سكان سوق أهراس يشلون المعبر الحدودي الحدادة غلقت أمس السلطات الجزائرية المعبر الحدودي البري على مستوى ساقية سيدي يوسف بولاية الكاف في الإتجاهين، احتجاجا على إستمرار عمل نظيرتها التونسية بضريبة ال 30 دينارا تونسي المفروضة على الجزائريين القاصدين تونس على متن المركبات. أكدت السلطات الحدودية التونسية بساقية سيدي يوسف لوكالة تونس افريقيا للأنباء، اتخاذ هذا الإجراء من طرف السلطات الجزائرية، موضحة أنه لا ينطبق على المترجلين. كما كشف المصدر ذاته أن عدد من المواطنين التونسيين منعوا من الدخول الى التراب الجزائري على متن عرباتهم، وهو الإجراء الذي تم تطبيقه أيضا على دخول العربات التجارية، في المقابل لا ينطبق هذا الإجراء على الذين دخلوا التراب الجزائري أو التراب التونسي قبل تاريخ أمس الأحد، بما يسمح بعودتهم دون عناء. وفي سياق متصل إحتج أمس المئات من مواطني سوق أهراس أمام المعبر الحدودي الثاني في الولاية ألا وهو الحدادة، وقاموا بشل حركة الدخول و الخروج عبره، وطالبوا بإعفاء الجزائريين المتوجهين نحو تونس من تسديد ضريبة 30 دينار تونسي. هذا وأثار قرار السلطات التونسية فرض الضريبة السابقة الذكر على الجزائريين أصحاب المركبات دون غيرهم جدلا واسعا في الأوساط الشعبية و إمتد إلى الطبقة السياسية، حيث بادرت عديد التشكيلات السياسية بمطالبة الدبلوماسية الجزائرية بضرورة التحرك لإلغاء ما وصفوه ب "الإجراء المجحف"، وشددوا على ضرورة معاملة الجزائري في تونس كما يعامل التونسي في الجزائر والذي لا تفرض عليه لا ضريبة دخول ولا هم يحزنون. جاءت خرجة السلطات التونسية هذه مفاجئة للجزائريين رغم كل ما قدموه من دعم للسياحة بهذا البلد الشقيق في السنوات الأخيرة التي تخبطت فيها تونس في أزمة أمنية حادة ضربت سياحتها في الصميم، هذا وندد الشارع الجزائري أيضا بسوء المعاملة التي يقابل بها كل جزائري يدخل الأراضي التونسية، خاصة بعد أن تطورت الأمور في هذا الشأن لتصل إلى الإعتداء والقتل، وهو ما جعل المئات من المواطنين المنحدرين من إقليم بلدية بئر العاتر في تسبة على سبيل المثال والمناطق المجاورة لها بالمركز الحدودي بتيتة، يحتجون مؤخرا تنديدا بتعرض شاب من البلدية إلى اعتداء بمدينة أم العرائس التونسية من طرف ثلاثة شبان هشموا زجاج سيارته وسلبوه مبلغ ماليا معتبرا من العملة التونسية، بل وإعتدا عليه رجال أمن تونسيون أيضا عندما إستنجد بهم، ناهيك عن حادثة قتل الشاب الجزائري العام المنصرم في الأٍاضي التونسية. دعا التونسيين للضغط على حكومتهم لتتراجع عن قرارها، ماجد البرهومي: "الهدف من الضريبة على السُياح الجزائريين إنعاش الإقتصاد لا غير" أكد ماجد البرهومي، الحقوقي والناشط السياسي التونسي، أن الهدف من لجوء تونس إلى فرض ضريبة على السياح الجزائريين أثناء عبورهم بسياراتهم إلى أرايضها، هو إنعاش الاقتصاد التونسي الذي يعرف تراجعا في السنوات الأخيرة لاغير، نافيا أن أن يكون للقرار أية أبعاد سياسية، داعيا الشعب التونسي إلى التحرك لمطالبة حكومته بالتراجع عن هذا القرار. قال ماجد البرهومي في تصريح خص به "السلام"، "أن لجؤ تونس إلى فرض ضريبة على أشقائنا الجزائريين مقابل الدخول إلى أرضينا بسياراتهم أمر غير مقبول"، موضحا أن الهدف من هذا الإجراء النهوض بالاقتصاد التونسي الذي قال "أنه يعيش أزمة خانقة في السنوات الأخيرة نظرا للوضعية الأمنية الصعبة التي تمر بها البلاد". في السياق ذاته دعا الحقوقي والناشط السياسي التونسي، إلى إيجاد موارد أخرى لخزينة الدولة دون اللجؤ لمثل هكذا إجراءات، مقترحا التفاوض مع اتحاد الشغل وإيجاد حل للإضرابات المتكررة التي يشنها العمال من فترة لأخرى، إضافة إلى تنويع الصادرات والرفع منها دون الاعتماد على منتوج واحد، هذا بعدما طالب التونسيين بالتحرك للضغط على الحكومة قصد التراجع عن هذا القرار، مستبعدا في هذا الصدد أن يؤدي الأمر إلى توتر العلاقات بين الشعبين الذين قال "أنهما تربطها علاقات وطيدة" . جدير بالذكر أن الضريبة التي فرضتها السلطات التونسية على السياح الجزائريين أثناء عبورهم بسياراتهم، لقيت استهجانا واسع النطاق في الأوساط الجزائرية التي اعتبرتها بمثابة "ابتزاز حقيقي". للإشارة ورغم هذا الأجراء سُجل توافد جزائري منقطع النظير على تونس، وظهر ذلك جليا في الطوابير الكبيرة من السيارات التي تنتظر لساعات طويلة أمام مختلف المعابر الحدودية البرية بين البلدين من أجل العبور لقضاء العطلة الصيفية.