يعتبر بيت الزوجية أفضل مكان لحل الخلافات التي تنشب بين الزوجين، لكن بعض المظاهر التي أصبحنا نشاهدها تدفع للاستغراب، حيث يقوم بعض الأزواج بتأنيب زوجاتهم في الشارع أمام مرآى ومسامع الجميع وقد يصل الخلاف حد الضرب. تتعرض بعض الزوجات إلى إهانة كبيرة من طرف أزواجهن في الشارع أمام المارة، حيث لا يتمالك أزواجهن أنفسهم لمجرد كلمة أو تصرف صدر منهن ولو بحسن نية وأحيانا دون سبب لتجد الزوجة نفسها أمام موقف محرج، خاصة عندما يرمقها المارة بنظرات الشفقة، وهذا ما حدث مع إحدى السيدات والتي كانت برفقة زوجها في أحد شوارع العاصمة، ولأنها لم تكن تقوى على السير بسرعة زوجها كانت تسير خلفه، وهذا ما أثار انزعاجه، حيث طلب منها أن ترافق غيره من المارة بصوت عال ونبرة حادة، ولأنها تعرف طباعه جيدا، اكتفت بالصمت، إلا أن هذا التصرف الحكيم لم يشفع لها، حيث واصل صراخه وطلب منها السير بجنبه، ولأن تصرفه هذا أربكها أصبحت تسير بسرعة كبيرة فسبقته، وهذا ما زاد الطين بلة، وبدأ يتهمها بأنها لا ترغب في السير بقربه، ورغم شرحها له، إلا أنه واصل في اتهاماته لدرجة لفتت انتباه الأشخاص المتواجدين بالرصيف المقابل. إن أكثر شخص يشعر بالإزعاج من الصراخ والتأنيب في الشارع هو الزوجة، حيث لا يجد بعض الأزواج في مناقشة المشاكل الشخصية في الشارع أي إحراج وغير مبالين بالآخرين، حتى وإن أثاروا انتباههم، ومنهم من لا يجد مانعا حتى في صفع زوجته، وهذا ما حدث مع «حنان» صاحبة ال26سنة، والتي فتح زوجها بابا لنقاش حاد ولم يحل له الأمر إلا في الشارع، ولأنها حاولت توضيح الأمور له فاجأها بصفعة على خدها أربكتها وأثارت استياء المارة من زوجها، ولم تجد هذه الأخيرة من حل غير تركه واقفا والمغادرة بمفردها، حيث تقول «لقد صدمني بفعلته، صحيح أنه مزاجي وعصبي، ولكن ليس لدرجة أن يضربني في الشارع، وهو الأمر الذي لم أحتمله وجعلته يدفع ثمنه غاليا لدرجة أنه أصبح يتوسل لي لأصفح عنه، وهذا حتى لا يكرر ذلك مرة أخرى». وتتعدى معاملة بعض الأزواج الصفع إلى الركل والدفع بقوة ويصحبهما وابل من السب والشتم وهو ما حدث مع إحدى السيدات في محطة للحافلات، والتي بدأ زوجها بتأنيبها لوقت طويل، لتقرر بعدها ركوب الحافلة في الوقت الذي بقي فيه هو خارجها، فأمرها بالنزول ولما رفضت ذلك صعد إليها وبدأ بركلها وضربها، ثم قام بجرها أمام الركاب الذين حاولوا التدخل، فمنعهم من ذلك باعتباره زوجها ولا يحق لأحد التدخل بينهما. أما سعيدة، فتؤكد أن طبيعة زوجها الذي وصفته بالعصبي هي التي تجعله يفتح ملف المشاكل في الشارع، والتي يتحدث عنها بشكل يثير انتباه الآخرين، حيث تقول «لقد تعودت على هذه الصفة السلبية التي يتميز بها زوجي لدرجة أن أفراد عائلتينا تأقلموا مع الوضع، إذ أنه يتكلم معي ويصرخ أمامهم وفي الشارع، وبعد فترة يكلمني بهدوء وكأن شيئا لم يحدث، وهو الأمر الذي لم أتمكن من تغييره في طباعه» صحيح أن الكثير من الأزواج يشكون من وجود المشاكل في علاقاتهم الزوجية، إلا أن هذا لا يعني مناقشتها ومحاولة حلها في الأماكن العامة، لأن ذلك سيعقدها أكثر، وأفضل حل هو مناقشتها بهدوء في المنزل للوصول إلى حل يرضي الطرفين.