أفاد الوزير الاول عبد المالك سلال لدى حلوله الخميس الماضي بمطار تونسقرطاج الدولي، أن اجتماع اللجنة الكبرى المشتركة بين البلدين، هو مسار تم انتهاجه منذ سنوات لتدعيم أواصر التقارب والتعاون الثنائي.. وأشار بلاغ صادر في نفس اليوم عن رئاسة الحكومة أن سلال أكد في تصريح له أن هذا التعاون سيتم تدعيمه ومواصلته مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالتوقيع على عديد الاتفاقيات الهامة في عديد المجالات كما أن زيارته إلى تونس تأتي في إطار المشاركة في أشغال الدورة 21 للجنة الكبرى المشتركة التونسيةالجزائرية. وأضاف الوزير الأول سلال الذي كان في ضيافة رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد في استقباله أنه جاء إلى تونس يحمل "رسالة مودة وأخوة وصداقة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى أخيه الرئيس الباجي قائد السبسي. وأكّد المسؤول الجزائري أنّ العلاقات الثنائية بين تونسوالجزائر متميزة وجدّ إيجابية قائلا في هذا السياق: "نحن مطمئنون ما دامت تونسوالجزائر اليد في اليد". يذكر أن العلاقات التونسيةالجزائرية عرفت تطورا هاما تمثل خاصة في تكثيف نسق التشاور بشأن ملفات التعاون الثنائي والقضايا السياسية محل الاهتمام المشترك وتوقيع عدة اتفاقيات هامة.. كما أدى رئيس الحكومة يوسف الشاهد زيارة رسمية إلى الجزائر في 9 أكتوبر 2016. فوضى الجماعات في المشهد الليبي تهدد المنطقة المغاربية بأسرها الملف الليبي على طاولة المباحثات التونسيةالجزائرية انطلقت الخميس 9 مارس 2017 بالعاصمة التونسية أشغال اللجنة العليا المشتركة التونسيةالجزائرية تحت إشراف أعلى هرم في الحكومتين، يوسف الشاهد وعبد المالك سلال. وانتهت أشغال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بتوقيع 9 اتفاقيات شراكة وتعاون ثنائيين شملت مختلف المجالات، من ذلك الأمنية. وثمّن الوزير الأول عبد المالك سلال، لدى استقباله بقصر قرطاج من طرف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات التونسيةالجزائرية التي تجسمت في التنسيق الثنائي المتميز بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة الأمنية والاقتصادية. من جانبه، جدد السبسي، وفق بيان لرئاسة الجمهورية التونسية، "حرص تونس واستعدادها الدائم لمزيد تكثيف التعاون وتنويعه مع الجزائر خصوصا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين وتعزيز التنسيق والتشاور معها في المجالين الأمني والعسكري لمجابهة مختلف التحديات التي تواجه البلدين". اجتماع بين السبسي وسلال لا بد من فك اللغز الليبي الملف الليبي وآخر التطورات التي يشهدها هذا القطر كانا بدورهما من أبرز عناوين اللقاء الذي جمع بين الرئيس التونسي والوزير الأول الجزائري، حيث تم التأكيد على أن "الحل في ليبيا لا يمكن أن يكون إلاّ توافقيا وسلميا من خلال التشاور والحوار بين مختلف الأطراف الليبية بمساعدة دول الجوار تونسوالجزائر ومصر"،وفق المصدر ذاته. كما تطرق اللقاء بين السبسي وسلال إلى ضرورة "مواصلة التنسيق والتشاو لإنجاح مبادرة رئيس الجمهورية التونسية لدعم التسوية السياسية الشاملة في ليبيا والعمل على تحقيق نتائج ملموسة تمهّد الطريق لعقد قمة ثلاثية بالجزائر على مستوى رؤساء الدول الثلاث"، بحسب ذات البيان. وتقود تونس مبادرة لدعم التسوية السياسية الشاملة في ليبيا ضمن آلية دول الجوار الثلاث تمخضت عن توقيع إعلان تونس لحلحلة الأزمة في شهر فبراير الفارط. وفي هذا الإطار، من المنتظر أن تنعقد خلال الفترة القليلة المقبلة قمة ثلاثية مشتركة بين رؤساء كل من تونسوالجزائر ومصر بغاية إيجاد حلول للأزمة التي تشهدها الجارة الليبية. المال والأعمال في الزيارة رئيس وزراء الجزائر يزور تونس واتفاقات اقتصادية وأمنية توّجت زيارة الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال إلى تونس، بدعوة من رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، بإمضاء عديد اتفاقيات التعاون ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، ذات أبعاد تنموية، اقتصادية، وأمنية. وأشرف الشاهد وسلال، صباح الخميس الماضي، على أعمال الدورة الحادية والعشرين للجنة المشتركة الكبرى التونسيةالجزائرية، التي تمّ خلالها إمضاء عدد من الاتفاقيات، ومنها اتفاق تعاون في المجال الأمني يهدف إلى دعم قدرات البلدين في مواجهة التحديات الأمنية الماثلة، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتكوين بين البلدين. وأوضحت وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه تمّ إمضاء مذكرتي تفاهم في ميداني حماية المستهلك ومراقبة نوعية السلع والخدمات، فضلاً عن مذكرة تفاهم حول إنشاء لجنة ثقافية مشتركة، تعد بادرة جديدة لدعم مسار العلاقات وما توليه تونسوالجزائر من أهمية للمجال الثقافي ولدعم أواصر الأخوة والتواصل في نشر ثقافة السلم والتضامن. أما في مجال التشغيل، فقد تمّ إمضاء البرنامج التنفيذي لاتفاق التعاون لسنتي 2017-2018. بدورها حظيت مجالات المرأة والأسرة والطفولة والمسنين باهتمام أشغال اللجنة المشتركة الكبرى، فتمّ إمضاء البرنامج التنفيذي لعامي 2017-2018، إضافة إلى البرنامج التنفيذي في مجالي الشباب والرياضة وبرنامج تنفيذي لبروتوكول تعاون في مجال الشؤون الدينية الذي يهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات التكوين وتبادل الخبرات ومحاربة التطرف ونشر القيم السمحة للدين الإسلامي، إلى جانب المصادقة على الاتفاقية المتعلّقة بضبط الحدود البحرية. عدم الانجرار نحو الفوضى التي تعيد الجميع إلى المربع الأول التنسيق الأمني لمحاربة الإرهاب اعتبر الخبير الأمني والعسكري مختار بن نصر، أنّ زيارة رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال "مهمة جداً"، ليس على المستوى الأمني فحسب، بل على المستوى الاقتصادي أيضاً، مشيراً إلى تردّي الوضع الأمني في ليبيا، في الفترة الأخيرة، وبالتالي هناك إمكانية لنسف المبادرة التي أعلنها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، وإفشالها، وبالتالي فإنّ زيارة رئيس الوزراء الجزائري تمثل فرصة لمزيد التباحث وتقريب وجهات النظر مع مصر، كذلك من أجل حلحلة الوضع الأمني الليبي المتدهور، والذي يضرّ أساساً بمصالح تونس، ثم مصر والجزائر. وأهمية هذه الزيارة للوزير الأول الجزائري تتمثل في مزيد التنسيق، والتحاور بشأن ما يمكن فعله، في ظل فوضى جديدة في الواقع الليبي، وخاصة لتحريك المبادرة السياسية، والسيطرة على الوضع والعمل من أجل عدم الانجرار نحو الفوضى التي تعيد الجميع إلى المربع الأول، وربما تكون سبباً في اندلاع حرب أهلية، وهو ما يضرّ بمصالح كل من تونسوالجزائر ومصر. أما على المستوى الاقتصادي؛ فقد أكد بن نصر، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، أنّ للزيارة أهمية خاصة في ظل الحديث عن مشاريع استثمارية تونسية جزائرية في المناطق الحدودية بين البلدين، مشيراً إلى أهمية تحريك بعض المشاريع المشتركة المعطّلة ومنها معمل للمحركات، وآخر للإسمنت الأبيض، إلى جانب المناطق التجارية الحرة، وهي فرصة لإثارة هذه المسائل وطرحها على طاولة المفاوضات الحقيقية. لإرساء شراكة استراتيجية اقتصادية فاعلة التعاون بمجالي السياحة والطاقة أكد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، ضرورة تطوير التعاون وبحث سبل تعزيزه، منوّهاً بالحركية الإيجابية بين تونسوالجزائر، على الصعيدين الأمني والعسكري، إلى جانب مجالات السياحة وقطاعات الطاقة والنقل وتكنولوجيات الاتصال، مؤكداً توفير تونس لجميع الظروف الطيبة لاستقبال السياح الجزائريين وتحسين ظروف إقامة الجزائريين بيننا. وأشار الشاهد في مؤتمر صحفي، مع رئيس الوزراء عبد المالك سلال، إلى مختلف أطر التعاون من لجان قطاعية وفنية وفرق عمل مشتركة، مشدّداً على أنّ الدورة الحالية للجنة المشتركة تناولت جملة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجال التنموي والاقتصادي، لا سيما تنمية المناطق الحدودية وتحسين ظروف عيش ساكنيها. وأعرب الشاهد عن أمله في أن يستكمل الجانبان التونسيوالجزائري، في أقرب الأوقات، مباحثاتهما فيما يتعلق بتفعيل الاتفاق التجاري التفاضلي ومراجعته في اتجاه تحسين الامتيازات التعريفية المتبادلة وتوسيع قائمة المنتجات بها، ضماناً لإرساء شراكة إستراتيجية اقتصادية فاعلة، تمكّن من دفع المبادلات التجارية وتوسيع قاعدتها. من جهته، أشاد رئيس الوزراء الجزائري بتميّز العلاقة بين تونسوالجزائر، على المستوى السياسي والأمني والعسكري، وخاصة في المناطق الحدودية، في مقاومة الإرهاب والتهريب، إلى جانب التعاون الاقتصادي، بما يدعم تشبيك المصالح بين الفاعلين الاقتصاديين بين البلدين الشقيقين. وشدّد سلّال على أنّ العلاقات الثنائية بين تونسوالجزائر "متميزة جداً"، قائلاً: "نحن مطمئنّون، ما دامت تونسوالجزائر اليد في اليد".