ولد المحارب الثوري الدا الحسين بعين الحمام في تيزي وزو في 26 أوت من سنة 1926 وهو ينتمي إلى في عائلة دينية، حيث كان جده الشيخ محند الحسين مرابطا ينتمي إلى الطريقة الرحمانية ، عندما بلغ الرابعة من العمر دخل مدرسة تعليم القران بمسقط رأسه ، وعندما بلغ السادسة تحول إلى المدرسة الفرنسية دون أن ينقطع عن حفظ القران الكريم ليواصل دراسته الثانوية بثانوية تيزي وزو و بن عكنون بالعاصمة، حتى تمكن من نيل شهادة البكالوريا. لم تمنع الدراسة الثائر الجزائري من الالتحاق بصفوف حزب الشعب الجزائريوبعد مجازر 8 ماي 1945، ليكون بعدها من المدافعين و الداعين إلى تكوين منظمة خاصة تتولى تكوير الكوادر العسكرية لتطوير العمل المسلح الذي كلّل بحصول الجزائر على استقلالها، ثم واصل دراسته بعد هروبه من الجزائر عام 1966، وقد حصل على الإجازة في الحقوق من لوزان ثم ناقش أطروحة الدكتوراه في جامعة نانسي بفرنسا عام 1975 وكان تحت عنوان "حقوق الإنسان في ميثاق وممارسة منظمة الوحدة الإفريقية ". بادر ايت احمد مباشرة بعد اصطدام نشاطه وطموحة السياسي بالسياسة التسلطية لأحمد بن بلة إلى إنشاء حزب جبهة القوى الاشتراكية في سبتمبر 1963 ليحاول بعدها قيادة انقلاب على الرئيس بن بلة، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل، حيث أوقف عام 1964 وحكم عليه بالإعدام، ثم صدر عفو في حقه ووضع في سجن لومباز ليقع بعدها اتفاق بينه وبين بلة لم يتم التمكن من توقيع بسبب انقلاب 19 جوان سنة 1965 ووصول هواري بومدين إلى الحكم، ليتمكن بعدها من الهروب من سجن الحراش بالعاصمة ومن ثمة من التراب الوطني في الفاتح ماي سنة 1966، ليعيش بعدها في منفاه الذي اختاره بسويسرا، حيث لم يعد إلى الجزائر إلا مع الانفتاح الذي تبع أحدا أكتوبر سنة 1988، وأصيب خلال السنوات الأخيرة بعدة وعكات صحية كانت الأخيرة في ال25جانفي المنصرم ، حيث تعرض لعدة جلطات دماغية مترتبة عن الأزمة القلبية التي عانى منها سنة 1999 ، ما أفقده القدرة على الكلام لتطول فترة علاجه إلى أن وافقته المنية الأربعاء المنصرم بمستشفى لوزان بسويسرا . زعيم" الافافاس " والأب الروحي للمعارضة المخلصة في الجزائر، بعد أن أسس الجبهة حرص دوما على عدم منح السلطة أي بصيص أمل في إمكانية الدخول في مساومات على مطالب حزبه، حيث رفض في عددي المرات عدة مقترحات وحتى مناصب عرضت عليه على مر أكثر من 50سنة من الاستقلال، فقط لأنه وجد في المعارضة الحل الوحيد لتصويب نظام الحكم في البلاد بعيدا عن تهميش المواطنين أو التنازل عن قناعاته السياسية رغم عمليات خلط الأوراق الممنهجة التي كانت تمارس ضد حزبه خاصة في افريل 2001 والتي أثرت سلبا على أداء "الافافاس". جيلالي سفيان: الدا الحسين رفض إغراءات السلطة..سنواصل المسار رغم الصعوبات عبر رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان في تصريحه ل"السلام" عن الحزن الكبير الذي المّ بالجزائريين والأحزاب السياسية عقب وفاة حسين ايت احمد، مع تشديده أن اسم هذه القامة التاريخية والسياسية في الجزائر كان وسيبقى مربوطا بالتاريخ المعاصر للجزائر وخاصة حرب التحرير والثورة المجيدة ، حيث انه بدأ حياته في المعارضة وبقي فيها فكان تمسكه بمقوماته ومبادئه مضاهيا حسبه لقوة الاستبداد والديكتاتورية التي كانت تميز نظام الحكم ، ذ انه لم يخضع يوما ولم يقبل أية امتيازات اقترحت عليه من قبل السلطة في عديد المرات رغم انه كان يمكن أن ينضم إلى هرمها ويصبح من دواليبها المحركة للبلاد. وعن مصير ومدة صلابة المعارضة لمواجهة نفس السيناريوهات التي مرت على الإيقونة الأخير للنضال الثوري والسياسي في الجزائري ضمن جناح المعارضة ، قال جيلالي أن الدور حان على الجيل الجديد بمختلف تشكيلاته " صحيح أن المعارضة تعيش صعوبات ولديها نقاط ضعف وثغرات ، إلا أن السلطة هي الأخرى في ورطة والبلاد تمر بأزمة، لذا يجب علينا أن نفصل بين العمل بأفكار الدا الحسين ومعطيات واقع الساحة السياسية حاليا" ، حيث أن الكفة المعارضة حسبه تمكنت خلال السنتين الأخيرتين من فرض نفسها والتحرك بأوجه وتشكيلات جديدة تصب أهدافها ضمن المسار المعارض. مناصرة : الدا الحسين .. رجل قلّ أن يوجد بمثله الزمن
اكتفى رئيس حزب جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة في وصفه للفقيد ايت احمد بقوله" الجزائر خسرت زعيما تاريخيا ورجلا عاش حياته كلها للوطن و قل أن يجود بمثله الزمن، لقد ناضل بروح وطنية من اجل استقلال الجزائر و ناضل بعد ذلك من أجل الديمقراطية ووحدة الوطن و يبقي بعد موته رمزا وطنيا لكل المناضلين ". وعقّب مناصرة أن الجزائر فقدت مرة أخرى قامة من قامات الوطن أمثال الشيخ محفوظ النحناح، اعميرات سليمان ، أحمد بن بلة ،عبد الحميد مهري وغيرهم ، داعيا إلى ضرورة الوفاء لقيم نوفمبر والحفاظ على ثوابت وقيم الأمة الجزائرية ووحدة الوطن.
جمال بن عبد السلام: "الدا الحسين رمز تاريخي ، مجاهد ومدرسة وطنية " اختصر رئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام كلمته في الحديث عن القائد الثوري والمناضل السياسي ايت احمد،انه" مدرسة بكل ما للكلمة من معنى وليس السياسة فقط، فان بحثنا عن الوطنية فهي فيه بامتياز، وإذا بحثنا عن القيم النضالية فهو مدرسة فيها، وإذا بحثنا يف شخصه عن الحق الحريات واحترام حقوق الإنسان فهو مدرسة في الدفاع عنها"، "الدا الحسين رمز تاريخي ، مجاهد ومدرسة وطنية ".
حديبي: السلطة دفعت الفقيد إلى المعارضة ..أنا متشائم من مصيرها أفاد المكلف بالإعلام في حزب حركة النهضة محمد حديبي ل"السلام"، انه متشائم من الوضع الذي ستسير عليه المعارضة"، حيث قال "نخشى أن كل ما ناضل لأجله لم يتحقق ولن يجد من يحمل المشعل عنه". وأضاف حديبي، الراحل كان ويؤمن بأفكاره ونهجه منذ معارضته لمسار النظام الجزائري "نتمنى ان تقدم الطبقة السياسية التي تسعى إلى فرض نفسها أن تقدم نموذجا يحتذي بالدا الحسين"، خاصة وانه لم يمكّن أحدا من ليّ ذراعه بفضل عبقريته حتى لا يلقى ضمن معترك مخطط إنشاء الجزائر سنة 1962 ، لذا أقصي إلى المعارضة التي لم يخترها بل فرضت عليه بعد "أن سرقت الثورة من أيدي أبنائها". نائب الآفلان بوشارب: الراحل فرض احترامه على كل التشكيلات بمختلف مشاربها شدد نائب جبهة "الافلان" معاذ بوشارب في تصريحه" أن الدا الحسين كان لا يتكلم إلا إذا وضع الكلام في سياقه، فكان امتدادا لكل الجزائريين دون أن يخص منطقة القبائل فقط "يكفيه فخرا انه من الرجال القلائل الذي قالوا لا للتدخل في شؤون الجزائر في أزمتها التي مرت عليها"، ليتمكن بذلك من الجمع بين الجزائريين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية ، حتى أن الرئيس الأسبق اليمين زروال قال عنه" الجزائر فقدت آخر الرجال من طينة الكبار المدافعين عنها". رئيس الجمهورية يعزي الجزائيين في فقيدهم
أعلن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول أمس عن "حداد وطني لمدة ثمانية أيام عبر كامل التراب الوطني ابتداء من أمس إثر وفاة المجاهد حسين آيت أحمد أحد أبرز قادة ثورة الفاتح نوفمبر 1954" حسبما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية.
واعتبر الرئيس في برقية التعزية التي وجهها إلى كافة أفراد أسرة الفقيد حسين آيت احمد انه كان "قامة تاريخية بأبعاد إنسانية وسياسية أخذت لها مكانا واسعا في تاريخ النضال الجزائري, بل في تاريخ كل حركات التحرر و الانعتاق من ربقة الاستعمار في العالم".
و استرسل رئيس الجمهورية "ماذا أقول في فقيدنا العزيز سوى أنه كان مخلصا لوطنه حريصا على وحدة أمته جريئا في مواقفه وفيا لمبادئه لطيفا في تعامله بناء في انتقاداته شريفا في معارضته لبعض المسؤولين الذين كثير ما اختلف معهم في نمط الحكم وأسلوب التسيير لا يساوم ولا يهادن في قضايا وطنه التي آمن بعدالتها و كافح من أجلها سحابة عمره".
الدا الحسين يوارى الثرى الجمعة القادم بعين الحمام أعلن الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية محمد نبو أمس أن جثمان الفقيد حسين آيت أحمد سينقل الخميس المقبل و سيتم دفنه في اليوم الموالي الجمعة بمسقط رأسه بعين الحمام بتزي وزو. وأضاف ان سهرة ترحم علي الفقيد ستنظم في نفس اليوم بالمقر الوطني للحزب بالجزائر العاصمة فيما سيتم دفن الفقيد يوم الجمعة الفاتح يناير بمسقط رأسه ببلدية آيت يحي بعين الحمام، حيث ستكون مراسم تشييع جنازته "وطنية و شعبية". وأوضح أنه قبل نقل جثمان الفقيد إلى أرض الوطن سيتم تنظيم وقفة ترحم يوم الثلاثاء المقبل بلوزان من أجل السماح لأصدقائه بسويسرا بإلقاء النظرة الأخيرة عليه ".