تشهد أسعار مادة العسل في الآونة الأخيرة ارتفاعا مذهلا على مستوى السوق المحلية لولاية تيزي وزو، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 3000 دج بعدما كان سعره لا يتجاوز ال2000 دج. ويرجع هذا الارتفاع المفاجئ للأسعار حسب مصادر مقربة من مديرية الفلاحة للولاية إلى انخفاض الإنتاج، إذ لم يتم جني سوى 1352 قنطار من العسل هذا الموسم، حيث قدرت نسبة انخفاض المنتوج هذه السنة ب57 بالمائة بالمقارنة مع السنوات الفارطة. ويذكر أن مادة العسل تعرف إقبالا كبيرا من قبل العائلات القبائلية بالأخص خلال موسم الشتاء، وبوجه الخصوص لدى فئة الشيوخ والأطفال، لما للعسل من فوائد في اكتساب المناعة لمحاربة الجراثيم ومختلف الأمراض من سعال وزكام وحساسية وغيرها وكذا استعماله في مختلف الخلطات والأدوية العشبية. وحسب بعض المختصين في تربية النحل، فإن الظروف المناخية كالحرارة الشديدة وقلة الأمطار هي المؤثرة على المردود المتدني لمادة العسل خلال هذا الموسم، بالأخص الفترة الممتدة بين شهري مارس وأفريل، أين أثر تذبذب الأمطار سلبا على عملية الإزهرار، هذا فيما عرف شهري ماي وجوان أمطارا غزيرة، وذلك بعد تساقط الأزهار التي يجلب منها النحل الرحيق لصناعة العسل. من جهة أخرى أثرت الحرائق التي أدت إلى إتلاف أجزاء كبيرة من الغطاء الغابي للولاية على تدني مردود الإنتاج وذلك لكون الغابات المكان المفضل لأغلبية مربي النحل. وتجدر الإشارة إلى الاهتمام الذي يوليه كلا من السكان والسلطات المحلية لتربية النحل، حيث تحتل الولاية المراتب الأولى وطنيا من حيث الإنتاج بحكم تضاريسها وغطائها الغابي المحفز لها النشاط، وبالأخص في السنوات الأخيرة بفضل التسهيلات والإعانات التي تمنحها الدولة في هذا المجال، حيث قامت بتوزيع مجموعة معتبرة من الخلايا على الفلاحين الراغبين في تربية النحل. وقد ساهمت هذه الإعانات في تحسن عملية إنتاج أسراب النحل خلال السنة الجارية والتي بلغت نحو 65 ألف سراب، فيما كان عددها لا يتعدى ال45 ألف سراب، ويذكر أن سعر السراب الواحد يبلغ ال1600دج. وبهدف رفع الإنتاج قررت مديرية الفلاحة رفع عدد الخلايا النحلية التي تحويها الولاية والبالغ عددها 100 ألف خلية وذلك بعد استخراج ما لا يقل عن 45 ألف سراب من الخلايا الحالية. كما تحوي الولاية على 21 مكانا أو خلية موجهة لإنتاج أسراب النحل والملكات التي تعمل على إنتاج ما يسمى بالهلامي الملكي وهو نوع من العسل يمتاز بخصوصيات شافية لعدة أمراض مستعصية. من جهة أخرى تعمل المديرية على تنظيم العديد من الدورات التكوينية والتحسيسة لفائدة مربي النحل بغرض التحسين من طرق التربية للحصول على إنتاج أوفر من العسل، حيث تتوقع المديرية إنتاج ما يزيد عن 2220 قنطار من العسل خلال الموسم المقبل.