كانت الجزائر حذرت الليبين من الخطة التي كشفتها جريدة "ذي غواردين" البريطانية قبل أيام كشفت جريدة "ذي غوارديان" البريطانية قبل أربعة أيام أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عازمة على تطبيق خطة لتقسيم ليبيا إلى ثلاثة مناطق لوضع حد للفوضى التي عصفت بالبلاد منذ مقتل القذافي وسقوط طرابلس. الفكرة جادة ومتقدمة بحيث عرضها ممثل عن البيت الأبيض أمام ممثلين عن بلدان أوروبية من بينها فرنسا وهذا ما يؤكد المخاوف الجزائرية التي طالما نادت إلى التعجيل بإيجاد حل توافقي للأزمة ولكن لا الحكومات المتعاقبة ولا الجماعات المسلحة ولا أحزاب المعارضة كانوا في مستوى الطرح الجزائري وأجل الحل إلى حين. تقسيم ليبيا إلى ثلاث ولايات كانت تقسيما للباب العالي – السلطنة العثمانية- التي كانت تعمل من إيالات طرابلس الغرب وبنغازي والفزان ولكنها كانت ولايات متكاملة في تشكيل ليبيا. وبالرغم من أن بعض الأوروبيين أظهروا انزعاجا إلى حد ما بقولهم أن الخطة هي "أسوأ الحلول" إلا أنها ماضية إذا تم الإمضاء عليها من طرف الرئيس ترامب. الفوضى الليبية قد تخدم المصالح الغربية في المنطقة لا تزال الجزائر تحذر ليبيا من انتشار السلاح الذي أصبح العدو الأول لليبيا ولدول الجوار ولأمن المنطقة المغاربية والصحراء والساحل واستقرارها فانتشار السلاح مفتاح التمرد والأعمال المسلحة بكامل الصحراء والساحل الافريقي. وكانت الجزائر حذرت من مغبة ترك المليشيات تتحكم في ليبيا حتى استفحل الأمر بحيث يصعب اليوم اجتثاث هذه العصابات المسلحة التي أبقت السلاح المنهوب من ثكنات القذافي في أيديها مرغمة الحكومات المتعاقبة في طرابلس على التحصن داخل الوزارات والاختفاء بالليل والنهار بينما تبسط المليشيات سيطرتها على كل أنحاء البلاد لا سيما الفزان في الجنوب بمحاذاة الجزائر حيث تتمركز الجماعات المسلحة الداعمة للقاعدة ببلاد المغرب وللدولة الاسلامية "داعش". ولا تزال السلطات الامنية الجزائرية تعاني من عدم تعاون الطرف الليبي معها إذ لا تزال صحراء ليبيا تمثل ملجأ آمنا لمئات الإرهابيين لا سيما وأن الفزان في الجنوب الليبي خارج عن سيطرة الدولة تماما. وقد شددت مصالح الأمن والجيش من إجراءات الأمن، حيث منعت نقل عدة أنواع من البضائع أهمها المحروقات ليلا في الجنوب، وتقرر أن تنقل هذه البضائع بحراسة أمنية، فضلا عن قيام وحدات متخصصة من الجيش في نصب كمائن وتفتيش مناطق واسعة من الصحراء في المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية من الصحراء. وكانت قوات الأمن الجزائرية اعتقلت زهاء مائتي ليبي بتهمة تهريب أسلحة للجماعات الإرهابية على الحدود بين البلدين منذ العام 2011. وغيرت الحرب في ليبيا نشاط المهربين، حيث انخفض نشاط تهريب السجائر من الحدود الجنوبية نحو الشمال إلى أدنى مستوى له على الإطلاق منذ أكثر من 20 عاما، وتحول المهربون إلى عمل أكثر ربحية هو تهريب السلاح والذهب من ليبيا، ونقل الوقود والأدوية من الجزائر نحو الشرق. واشنطن والبحث عن قاعدة عسكرية بالمغرب العربي أو بالساحل الإفريقي أول الضحايا سيكون دول المغرب والساحل لا الولاياتالمتحدة تكررت تحذيرات من مصادر مستقلة في الدول الغربية من أن الولاياتالمتحدة لا تبحث إلا عن تفاقم الأزمة في ليبيا لوضع موطئ قدم فيها وهذا الموطئ اسمه "أفريكوم". ولم تخف هذه المصادر قلقها من أن "أفريكوم" تحوم حول ليبيا منذ البداية وكانت مستعدة للمشاركة في تدخل أرضي لو أتيح لها ذلك غير أن القصف الجوي كان أقل تكلفة وأنيط بحلف الناتو. واقترحت "أفريكوم" وهي القيادة العسكرية الأمريكية الخاصة بالقارة الإفريقية أن تتخذ من الفزان الليبي مقرا لها وهذا ما قد يسمح لها بالخروج من دائرة البحث عن "مأوى" منذ أن رفضت الجزائر أن تنشيء واشنطن قاعدة عسكرية بالمغرب العربي أو بالساحل الإفريقي لأن ذلك من شأنه أن يبرر النداء إلى الجهاد ضد الصليبيين –بحسب أدبيات القاعدة الجهادية- ويجعل الحشود تلتف حول الجماعات الإسلامية لمحاربة "أفريكوم" وهكذا سيكون أول الضحايا دول المغرب والساحل لا الولاياتالمتحدة. وهذا ما أكده أيضا عالم الاقتصاد والباحث المصري سمير أمين، انه لن يظل اي شيء في العالم العربي كما كان عليه الحال قبل الثورات العربية وأن حركات الاحتجاج العربية ستمثل تحديا للنظام الاجتماعي الداخلي للدول العربية ومكانتها الاقليمية والدولية. وقال أن هناك العديد من المخاطر، بما فيها، وعلى المدى القصير، سيطرة القوى الرجعية. وهذه بالمناسبة خطة أمريكية، ومدعومة من أوروبا. أما بخصوص الوضع الليبي فقد وصفه بأنه "كارثي"، ويختلف عما هي الحال في تونس ومصر. وفي حقيقة الأمر فان كلا الطرفين في ليبيا ليسا بأفضل من بعضهما البعض، إذ إن المجلس الانتقالي يعج بالقوى الرجعية. وأما بالنسبة للولايات المتحدة فان ما تسعى إليه ليس النفط، لأنهم يحصلون عليه بطبيعة الحال، وإنما هدفها هو انشاء قيادة عسكرية أمريكية لقارة افريقيا، وتوجد هذه القيادة حاليا في شتوتغارت بألمانيا، لان الدول الإفريقية رفضت إنشاءها على أراضيها. وأما بالنسبة لمخاطر انقسام ليبيا إلى أكثر من دولة فان الولاياتالمتحدة ترغب بتطبيق السيناريو العراقي في ليبيا". في ظل تراخي الحكومة الليبية والصراعات الداخلية والحرب بين الفصائل المسلحة تحذيرات بشأن ليبيا مع رصّ "داعش" لصفوفه بعد أن قصفت قاذفات من طراز ب 52 معسكر تدريب تابع ل"داعش" في ليبيا في يناير، ما تسبب في مقتل أكثر من 80 مسلحا، ابتهج مسؤولون أمريكيون بشكل خاص. في أعقاب فقدان معقله الساحلي في سرت في الشهر السابق، بدا أن التنظيم المتطرف يتراجع. لكن مسؤولي مكافحة الإرهاب الغربيين والأفارقة يقولون الآن إنه إذا كانت الضربة المزدوجة شكلت انتكاسة للجماعة الإرهابية في ليبيا - والتي كانت تعتبر كأكثر فروع "الدولة الإسلامية" فتكا خارج العراق وسوريا - فإن قادتها يعيدون تجميع صفوفهم بالفعل، مستغلين في ذلك الفوضى والفراغ السياسي الذي يجتاح ليبيا. وقال الجنرال توماس د. والدوسر، رئيس قيادة افريقيا في البنتاغون، أمام مجلس الشيوخ هذا الشهر إنه بعد طردهم من سرت، كان العديد من المسلحين من تنظيم "داعش"، ينتقلون إلى جنوب ليبيا. وأضاف الجنرال والدوسر "أن عدم الاستقرار في ليبيا وشمال افريقيا قد يكون أهم تهديد على المدى القريب لمصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها". دولة ينخرها العنف ومقسمة تنتشر فيها ميليشيات مستقلة مدججة بالأسلحة فوضى الحكومات والفصائل لا تزال ليبيا دولة ينخرها العنف ومقسمة تنتشر فيها ميليشيات مستقلة مدججة بالأسلحة، وتفتقر إلى الحكم الشرعي والوحدة السياسية. طرابلس العاصمة، يسيطر عليها خليط من الجماعات المسلحة التي أقامت إقطاعات محلية وتنافس على السلطة منذ انتفاضة ليبيا عام 2011. ويقول زكريا نغوبونغ وهو مسؤول عسكري تشادي رفيع المستوى: "إن ليبيا تنحدر إلى الفوضى"، وذلك على هامش إشرافه على تدريب حول مكافحة الإرهاب هنا في العاصمة التشادية شارك فيه 2000 من القوات والمدربين الأفارقة والغربيين، ليخلص : "إنها برميل". وقد هرع جيران ليبيا لدرء خطر المقاتلين الإسلاميين الذين يلتمسون الملاذ الآمن داخل حدودهم أو يحاولون تجنيد شبابهم لرص صفوف التنظيم المنهك. تونس التي عانت من عدة هجمات إرهابية مدمرة في السنوات الأخيرة بنت بالفعل جدارا ترابيا بطول 125 ميلا يمتد حوالي نصف طول حدودها مع ليبيا في محاولة لمنع المسلحين من التسلل. منذ الصيف الماضي، كانت الولاياتالمتحدة تقوم بعمليات مراقبة بطائرات بدون طيار فوق ليبيا انطلاقا من قواعدها في تونس، وهو توسع كبير في تعاون مكافحة الإرهاب في البلاد مع البنتاغون. فشل متكرر لكل الساسة الذين يتسيدون المشهد الليبي الليبيون يطالبون بسيف الإسلام معمر القذافي لإنقاذ ليبيا طالب النشطاء السياسيون بليبيا بسيف الإسلام معمر القذافي كشخصية محورية أجمع عليها الليبيون لإنقاذ ليبيا بالتزامن مع البحث عن حل جذري للمشاكل التي تعانيها البلاد، بسبب التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، بعد إسقاط نظام الزعيم الليبي الراحل، منذ سنة 2011. وبرز بشكل أكبر من أي وقت سابق أسم سيف الإسلام معمر القذافي، كشخصية محورية يمكن أن يجمع عليها الليبيون في الخروج بحل ينقذ البلاد مما تعانيه. وتابع النشطاء خلال صفحاتهم أن سيف الإسلام قدم مشروعًا مهمًا، وصفته الأوساط العالمية بالإصلاحي، الذي عُرف في البلاد باسم مشروع "ليبيا الغد"، وتضمن عدة مشروعات في مختلف المجالات كالإعلام والتنمية والتحول الاقتصادي والاجتماعي، الذي توقف بسبب أحداث فبراير 2011. مؤكدين أن سيف الإسلام يحظى بقبول شعبي كبير ليس في أوساط مؤيدي والده فقط، بل في صفوف شريحة كبيرة ممن ينتمون لتيار "فبراير"، ولعل تكرار رفع صوره والشعارات التي تطالب بمنحه فرصة للقيام بدور في ليبيا، خير دليل على ذلك، حيث شهدت كبرى المدن الليبية مظاهرات شعبية رافضة للحكومات المتعاقبة في البلاد، ورفع فيها المتظاهرون صور نجل القذافي ولافتات تحمل شعارات تنادي بتمكينه من القيام بدور محوري في إنقاذ البلاد.