فضل مترشحون لسباق تشريعيات 4 مايو القادم بولاية غرداية في حملتهم الانتخابية الجارية الاستعانة بوسائل ترويج أكثر إثارة لانتباه الناخبين بغرض استمالتهم كما لوحظ. وقد باتت الشوارع الكبرى والفضاءات العمومية بغرداية هذه الأيام لا تهدأ بفعل انتشار مظاهر مواكب السيارات المزركشة بلوحات الإشهارات الانتخابية وملصقات متصدري قوائم المترشحين في أجواء صاخبة تصنعها أبواقها المفتوحة والأغاني المنبعثة منها وهذا طبعا إلى جانب فتح مكاتب دعاية لهم عبر الشوارع الأكثر ازدحاما. ولم يقتصر المترشحون للتشريعيات المقبلة عبر مختلف مدن الولاية على الطرق التقليدية للدعاية الانتخابية (الجولات في الأسواق وإعداد الأطباق الدسمة فضلا عن تعليق الملصقات على الجدران وعلى السيارات وتوزيع النشريات بالطرقات وطريقة التنقل من منزل إلى آخر) بل استنجدوا أيضا بخدمات شبكات التواصل الإجتماعي وصفحات الويب لضمان التواصل مع الناخبين سيما شريحة الشباب. ومن أجل تحقيق ذلك يستعين هؤلاء المترشحين بكفاءات شبانية من المختصين في مجال المعلوماتية والتكنولوجيات الحديثة بهدف ضمان حملات اتصال "ناجحة ومؤثرة" سيما على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي من أجل كسب كل الحظوظ إلى جانبهم وذلك بالنظر للتواجد القوي للشباب عبر تلك الفضاءات الافتراضية. ويعد موقع فيسبوك حقل المعركة الأكثر اقتحاما من قبل مجموع المترشحين والأحزاب السياسية كذلك التي تخوض غمار التشريعيات المقبلة بولاية غرداية حسب عديد الملاحظين المحليين الذين لفتوا إلى أن مترشحين لا يتوفرون على تكنولوجيات الإعلام والاتصال يعمدون إلى استعمال أقاربهم في هذه الحملة الانتخابية ممن يتعاملون مع وسائل الاتصال الحديثة لضمان التواصل مع هذا العالم الافتراضي الذي أصبح مشهدا من يوميات المواطنين. ولا زالت تنتشر ضمن مجريات هذه الحملة الانتخابية وكما هو معتاد مظاهر وسلوكات التعليق الفوضوي للملصقات الانتخابية بالجدران وبالفضاءات العمومية وأيضا للافتات الانتخابية والصور العملاقة للمترشحين. ويشكل التضامن العائلي والعشائري الذي يشتهر به النسيج المجتمعي بغرداية أيضا وسيلة لدى كل مترشح التي يستغلها في زحمة هذه الحملة من أجل الوصول من خلال شبكات المصالح والجوارية إلى الناخبين طمعا في الحصول على مقاعد بالمجلس الشعبي الوطني. وتوجد هناك أيضا طريقة تقليدية التي لا يمكن أن يفرط فيها أي شخص تلك التي تتعلق بوسيلة التنقل من منزل إلى آخر التي لم يستغن عنها المترشحون حيث يستعينون بالعنصر النسوي بهدف ضمان تواصل إنساني وحميمي بين النساء مع تقديم وعود في حالة الفوز للتكفل بانشغالاتهن. ومن أجل كسب تعاطف الناخبين يعد المترشحون "جنات عدن" وإذا كان المترشحون ضمن قوائم حزبية يركزون في خطاباتهم الانتخابية على برامج تشكيلاتهم السياسية لتحسيس الهيئة الناخبة فإن المترشحين الأحرار يحاولون من جهتهم بناء وبصبر كبير صورهم الذاتية وتقديم وعود سيما ما تعلق منها بتشغيل الشباب في شركات ناشطة بتراب الولاية خاصة في المحروقات أو من خلال توزيع أراضي ومساعدات مالية. وكشف تحليل لمضمون الخطاب السياسي المتناول خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 مايو بغرداية أن كل المترشحين قد منحوا اهتماما خاصا لمسألة تحسين وسائل اتصالهم بالهيئة الناخبة. وركزوا في هذا الشأن وضمن مواضيعهم الرئيسية لحملتهم الانتخابية على أبرز انشغالات الناخبين على غرار التشغيل والسكن والحصول على أراضي فلاحية وعلى قطع أراضي للبناء وكذا ملف الصحة. وقد اختار جل المترشحين للتشريعيات القادمة بهذه الولاية محاور حملتهم على ضوء تطلعات وطموحات المواطنين ومحاولتهم الأخذ في الاعتبار خصوصيات كل منطقة. وأبرز معظمهم وبإلحاح في خطاباتهم الانتخابية ضرورة تجاوز الخصومات وغيرها من النزاعات بين سكان الولاية ووجهوا نداءات لصون الوحدة الوطنية والمحافظة على وحدة التراب الوطني.