نظم المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان وبالتنسيق مع قسم التاريخ كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الولاية الملتقى الوطني الرابع للبيوتات العلمية بالعاصمة الزيانية "بيت الشريف"على مدار يومين بمشاركة حوالي 36 أستاذا وباحثا جامعيا من مختلف جامعات الوطن لتسليط الأضواء على الرصيد التاريخي والحضاري لمدينة تلمسان في العهد الزياني 7ه-13مق10ه/16م تحث شعار "التراث الثقافي دافع لتنمية الإقليم" وفي إطار إحياء شهر التراث. واعتبر المتدخلون في اليوم الدراسي حول "أبو عبد الله الشريف التلمساني" وإسهاماته المعرفية وامتداداته الفكرية بان البحث في مؤلفات وأعمال هذا العالم يسمح للغوص في التراث الفكري للعصر الوسيط يعتبر احد كبار علماء الجزائر وتبرز مؤلفاته مدى إلمامه بمسائل بعض العلوم من حيث أصولها وفروعها مما ساعد على امتداد أثاره في المشرق والمغرب العربيين. وحسب الباحثين فإن اليوم الدراسي يفسح المجالات من اجل الوقوف على معالم شخصية الرجل وتتبع أثاره العلمية وإسهاماته المعرفية وامتداداته الفكرية ودراسة تراثه باعتبارهما احد المعالم الكبرى للمشكلة الهوية العلمية والثقافية والتاريخية للجزائر في العصر الوسيط. وأوضح الأساتذة رغم غزارة علم ابي عبد الله الشريف التلمساني، إلا أنه لم يصل من تأليفه سوى القليل نظرا لشدة عنايته بالتعليم والتلقين مع إشرافه على المدرسة اليعقوبية لمدينة تلمسان إلا أن العديد من المصادر والمراجع العريقة حفظت لنا عناوين كتبه ورسائله فمنها ما خرج إلى حيز الوجود مطبوعا ومتداولا ومنها ما بقي مخطوطا. أما الدكتور كروم عيسى الذي نشط محاضرة بعنوان "ملامح من النشاط العلمي لأبي يحي عبد الرحمن بن أبي عبد الله شعيب" فأشار إلى هذا الإمام مع ما يتمتع به من قدرة فائقة على التأليف والتصنيف واصفا إياها بالعظيمة ذات فائدة غزيرة المضمون، مضيفا أن أفكاره جاءت كاستجابة طبيعية لمواكبة تطور الأحداث الفكرية والحضارية والاجتماعية التي عرفتها تلمسان.