أسدل الستار أول أمس عن نتائج أولى الإنتخابات الديمقراطية في تونس بعد ثورة الياسمين التي أطاحت بنظام بن علي العلماني، وجاءت النتائج ممهدة لتأسيس نظام جديد بقيادة حزب النهضة الإسلامي، الذي حصد 90 مقعدا من أصل 217 المشكلة لمقاعد المجلس التأسيسي، بالمقابل يأتي هذا في وقت يتخوف التونسيون من فرض نظام إسلامي على المجتمع تكرارا لما عاشته الجزائر أيام الجبهة الإسلامية للإنقاذ سنوات التسعينات. فوز حزب النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي جاء بعد 10 أشهر من انتفاضة الشعب التونسي الذي أطلق شرارتها الأولى البوعزيزي بمدينة سيدي بوزيد، وحسب النتائج النهائية التي أعلنت عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس في ساعة متأخرة من يوم الخميس، فإن حركة النهضة حصلت على 90 مقعدا من أصل 217 التي تشكل المجلس التأسيسي، وجاء في المرتبة الثانية حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ب 30 مقعدا، ثم التكتل الديمقراطي ب 21 مقعدا، و19 مقعدا عادت لقائمة العريضة الشعبية، و17 مقعدا للحزب الديمقراطي التقدمي، واقتسمت الأحزاب المتبقية وكذا المستقلين باقي المقاعد. هذا وسارعت حركة النهضة التي حازت على أغبلية المقاعد إلى إعلان نيتها في تشكيل الحكومة يوم الجمعة، وبدأت مشاورات مع أحزاب أخرى لتشكيل حكومة ائتلافية بعد فوزها في الانتخابات، وقال حمادي الجبالي الأمين العام للحركة في مؤتمر صحفي أن الأولوية في المشاورات هي إنعاش الاقتصاد، وقد رشحت الحركة أمينها العام لرئاسة الحكومة. كما طمأن راشد الغنوشي رئيس الحركة أن هذه الأخيرة ستحترم حقوق النساء ولن تفرض التقاليد الإسلامية على المجتمع، وقال الغنوشي: “نحن نحيي سيدي بوزيد وأبناءها الذين أطلقوا الشرارة ونرجو من الله أن يتقبل محمد بوعزيزي شهيدا”. وسيتولى المجلس التأسيسي وضع دستور جديد للبلاد، وتشكيل حكومة انتقالية وتحديد موعد لانتخابات جديدة من المرجح أن تجرى أوائل 2013.