تشهد الحملة الانتخابية بسطيف، بعد مرور أكثر من أسبوع على انطلاقتها، استمرار الهفوات والكوارث للأحزاب السياسية، التي تأكدت أن الشعب يتفاعل سلبا مع مجرياتها، بدليل عدم توافده على القاعات لحضور التجمعات الشعبية المخصصة للتشريعيات المقبلة المقررة يوم 4 ماي المقبل، وهو ما جعل القائمين على الحملات الانتخابية لمختلف الأحزاب يفضلون العمل الجواري، في محاولة منهم لاستقطاب الناخبين. ويبدو أن الصفعة التي تلقاها حزبي السلطة الافالان والأرندي منذ بداية الحملة بسطيف، جعلتهم يفكرون في طريقة أخرى لإستمالة الناخبين بعاصمة الهضاب، حيث قرر حزب التجمع الوطني الديمقراطي، إقامة حفل فني ساهر من إحياء بعض المغنيين غير المعروفين بسطيف على غرار "البزّ" بقاعة دار الثقاقة والدخول للنساء فقط، وهو ما استغربه الشارع السطايفي كثيرا خاصة وأن "المستوى" نزل لدرجة كبيرة من حزب المفروض أنه الثاني في البلاد بعد الحزب العتيد، وهو ما جعل المواطنين يعلقون كيف لحزب ينظم حفلات غنائية لاستقطاب الناخبين يمكن له قيادة دولة وتشريع قوانين مهمة لفائدة الشعب. وفي مقر الحملة الانتخابية للحزب الغريم الأفالان، يفكّر القائمون عليه حسب مصادرنا تنظيم "مونولوق" للأطفال والشباب قبل التجمع الشعبي الذي سينظمه الأمين العام للحزب ولد عباس يوم 20 أفريل المقبل حسب نفس المصادر في محاولة لعل وعسى تأتي بالجديد خاصة وأن الأيام الأولى للحملة بينت للأفالان أن فرسانهم في القائمة الانتخابية لن ينالوا رضا الناخبين إلا إذا قررت الدولة تخصيص "الكوطة" مثلما جرت العادة. ولم يتخلف حزب عمارة بن يونس عن الموعد وأكد بأنه هو أيضا بإمكانه تنظيم الحفلات والتجمعات الفنية، بعد أن قرر القائمون على حملته تنظيم عرض مسرحي و"سكاتشات" بحضور مايكل ليس جاكسون المتوفى بل "مايكل جديد" والغريب أن الملصقات المخصصة للعرض حملت عنوان "دعوى" وليس "دعوة" لأن المصطلح الأول قانوني ومخصص للدعاوى القضائية وليس الفنية، ويبدو أن الأمر اختلط عليهم بفعل ضغط الانتخابات. وأكد الفجر الجديد بقيادة متصدر القائمة أنه قادر على ركوب الموجة بعد أن فكرّ في تنظيم حفل كبير حسب مقربيه بالعلمة من إحياء الفنان وملك الأغنية السطايفية الشاب "رشدي" الذي اعتذر وأكد لمن إتصل به عن طريق مناجيره أنه مقيم بفرنسا ويرفض إنزال المستوى للقيام بحملة لحزب معين خاصة وأنه ابن عائلة مجاهدة معروفة بموالاتها للأفالان، وهو ما جعل القائمين عليه -حسب نفس المصادر- يقررون الاستنجاد بصالح العلمي والسعيد لقام والمفاوضات جارية للاتفاق على الأجر خاصة وأن صالح العلمي يعاني من البطالة الفنية ويريد تعويض ما فاته الصيف الماضي، وهي السقطات التي جعلت الشارع السطايفي يسخر من الأداء الباهت لأحزاب توصف بأنها "وطنية" وهو ما جعل الشباب يعلقون في الفايسبوك أن عليهم انتظار خمسة سنوات لإخراج المكبوتات في الحفلات المنظمة من الأحزاب متمنين دوام الحملة لتنظيم حفلات أخرى بأسماء ثقيلة وليس "البز" وأمثاله. تجدر الإشارة أن مختلف بلديات ولاية سطيف تشهد برودة كبيرة في الحملة الانتخابية منذ انطلاقتها وشبح العزوف يخيّم على مختلف مقرات الأحزاب بثاني أكبر وعاء إنتخابي بعد العاصمة.