سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باحثون يرافعون لأهمية تنشيط ذاكرة الكفاح المشترك لتقوية وحدة الدول المغاربية في ندوة بعنوان "شهداء ورموز للوحدة المغاربية في مواجهة الاستعمار الفرنسي" بمتحف تلمسان
نظم المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان محاضرة بعنوان "شهداء ورموز للوحدة المغاربية في مواجهة الاستعمار الفرنسي"، أشرف عليها الأستاذ بن داود أحمد، من جامعة تلمسان -قسم التاريخ-، أبرز من خلالها رفقة العديد من الباحثين المختصين بطولات الشعوب المغاربية ورفضها لكل أشكال الاحتلال والسيطرة، وتبنيها أسلوبين من الكفاح هما الكفاح المسلح والكفاح السياسي، وشددوا على ضرورة تنشيط ذاكرة الكفاح المشترك لتقوية وحدة الدول المغاربية. أوضح المتدخلون أن هذا الكفاح إمتد من بداية الإحتلال إلى غاية تحقيق الإستقلال، ومر بمراحل مختلفة، بدأ بمرحلة المقاومة المسلحة التي اندلعت منذ الإحتلال وقد تبلورت الأفكار السياسية وإتضحت مطالبها الوطنية التي أعطت دفعا قويا للكفاح السياسي من خلال قوة برامجها وأصالة ثقافة قادتها في كل من الجزائر، تونس والمغرب، وإستطاعت فرض وجودهاعلى المسرح السياسي العالمي، وناضلت فيها أعداد هائلة من الوطنيين أملا منهم في تحقيق الإستقلال، وتم الإستشهاد في هذا الصدد بفرحات حشاد من تونس، وأحمد رضا حوحو من الجزائر، وعلال بن عبد الله من المغرب، كلهم قدموا أرواحهم فداء للوطن وأعطوا درسا في الوطنية الحقة لتحقيق الإستقلال الوطني التام ودعم مشروع الكفاح التحرري من الاستعمار الفرنسي، وهذا ما جعل منهم جبهة موحدة في مواجهة الاستعمار المشترك وخاصة من خلال الإلتفاف حول أهداف التحرر، وهذه القواسم المشتركة في الأفكار والمبادئ وفي العمل الميداني والمقارنة بين المناضلين ذات فائدة علمية هامة. وتندرج هذه المحاضرة في إطار التذكير بالنخب السياسية الثورية الفعالة والبارزة في التاريخ المغاربي السياسي المعاصر، التي تمكنت من فرض وجودها الفعلي في الساحة السياسية العالمية، فاستطاعت كل شخصية المساهمة في النضال الذي أسهم بشكل فعال في تحقيق إستقلال الشعوب المغاربية. بالمناسبة شدد الباحثون على أهمية مثل هذه الندوات الفكرية في تنشيط ذاكرة الكفاح المشترك والعمل الوحدوي الميداني، وأشاروا إلى أن فكرة الوحدة بالمنطقة كانت حاضرة منذ القدم ومازالت قائمة إلى يومنا هذا نظرا للعوامل المشتركة كالدين واللغة والانتماء لفضاء جغرافي موحد، كلها عوامل ساهمت بشكل مباشر في بلورة العمل الوحدوي لدى رواد الحركة الوطنية وتقوية الشعور لدى الشعوب بضرورة التضامن فيما بينها للتصدي للإستعمار.