دول الساحل الأربع جاءت كردة فعل حاسمة على الأخبار المتداولة بشأن اختفاء بعض صواريخ أرض جو من المخازن الليبية. وعلى الصعيد السياسي أكد متابعون أن فرنسا تدفع نحو تعفن الوضع في شمال مالي للإبقاء على سيطرتها على المنطقة خصوصا عشية الانتخابات الرئاسية في مالي بعد نهاية عهدة الرئيس الحالي آمادو توماني توري وظهور وزير الخارجية الحالي سومايلو مايغا كمنافس قوي له في الانتخابات المقررة العام القادم، وهو شخص لا يحظى بدعم باريس بشكل يجعلها تدفع نحو تثبيت الرئيس الحالي في منصبه. وأكد المراقبون أن عودة حالة الفوضى الأمنية إلى شمال مالي رغم الجهود الجزائرية التي بدلت خلال السنوات الأخيرة لتوقيع اتفاق سلام بين الحكومة والمتمردين التوارق مرده وجود رغبة فرنسية غير معلنة في الدفع نحو الفوضى والنزاع من أجل تسهيل تثبيت توري في الحكم بإعلان حالة طوارئ وتأجيل الانتخابات في الوقت الذي تتابع واشنطن الوضع عن بعد مع محاولة احتواء الوضع الأمني المتردي بالمنطقة. ويشار أيضا إلى أن الرئيس المالي سيقوم خلال الأيام القادمة بزيارة نحو الجزائر بدعوة من الرئيس بوتفليقة لتعزيز التنسيق بين البلدين لاحتواء الأزمات الأمنية المتصاعدة على الحدود.